المحتوى الرئيسى

وهل للشيطان قلب؟

01/27 21:35

دقق فى ملامحى جيداً سيدى القاضى، هل ترى هذه الهالات السوداء التى تسكن أعلى جفنى وأسفل عينى؟ ، ألا يكفى هذا الجسد الهزيل فى كشف العذاب الذى عايشته مع هذا الرجل وما أتوقع معايشته إذا أخذ منى فلذة كبدى؟

هل تعلم أن من يقف فى مواجهتى الآن فى قاعة المحكمة غريبا عنى رغم ما تدونه الأوراق وما ينطق به لسانك خلال الجلسة؟

نعم سيدى القاضى ، لم أشعر دقيقة واحدة أنه زوج وسند لى على مدار عامين من الزواج ،بل حيوان شهوانى لا يملك عقلاً ولا قلباً ، يخون وقتما يشاء وفى أى مكان يختاره ، يكذب ويضرب وكأنه سى السيد لاحساب ولا رقيب عليه، يهرب من المسئولية وينكر النسب، وكأنه تزوج لقيطة من الشارع، لا أهل ولا سند لها.

ما سأحكيه ليس دفعاً فقط لرفض دعوى الحضانة التى أقامها هذا «الغريب»، بل رسالة إلى كل زوجة تعرضت مثلى أو ستتعرض لكل هذه المأساة التى سأكشفها الآن.. أقول لها «رجاء لا وقت للصبر..

الحيوان يظل حيواناً مهما تغيرت المسميات والأجناس والأنواع، ومهما تذوقت الكلمات وكثرت هدايا الاعتذار» 

كان ذلك مقدمة مشهد تراجيدى حزين شهدته محكمة الأسرة بالمعادى لزوجة حضرت متكئة على يد زوجها الثانى للرد على دعوى قضائية أقامها طليقها للفوز بحضانة ابنتهما الوحيدة.

كان الإعياء قد تملك من الزوجة، فجسدها هزيل، والهالات السوداء تحاصرعينيها من كل اتجاه، دقائق وطلب القاضى من الزوجة الرد على طلب الحضانة المقامة من الزوج.

وقفت هذه السيدة بصعوبة، فمن كانت تتكئ عليه أخرجه القاضى من القاعة، فلا مكان له الآن.. ثم بدأت سرد مأساتها.

قالت «سيدى القاضى رجاء تحملنى دقائق وبعدها الحكم لك..أنا راضية إن الله هو العدل وأنه لن يخذلنى أبداً»

«أنا فتاة من أسرة ميسورة الحال، حاصلة على مؤهل عال، تزوجت بعد تخرجى من جار لى، لم يكن الحب هو الدافع، بل الجيرة وحديث الأقارب والزيارات المتبادلة كانت سبباً للارتباط».

وافقت دون أن أدرى من ذلك الشاب الذى أتزوجه، ما أخلاقه، وعالمه السرى الذى يخفيه عنى، أعلم أنه يملك من الوسامة ما يغرى به الكثير من النساء الباحثات عن الجمال، لكن لم يكن ذلك ضمن اختياراتى، لكننى اكتشفت فى النهاية أن هذا الغرور الزائل كان سبب مأساتى.

شهران سيدى القاضى من الزواج، وتحصلت بعدهما على لقب زوجة خانها زوجها، ليس بحديث الناس فقط ولكن شاء القدر وأنا أتحدث أمام هذا «الغريب» أن أضبطه مع سيدة على فراش الزوجية.

ماذا تتوقع سيدى القاضى أن أفعل؟ ، زوجة يخونها زوجها فى شهر العسل، والغريب أن هذه الخيانة تحدث فى اليوم الوحيد الذى ذهبت به إلى زيارة والدتى ، لأعود واضبطه فى حضن سيدة أخرى، رغم ذلك سترت عليه وعلى هذه الزوجة وحذرتها من الاقتراب من بيتى مرة أخرى.

تمر الشهور سيدى القاضى، ثم تظهر الفاجعة الكبرى، اتصفح فى «اللاب توب» الخاص بزوجى بحثاً عن فيلم أشاهده فأكتشف فظائع، عشرات الفيديوهات لسيدات مارس معهن هذا «الغريب» الفحشاء، والمصيبة أنها كانت على فراش الزوجية كعادته المشينة.

اكتشفت أننى كلما تركت البيت فى زيارة لأسرتى، يقوم ذلك الزوج باستضافة «عاهرات» فى بيتى، ويمارس معهن الفحشاء على فراشى.

نعم عاهرات رغم أن معظمهن متزوجات وأنا أعرفهن جيداً، لكن عندما واجهته، بكى وطلب منى أن أغفر له، ثم قام بحذف كل فيديوهات الحرام أمامى.

أنا لا أعرف لماذا كنت أغفر له، أصدقه فى كل مرة يبكى أمامى، حقيقة لا أدرى ماذا كان يجول فى عقلى وقتها.

لكن ما حدث بعد ذلك سيدى القاضى يؤكد أن ذلك «الغريب» هو حيوان يحمل اسم «إنسان» مهما كان نوعه أو جنسه.

لقد وضع خطته الشيطانية، اختار أن يلقينى فى عالم «التوهان» الذى يعيش فيه، بدأ بتحويلى إلى زوجة مجنونة  «أراد بأفعاله أن يشككنى فى قواى العقلية فيكسب بها أسرتى وأهله فى صفه ويجعلها أداة ضغط لإخراسى عن كشف فظائعه».

أيام وأنا أشعر بأمر غريب يحدث، كلما وضعت شيئا فى مكان ما، لا أجده ، أسال ذلك الزوج أين هو؟ ، يخبرنى أنه لم يره ويقنعنى أننى لم أضعه فى هذا المكان، تكرر المشهد أكثر من مرة، وأنا اؤكد وجهة نظرى وهو يقنعنى بأمر آخر، حتى بدأت أشعر سيدى القاضى أن الزهايمر قد سكن عقلى وأن الجنون كاد أن يصيبنى.

بعدها بدأت أدرك أننى ذاهبة إلى الهاوية، خاصة بعد أن أخذ ذلك الزوج يروج لفكرة الجنون إلى أسرتى.

خضعت له سيدى القاضى، ذهبت معه أكثر من مرة إلى طبيب نفسى، لم أكن مقتنعة بكل ما يحدث، لكنه كان يبحث عن شىء ما، واليوم اكتشفت هذا الأمر عندما قدم تقاريره النفسية التى تديننى، لكنه لم يخبركم بالحقيقة كاملة.

شاء القدر أن يكشف لى حقيقة هذا «المتمرد» اكتشفت فى شهر رمضان ألاعيبه، كنت كلما أضع طعاماً فى الثلاجة أجده قد اختفى، حتى ضبطه يأكل فى نهار رمضان، ثم يقنعنى أننى لم أضع شيئا.

حاولت كثيراً أن أتركه وأذهب إلى بيت والدتى، لكن الظروف حالت دون ذلك فقد كنت فى الشهر الخامس من حملى فى ابنتى، استغل هذا الشيطان الموقف ،وبدأ يبحث عن حيلة أخرى ليشوه صورتى أمام أسرتى وأهله.

هل تعلم سيدى القاضى أن هذا «الغريب» أراد أن يجعلنى مدمنة مثله، عندما وجدت مخدرات ملقاة فى سلة المهملات وواجهته بها واعترف بإدمانه لها.

نعم وضع خطته الشيطانية، وكلما أصابنى التعب من الحمل، يعطينى عقاقير، ويحقننى ببعض المسكنات، حتى اكتشفت بعد شهرين أننى أصبحت مدمنة لهذه العقاقير لتخفيف الآلام التى تصيبنى، وكانت الفاجعة، اكتشفت أن هذه السموم التى دخلت جسدى هى مخدرات «عقاقير الترامادول» وكدت أفقد صغيرتى خلال شهور الحمل الأخيرة لكن شاء الله أن تعيش وتكون شاهدة على جبروت هذا الزوج.

هل تدرك سيدى القاضى أن من يدعى أنه قادر على الإنفاق على ابنته، تركنى ملقاة فى مستشفى خاص عند ولادتى لها بسبب رفضه سداد المصروفات، حتى أنقذنى جار لى، ونقلنى إلى مستشفى حكومى وأنجبت ابنتى هناك.

ليس ذلك فقط لقد رفض مدعى الأبوبة استخراج شهادة ميلاد لابنته بعد ولادتها، أنكر هذا «العاق» نسب ابنته، ورفض وأهله كل توسلاتى، ووضعونى بين مطرقة الخضوع لهم وسندان البحث عن إثبات شرفى.

رفضت كل ذلك سيدى القاضى لجأت إلى القضاء فهو منقذى من هذه العائلة «الشيطانية» أقمت دعوى إثبات نسب، قدمت للمحكمة قسيمة الزواج وبعد 4 سنوات استخرجت لطفلتى شهادة ميلاد باسمها، وبعد عامين حصلت على حكم بتطليقى من هذا الزوج.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل