المحتوى الرئيسى

كنوز| ذكرى ميلاد سليمان باشا مؤسس الجيش المصري

05/25 19:03

 234 شمعة نضيئها لسليمان باشا الفرنساوى الأب الروحى للجيش المصرى الذى تم تكريمه بإطلاق اسمه على الشارع المؤدى للميدان الذى انتصب فيه تمثاله وعرف بميدان سليمان باشا، وقد نزعت ثورة 23 يوليو 1952 تمثاله من الميدان ووضعت مكانه تمثال الزعيم الاقتصادى طلعت حرب الذى أطلقت اسمه على الميدان والشارع المؤدى إليه، أما تمثال سليمان باشا فقد تم نقله إلى ساحة المتحف الحربى.

وكثير من الناس الذين يترجلون فى شارع سليمان باشا لا يعرفون الكثير عنه وهو الجد الأكبر للملك فاروق من ناحية والدته الملكة نازلى، وهو القائد الذى أحبه محمد على وعهد إليه مهمة تكوين النواة الأولى من الضباط الذين سوف يعاونونه على تدريب الجنود المصريين، واختار له 500 من خاصة مماليكه ليبدأ بهم، واختار له مدينة أسوان لتكون معسكراً لهذه المهمة بعيداً عن مؤامرات الجيش المختلط ومقاومتهم لكل جديد، فمن هو سليمان باشا الفرنساوى أو الكولونيل چوزيف انتيلمى سيف؟ 

ولد فى 17 مايو 1788 فى مدينة ليون بفرنسا، انضم إلى جيش نابليون وقاتل فى حروبه حتى بلغ رتبة «كولونيل»، ولما انتهى عهد نابليون طلب من صديقه الكونت دى سيجور السعى لدى شاه العجم أن يعهد إليه بتنظيم جيشه، فنصحه بالذهاب إلى مصر، فجاءها سنة 1819 والتقى بمحمد على باشا الذى أعجب به وعهد إليه تنظيم الجيش المصرى على الأساليب الحديثة ونجح فى الاضطلاع بهذه المهمة.

واعتنق الإسلام وأطلق عليه محمد على اسم سليمان بك، وأنعم عليه سنة 1834 بالباشوية عقب الحرب السورية الأولى فعرف من ذلك الحين بسليمان باشا الفرنساوى، وزوجه محمد على من واحدة من أسرته هى «مارية مريم هانم»، كريمة محمد شريف باشا التى أنجب منها ولداً أطلق عليه اسم «إسكندر» وثلاث بنات.

وينسب لسليمان باشا تأسيس أول مدرسة حربية تخرج منها بعد ثلاث سنوات أول دفعة من ضباط الجيش، وأصبح سليمان باشا الساعد الأيمن للقائد إبراهيم باشا عندما خاض معه حروبه فى «المورة - والشام - والأناضول»، وظل يترقى حتى نال رئاسة الجهادية التى تعادل وزارة الحربية الآن، وظل يخدم فى منصبه طوال عهد محمد على، وإبراهيم باشا، وعباس الأول، وسعيد باشا، وقال عنه محمد على «لقد خرج سليمان من صلبى وكأنه أحد أبنائى»، وقال سليمان عن محمد على «أحببت فى حياتى ثلاثة رجال هم أبى ونابليون ومحمد على». 

وصفه الكاتب «جورجى زيدان» فى الجزء الأول من كتابه «تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر» بأنه كان ممتلئ الجسم، قوى العضل شديد التعلق بالجندية، عنيدًا مع ميل إلى خشونة المعيشة العسكرية، ومما يُروى عنه أن عباس باشا الأول رغب إليه مرة أن يخرج بتلامذة الحربية إلى النزهة ففعل، فلما كان وقت الغذاء أرسل إليه عباس باشا طعامًا شهيًّا متقنًا فرفضه، وقال لحامله «سحقًا لهذا الغذاء، ألا يعلم عباس باشا أننا جنود لا نأكل إلا مثل أكل الجنود»، وأصر على إرجاع الطعام، وله نوادر تدل على صلابة طباعه وخشونته، وكان ماهرًا فى قيادة الجند وتدريبهم، رحل فى 12 مارس 1860، ودفن بضريح فى جزيرة الروضة، ويوجد ضريح لزوجته يُعرف بضريح «ستى مارية». 

من «تراجم مشاهير الشرق» 

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل