المحتوى الرئيسى

دراسة: قدماء المصريين قدموا للعالم أول خريطة لمناجم الذهب في التاريخ

05/16 11:32

قال الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار المصرية، إن قدماء المصريين قدموا للعالم أول خريطة لمناجم الذهب في التاريخ.

وأشار وزيري، في دراسة تاريخية حديثة، حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) على نسخة منها، إلى أن تلك الخريطة التي عُثر عليها مكتوبة على أوراق البردي، محفوظة الآن بمتحف مدينة تورينو بايطاليا، حيث تظهر الخريطة مواقع مناجم الذهب والتلال الجبلية التي تحتوي بين مكوناتها الجيولوجية على "عروق الذهب"، وكذلك أكواخ عمال المناجم.

وحسب الدراسة، التي كشفت عن الكثير من أسرار المعدن النفيس في مصر القديمة، عرفت مصر الذهب منذ عصر حضارة نقادة الثانية، وكان يتم استخراجه من مجموعة مناجم كانت منتشرة بصحراء مصر الشرقية، ومن بلاد النوبة، يصل عددها لقرابة 120 منجما.

ولفت وزيري، في دراسته، إلى ارتباط الذهب بالعقيدة المصرية القديمة، إذ كان يُعرف بأنه أحد معادن الخلود ،" الذي انبعثت منه آلهة مصر القديمة"، حيث وظفه المصري القديم في بعض نواحي الحياة الدنيوية، بالإضافة إلى تلك التي تتعلق بالفكر الديني.

وأشار إلى أن المصري القديم حرص على تغطية المومياوات بصفائح من الذهب والفضة، لكي يضمن لها الخلود، خاصة وأن هذه المعادن النفيسة كانت ترمز إلى كل من عظام وأجساد وأطراف المعبودات، وبالتالي فإنها لا تفنى مثل أجساد المعبودات وبصفة خاصة المعبود أوزير .

ولذلك، طبقا لوزيري، فإن عملية تذهيب جسد المتوفى يجعله محاكيا لجسد أوزير، غير أن هذه المعادن غير قابلة للتآكل أو التحلل أو الفناء، ومن ثم فإن وجودها على الجسد يحفظه من التحلل ويضمن له الخلود وعدم الفناء.

وربط المصري القديم بين الشمس والذهب، وبين القمر والفضة، حيث ربط بين معدن الذهب ولونه الأصفر وضيائه وحيويته وبين الشمس المانحة للضوء والحرارة، وربط معدن الفضة باللون الأبيض ذو البريق، "ضياء الشمس ونور القمر".

وذكر في النصوص المصرية القديمة أن الشمس هي عين المعبود رع، والقمر هو العين اليمني للمعبود حورس، وإنهما عيني حورس ورع بمثابة عيني الكون، فالعين الأولى هي عين الصباح والأخرى هي عين المساء.

وكما يقول الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، لعب الذهب دورا مهما في تطور الفنون والصناعات في مصر القديمة، ولعب دورا مؤثرا في الحياة السياسية والاقتصادية والدينية على مدار تاريخ الحضارة المصرية القديمة.

واعتبر المصري القديم أن الذهب أثمن المعادن، وذلك لكونه "مادة الشمس"، والذي "انبعثت منه الآلهة"، كما أعتُبر تجسيدا للمعبودة "حتحور الذهبية".

ووفق وزيري، كان الذهب أيضا رمزا للحياة الخالدة للشمس والآلهة، وذلك بحسب المعتقدات المصرية القديمة، التي كانت ترى أن إله الشمس رع كان "جبل الذهب الذي ينشر أشعته على العالم".

وحسب الدراسة، كان المصري القديم، يقوم بصياغة الذهب من خلال طريقتين هما الطرق والصب، وكانت تنقش عليه نقوش غائرة وبارزة، واستُخدم الذهب على هيئة حبيبات صغيرة للأغراض الزخرفية، وعلى هيئة رقائق لتذهيب الأثاث والتوابيت الخشبية وغيرها، كما كانت هذه الرقائق تقطع إلى شرائح رفيعة تُستعمل كأسلاك ذهبية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل