المحتوى الرئيسى

«أم مجدي» تفقد ابنها والجذام يحبسها بمستعمرة الخانكة: 15 سنة عزلة إجبارية

05/25 01:10

الأسوار العازلة بالمنطقة المهجورة تُخفي قصصًا فريدة للمعاناة، فالمرضى المقيمون داخل مستعمرة الخانكة يقاتلون ضد مرض جلدي لعين يعرف بـ«الجذام»، أكل أطراف البعض واختطف أبصار البعض الآخر، ليتركهم في منأى ومعزل عن ذويهم بالخارج، وكانت العجوز المُسنة «أم مجدي» والتي تجاوزت عقدها السادس من بين المئات الذين يقطنون بالمنفى الإجباري بعيدًا عن رفاهية العاصمة.

«أم مجدي»، ابنة قرية أبوحماد من محافظة الشرقية، تزوجت في عمر العشرينيات ورُزقت باثنين من البنات ومثلهما من الذكور، ليتعرض أحد أبنائها الذكور للوفاة بسبب الصعق الكهربي، فيترك والدته لمرض الجذام ينهش في جسدها وتنتقل قبل نحو 15 عامًا إلى أسوار المستعمرة تقضي بها ما تبقى من عمرها.

بأقدام وأصابع متآكلة، افترشت «أم مجدي» الأرض بجوار سريرها الحديدي، والذي تستند أرجله على قطع من بواقي الطوب المكسر حتى تساوي الاعوجاج الذي حل بالأرض، تتحسّس ما تبقى من قدميها، بعدما تغلب عليها الجذام، حيث جاءت لتحاربه داخل مستعمرة الجذام من بلدتها ليظل قلبها معلقًا بأبنائها الثلاثة وأحفادها.

ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيها، لكن سرعان ما اغرورقت عيناها بالدموع بعد أن بدأت تروي لـ«الوطن» قصة زواجها: «اتجوزت وأنا في العشرينيات وجوزي مات وعنده 40 سنة ملحقش يتوظف ولا يعمل قبض، كان كويس قوي ومن ساعة ما سابني متجوزتش حد».

400 جنيه؛ هي إجمالي ما تتقاضه المرأة الستينية تحت بند «معاش أرملة» منذ رحل عنها زوجها: «أنا بصرف بيهم على نفسي محدش بيصرف عليا»، وعلى الرغم من هذا المعاش الضئيل إلا أنّها تمكّنت من أداء مناسك العمرة بمساعدة المتبرعين من أهل الخير.

زيارات متبادلة بين الحاجة «أم مجدي» وأولادها في مسقط رأسها، كانت آخرها في شهر رمضان الماضي، إلا أنّ قدميها المفتوحتين واللتين تنزفان باستمرار تجعلها تعود إلى مستعمرة الجذام سريعا لتلقي علاج مرضها الذي لا تقوى على تحمّله: «إيدي ورجلي العضم بتاعهم بيوجعني قوي» بحسب حديثها.

«أنا مبحبش أقعد لَروحي»، تقولها النزيلة المُسنة التي يتعلق قلبها بمثيلاتها في العنبر الذي تقطن فيه، وتحكي كيف تقضي يومها: «أنا وأم حسين بنفضل نصلي لحد العشا، ومن بعد العشا بصحيها وبنسهر لحد الفجر ونصلي وننام»، لتستيقظ في السابعة من صباح اليوم التالي تستكمل أحداثه بنفس الرتابة.

تُفضل «أم مجدي» أن تقضي يومها بين الصلاة والاستماع لإذاعة القرآن الكريم، وافتراش الأرض لتتنفس هواء الطبيعة خارج غرفتها: «مبعرفش أتفرج على التليفزيون عشان عينيا وجعاني من يوم ما ابني مات» قالتها وقلبها يعتصر على فراقه.

بجلبابها الرث، وعينيها الغائرتين، جلست السيدة وهي تشعر برضا على أولادها الذين تزورهم بين الحين والآخر وتستأنس بهم قائلة: «لما بسافر أقعد مع بناتي بيقعدوا معايا وبيردّوا روحي»، تحفظ أسماءهم عن ظهر قلب وترددها بسرعة كبيرة: «أنا معرفش أهل ولا عيلة غيرهم.. هم سندي في الحياة وزيارتهم ليا بالعمر كله».

تهوى الرسم وتميل إلى تجربة كل ماهو غريب ومختلف، اتجهت إلى الرسم على الشوزات وتطمح أن تصبح أول براند مصري للرسم على الشوزات، تحدث تغييرا كليا في الأحذية.

قصة نجاح بعد مثابرة وعمل يومي في مجال الهندسة تنقلها الوطن لقراءها لبث باب الأمل لأن الفرصة متاح طالما هناك سعي مستمر

أطبق أسد في حديقة حيوان في جامايكا فكيه حول إصبع حارس، أمام زوار الحديقة بعد تجاهله غضب ملك الغابة في القفص الحديدي

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل