المحتوى الرئيسى

نجا الغريق وغرق المنقذ.. حكاية الضابط شهاب الذي ابتلعته ترعة الإبراهيمية

05/20 12:07

يرتدي بذلته العسكرية البيضاء، يشق الطريق بقدميه إلى منزل أسرته بقرية الشناوية، كان الشاب يسير واثق الخطى يتلقى التحية والترحيب من أبناء قريته وكلهم فخر به، بعضهم يأخذه نموذجًا في العلم والانضباط ويتمنون أن يكون أبناءهم مثله على طريق التفوق وحسن الخلق، على مشارف قرية الشيخ علي بهلول المجازرة لقرية شهاب عادل الملازم أول بحري، وقعت عيناه على شاب غريق يصارع من أجل النجاة فألقى الضابط البطل بحقيبته وقفز للمياه، وفي عمل بطولي تدرب عليه لسنوات داخل كليته العسكرية نجح في إنقاذ الشاب من الغرق بينما غرق هو وجرفته المياه ومات في لحظات.

خبر غرق الضابط شهاب عادل كان صادمًا لأبناء قريته فربما لم يصدق أحد منهم النبأ في بدايته فهم يعرفون مهارته الفائقة في السباحة، خاصة وأنه ضابط في الكلية البحرية فهو بمثابة «ضفدع بحري»، عشرات الشباب والنساء كانوا يحيطون بترعة الإبراهيمية التي ابتلعت شهاب وهم في حسرة وحزن، فكان بعض الشباب الذين يجيدون السباحة يلقون بأنفسه على حافة الترعة طمعًا في مساعدة شهاب على الخروج لكنها كانت محاولات بائسة بعد فوات الأوان.

نجا الغريق وغرق المنقذ، هكذا كان حال أهل القرية الذين اتشحوا بالسواد حزنًا على موت الضابط شهاب عادل، هم لا يعرفون ما حدث حتى يغرق الضابط بتلك الصورة لكن الإجابة كانت حاضرة من عدد من شهود العيان أن شهاب تعرض لـ«شد عضل» عندما جرفته المياه، لتنهي معها حياة شاب في بداية حياته العملية بعد شهور من تخرجه في الكلية البحرية، سيظل شهاب باقيًا وحاضرًا في أذهان أسرته وأبناء قريته بتصرفه النيل وشهامته فلم يبخل بحياته من أجل إنقاذ إنسان ربما لم يكن يعرفه.

جنازة مهيبة وانهيار والدة الضابط الغريق

جنازة الضابط الشاب شهاب المهيبة كانت تشير إلى حب الناس له، فلم يتخلف عنها كل أبناء قريتي «الشناوية وعلي بهلول» حتى النساء والأطفال فكانوا يبكون الشاب طيب الذكر حتى تشييع جثمانه ليواري الثري في مشهد مؤلم، كانت أسرته في حالة يرثى لها، خاصة والدته التي كانت اشتحت بالسواد على مدار 20 سنة حزنًا على وفاة والده.

انتشال جثمان الضابط شهاب عادل

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل