المحتوى الرئيسى

أزمة تليغرام.. ألمانيا بين خيارات الحظر والغرامة والحذف

01/27 21:40

تستعد السلطات الألمانية لاتخاذ إجراءات لصدّ ما اعتبرته مخاطر تطبيق "تليغرام" على الأمن العام، فيما لا تزال المناقشات دائرة حول ما إن كان إجراء منع التطبيق، أو فرض غرامات، أو إجبار التطبيق على حذف الرسائل، سيكون الأفضل.

وتتهم السلطات هذا التطبيق بأنه ساعد من تصفهم بمروجي الكراهية ومنكري فيروس كورونا واليمينيين المتطرف، إضافة إلى الإرهابيين، على تسويق أفكارهم، وحشد المتابعين في المظاهرات في الشوارع.

ومؤخرًا طالبت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، شركتي "أبل" و"غوغل" بحظر تليغرام في عروضهما، وذكّرت السياسية الاشتراكية، الشركتين بمسؤوليتهما الاجتماعية، كما تسعى لتقديم خطة في أبريل لإجبار "تليغرام" على حذف "رسائل الكراهية" وكشف هوية أصحابها.

وفي وقت سابق، اقترحت السلطات فرض غرامات تصل لملايين اليورو على مشغلي التطبيق إن لم يتعاونوا معها في مراقبة بعض المستخدمين.

بينما قال وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس: إن تليغرام أصبح محفز حرائق بالنسبة لمواطني الرايخ وأنصار نظرية المؤامرة والمتطرفين اليمينيين.

وجاء ذلك عقب مشاورات مع وزراء الداخلية في حكومات الولايات التي يترأسها الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وقال وزراء الداخلية في ورقة مشتركة: إن تليغرام، وما على شاكلته من الشركات، تخدم الناس في ألمانيا بوصفها "منصة تواصل لأنصار التفكير الجانبي ومنكري كورونا واليمينيين المتطرفين".

وبحسب دراسة لـ"المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب"، مقره ألمانيا، في نوفمبر 2021، فإن مخاطر التنظيمات المتطرفة تصاعدت، وأصحبت أجهزة الاستخبارات في سباق مع "الذكاء الاصطناعي" وتحديات العالم الرقمي الذي تستغله هذه التنظيمات في عالم ربما غير منظور للمواطن، وهي الشبكة المظلمة والعميقة.

وأرجعت سرعة تنامي هذا الخطر إلى أن التنظيمات المتطرفة أدركت مبكرا أهمية الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، واعتبرتها منفذًا مأمونًا لنشر وتنفيذ مشروعها الأيديولوجي بعد فشل التجنيد المباشر في ظل الهجمة الأمنية الدولية.

وضربت الدراسة مثلًا بأن العالم الرقمي عزز قدرة تنظيم "داعش" الإرهابي على ترويج أفكاره واستقطاب الشباب؛ ليكونوا جزءًا من مخطط "الذئاب المنفردة" بسهولة؛ لتنفيذ العمليات الإرهابية من غرفهم، خاصة مع استخدام تطبيقات وشبكات غير مراقبة أمنيًّا مثل تلغرام و"ديب ويب".

وفي 2018، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، خلال مؤتمر لمكافحة الإرهاب، إن "الخطوط الأمامية لمكافحة الإرهاب ليست موجودة على الأرض فقط، بل أصبحت بشكل متزايد على شبكة الإنترنت".

الخبير المقيم في ألمانيا عباس الخشالي، قال: إن "تليغرام" منصة مشفرة في المحادثات، ولا تسمح بالرقابة كما وعدت مستخدميها، عكس باقي منصات التراسل، ولكنها في ألمانيا وقعت في مشاكل، ومنها تهديدات وصلت خلاله إلى مسؤولين.

وأضاف الخشالي لموقع "سكاي نيوز عربية" أن نقاشات تدور حول كيفية التعامل مع الأمر، وهناك من يرى أن الأزمة لا تكمن في التطبيق ولكن في مستخدميه، وأن فكرة منع التطبيق التي عرضتها وزيرة الداخلية ليست صائبة؛ لأنها غير دستورية وغير قانونية.

وأشار أنه في حال حظر التطبيق سيبحث المستخدمون عن منصات أخرى، وعليه لا بد من البحث عن طريقة لتوجيه الرأي العام غير المنع، لاسيما وأن "تليغرام" يشغل المرتبة الثالثة في تطبيقات التراسل بعد "واتساب" و"ماسنجر فيسبوك"، وزاد استخدامه من 7 بالمئة في عام 2018 إلى 15بالمئة.

ونوّه إلى أن مستخدمي التطبيق يبحثون عن الخصوصية في أشياء ليس لها علاقة بالأفكار التخريبية، ولكن رغبة في سرية التراسل.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل