المحتوى الرئيسى

هبة قنديل الفائزة بجائزة أفضل رسالة دكتوراه بجامعة أمريكية: أنوي العودة إلى مصر لرد الجميل

05/23 00:56

فازت المصرية هبة السيد قنديل، بجائزة "John M. Houchens" لأفضل رسالة دكتوراة من جامعة لويفيل بولاية كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، كأكثر رسالة تميزا لشهر مايو 2022، والتي تُمنح لطلاب الدكتوراة.

تواصلت "الشروق"، مع الدكتورة هبة قنديل، لتكشف لنا تفاصيل رحلتها العملية من المنصورة إلى لويفيل، وكذلك تفاصيل البحث الحائز على هذه الجائزة المرموقة، والتي تؤكد أنها دافع لها للعودة إلى مصر واستكمال دراساتها لرد الجميل للحكومة المصرية.

تقول هبة، إنها كانت مدرسة مساعدة بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة المنصورة، وحصلت على بعثة خارجية عام 2016 لدراسة الدكتوراة بكلية الهندسة بجامعة لويفيل الأمريكية تحت إشراف الأستاذ الدكتور أيمن الباز، رئيس قسم الهندسة الحيوية بجامعة لويفيل والأستاذ الدكتور عادل المغربي، مدير مركز البحوث الصناعية والابتكار بجامعة لويفيل، مشيرة إلى حصولها على الدكتوراة في هندسة الكمبيوتر.

بالإضافة لهذه الجائزة، حصلت "هبة" سابقا على المركز الأول في مسابقة "ريسيرش لويفيل"، في فئة الدكتوراة العام الماضي، ومن قبلها في عام 2019 حصلت على المركز الأول على مستوى كلية الهندسة، في مسابقة لتقييم الأبحاث، بالإضافة لعدة جوائز أخرى.

وعن سبب اختيار مرض ارتفاع ضغط الدم كموضوع للرسالة، تقول هبة، إنه من أخطر الأمراض التي يواجهها العالم حاليا، "كما أننا مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، فالدراسة تركزت حول عدد الأشخاص في أمريكا المصابون بهذا المرض، وركز البحث على تطوير أنظمة التشخيص بمساعدة الكمبيوتر (CAD) لإتاحة فرص التشخيص المبكر لضغط الدم المرتفع في مراحل المرض المبكرة وقبل أن يتسبب في التداعيات الخطيرة المرتبطة بالمرض مثل الفشل الكلوي والأزمات القلبية والسكتات الدماغية وفقدان الذاكرة وغيرها، وذلك عن طريق المتابعة المستمرة للتغيرات التي تحدث في شبكة الأوعية الدموية في مخ الإنسان".

وتابعت: "تبين لنا بالدراسة، أن واحد من بين كل 3 أشخاص مصاب بارتفاع ضغط الدم، لكن الأزمة الكبيرة، هي عدم وجود أعراض ظاهرية لمعظم المرضى، وفجأة يكتشفون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم، أما عدم وجود أعراض ظاهرية، فهذه كانت نقطة خطورة هذا المرض، وهي التي شجعتنا للبحث عن حل لهذا المرض".

"وفي سبيل الوصول إلى الحل، قمنا بمراجعة الدراسات الطبية المتعلقة بالاكتشاف المبكر لارتفاع ضغط الدم، ووجدنا أن هناك بعض التغيرات التي تحدث في شبكة الأوعية الدموية في مخ الإنسان، وأثبتت الدراسات الطبية أن هذه التغيرات لها علاقة بحدوث ارتفاع ضغط الدم"، تضيف هبة.

وأوضحت أن هذه التغيرات، تبدأ قبل بداية المرض الفعلية بسنوات، ومن هنا كان الهدف من النظام الذي قامت عليه الدراسة، هو متابعة التغيرات التي تحدث في الأوعية الدموية لمخ الإنسان، في سبيل تحديد التغيرات التي تحدث لشخص ما في المخ أو شبكة الأوعية الدموية، هل تعني أنه يعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم في المستقبل القريب أم لا؟.

وبعد التجارب وباستخدام الأجهزة وعمل التجارب، توصلت "هبة" في دراستها، لعمل نظام أو بروتوكول يتنبأ بهذه الحالات، وهذا النظام، يأخذ الـMRA الخاص بالشخص أو تصوير المخ باستخدام الرنين المغناطيسي، المتعارف عليه، ويقوم بعمل تحليل لرصد التغيرات التي حدثت في شبكة الأوعية الدموية علي مدار السنين.

وأكملت: "على سبيل المثال، نأخذ الـMra للمخ، كنوع من أنواع الفحص، وبعد سنة نأخذ نفس العينة، وبعد سنتين، وفي كل مرة يقوم نظام التشخيص بعمل تحليل لهذه العينات، ونقارنها بالـMRa المأخوذة في المرة الأولى، ولو لاحظنا حدوث تغييرات معنيه تحدث كل فترة للعينة، وقتها نستطيع أن نخبر الشخص بأنه مصاب بارتفاع ضغط الدم، وحينها يقوم الطبيب المختص بإعطاء الأدوية اللازمة، أو تحديد نظام صحي لمنع تقدم هذا المرض".

اهتمام الدراسة، كان منصب أيضا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في توفير وسيلة للتشخيص المبكر لأمراض كثيرة منها ضغط الدم، وأمراض أخرى كالتوحد وسرطان الرئة، والكلى والقلب، كل ذلك باستخدام تقنية الكمبيوتر باعتباره امتلاكه القدرة على عمل تحليل لصور المخ أو أي عضو في جسم الإنسان، وعمل تحليل بسرعة أكبر، بالإضافة إلى السعة التخزينية الكبيرة، التي نستفيد بها في حفظ معلومات وبيانات المرضي.

وتوضح هبة، أن إمكانية تطبيق هذا البرنامج على أرض الواقع، أمر يسير، كما يساعد البرنامج الطبيب في عمل إرشاد للكشف المبكر عن مرض ارتفاع ضغط الدم، نظرا لأن نظام التشخيص، يلتقط صور المخ ويُحللها ويتوصل لمدى التغير الذي يحدث على شبكة الأوعية الدموية فيها، وبالتالي يقرر هل هذا الشخص من الممكن أن يصاب بمرض ضغط الدم في المستقبل من عدمه.

"الشيء الصعب أو الأزمة عند بعض الدول، أن تصوير الرنين المغناطيسي للمخ تكلفته باهظة، ولذلك بداية نقترح أن تقتصر إشاعات الرنين المغناطيسي علي الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مرضي"، تضيف هبة.

وأشارت إلى أن الأساتذة المشرفين على الدراسة كان لهم دور كبير جدا في نجاح المشروع؛ الدكتور عادل المغربي، مدير مركز البحوث الصناعية والابتكار بجامعة لويفيل، والدكتور أيمن الباز رئيس قسم الهندسة الحيوية ومدير المعمل الذي تم تنفيذ المشروع فيه، كما أن المعمل يعد المعمل الوحيد بجامعة لويفيل الأمريكية الذي استطاع حصد هذه الجائزة رفيعة المستوى خمسة مرات وذلك في أعوام 2013 و2014 و2016 و2021 و2022.

وعن قصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبدايتها، تقول هبه: "لكوني كنت مدرس بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة المنصورة، تقدمت لبعثة من البعثات حكومية التي تقدم للمعيدين، وبفضل الله تم اختياري ضمن فريق المنحة، وسافرت في 2016 والتحقت بمعمل التصوير الحيوي برئاسة الدكتور أيمن الباز، ومن هنا بدأت الرحلة، ولم تكن سهلة لا رحلة الدكتوراة ولا رحلة اختياري في البعثة، فبذلت مجهودا كبيرا في الامتحانات والمذاكرة للوصول لهذه المرحلة.

وذكرت أنها خلال رحلتها العملية، مرت بتحديات كثيرة، أهمها هي كونها أم لطفلين، وهو ما زاد العبء على كاهلها، فهذين الطفلين بحاجة إلى رعاية كاملة، ولكن الزوج كان يساعد كثيرا وكان متفهم لمسئوليات الزوجة، ومن هنا حاولت الموازنة بين دورها كأم ودوري كباحثة، وفق قولها.

وتابعت هبة: "استقبلت عائلتي خبر حصولى علي هذه الجائزة بسعادة غامرة، رغم أنها لم تكن الجائزة الأولى التي أحصل عليها، لكن هذه الجائزة كان لها صدي مختلف تماما لكونها جائزة مرموقة، وهو ما ظهر من احتفاء الجامعة واهتماهم بعمل حوار وإجراء لقاء معي بالصوت والصورة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل