أطباق مع الفلفل الحار تحسن مزاجكم في موسم البرد القارس.. ما هي؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في حال بدأ الملل الذي يلي انتهاء عطلات آخر السنة يتسلّل إلى حياتك عام 2022، فاعلم أنّك لست الوحيد الذي يعاني من ذلك. الجو بارد ومثلج، والعديد منّا يشعر أنه دخل في سباته ولن يخرج من منزله إلا بحلول الربيع. لذا، في أوقات كهذه حين نحتاج جميعًا إلى الراحة، فإن طبق مكونه الأساسي الفلفل الحال يفي بالغرض .. وقد يكون مضادًا للاكتئاب، وفقًا لما أظهرته دراسة جديدة.\nورغم أنّ العديد من المناطق الواقعة في جنوب غرب، ووسط أمريكا، تدّعي أنها مسقط رأس أطباق الفلفل الحار، فإن أنواع الطعام تختلف بقدر شعوب أمريكا الشمالية، بحسب روب والش، مؤلف "كتاب الطبخ للفلفل الحار".\nوبينما كان الأزتيك وثقافات أخرى في أمريكا الوسطى يعدون حساء تشيلي المتبل بالفلفل مع الديك الرومي، والكركند، والضفادع، كان الفلفل الأحمر ينمو في نيو مكسيكو منذ العام 1600 ميلادي.\nأما في ولاية تكساس الأمريكية، فالمنافسة حول أصول الفلفل الحار على أشدّها، ويشارك فيها جنود الحرب المكسيكية-الأمريكية الذين اعتادوا تناول طبق اللحم مع الفلفل الحار في أرض المعركة و"سان أنطونيو تشيلي كوينز".\nوحصل ويليام غيبهاردت، المهاجر الألماني إلى مدينة نيو براونفيلز الأمريكية، على براءة اختراع لأول مزيج من مسحوق الفلفل الحار المعلّب عام 1899، عندما قام بتعريف الجمهور الأوسع على توابل الفلفل الحار.\nأما بالنسبة للجدل حول مكان الفاصولياء في طبق الفلفل الحار، فهو أمر ليس بجديد، لا سيّما أنه يُستخدم منذ قرن على الأقل.\nوفي هذا الصدد، يقول والش إنّ "إضافة الفاصولياء والخضار الأخرى إلى الفلفل الحار كان استجابة لندرة اللحوم خلال الحربين العالميتين". ولجأ طهاة المنزل المقتصدين إلى منتجات حدائقهم الخاصة لإنتاج وصفات مع الفلفل الحار، وما برحت التقاليد الجديدة عالقة في تلك الحقبة.\nأي شخص من تكساس على الأرجح، بحسب والش، سيخبرك بصراحة أن لا مكان للفاصولياء في طبق "التشيلي كون كارنيه" التقليدي، وأنّ قوامه الفلفل الحار واللحم. وقال والش إنّ "أهالي تكساس لا يستخدمون الفاصولياء مع الفلفل الأحمر للسبب ذاته الذي لا يسلق الأمريكيون فيه من أصل إيطالي السباغيتي في الصلصة الحمراء".\nوحصل الفلفل الحار "الأبيض" على اسمه جراء تبديلات عدة أبرزها استخدام الدجاج ومرقه بدلاً من اللحوم الحمراء والبندورة، والفلفل الأخضر عوضًا عن الأحمر الحار. وتندرج الفاصولياء البيضاء في العديد من الوصفات أيضًا، مثل "كانيليني" أو "غريت نورثرن".\nوقد تبدو لك القرفة عنصرًا غريبًا في وصفة مكونها الرئيسي الفلفل الحار، لكن بالنسبة للمهاجرين الآتين من مقدونيا الواقعة غرب البحر المتوسط، فإن ذلك يُعتبر منطقيًا. فطبق المعكرونة اليوناني بصلصة اللحم المعروف باسم "makaronia me kima" شبيه بطبق الفلفل الحار الجنوبي الغربي، لذلك يبدو الإسم "متأمركًا".\nوقال والش إنهم "ما برحوا يستخدمون القرفة، وجوزة الطيب، والبهارات، والقرنفل التي تجعل طعمها فريدًا للغاية. وما زالت تقدم مع المعكرونة".\nويُوضع الفلفل الحار في هذا الطبق فوق السباغيتي والتتبيلات المرغوب بها. ويمكن إضافة جبن التشيدر المبروشة عليها، أو البصل الأبيض المفروم والجبن، أو الفاصولياء والبصل والجبن.\nوأوضح والش أنه "طالما أنّ مكوّنه الأساس الفلفل الحار، فلا أستخدم اللحم مع الفلفل النباتي"، معتبرًا أنّ هذا الطبق الفيغان (vegan) غني بالفلفل الحار. وتحل البطاطا الحلوة محل لحم البقر التقليدي، وتُطهى على نار خفيفة في صلصة مصنوعة من فلفل أخضر معتدل الحر مفروم طازجًا ليتحول إلى مسحوق الفلفل الحار، جنبًا إلى جنب مع الفلفل الحلو المدخن.\nوإذا كان لديك بقايا قرع الجوز أو القرع الشتوي، لا تتردّد باستبدال بعض أو كل البطاطا الحلوة بها في الوصفة.\nهل تحب فاصولياء في طبق من الفلفل الحار؟ لِمَ لا تستخدم ثلاثة أنواع مختلفة منها؟ أما السر فيكمن في إضافة معجون الكاري الأحمر إلى توابل هذا الطبق الكلاسيكية لإضافة المزيد من الحر والنكهة على هذا الطبق.\nوبهدف الحصول على نوع آخر من الفاصولياء، تستخدم هذه الوصفة حبوب فاصولياء "بينتو" المجففة بدلاً من الفاصولياء المعلبة الكاملة لتكثيف الفلفل الحار.\nوهناك تقليد قديم يتمثل في إضافة الفلفل الحار إلى النقانق في مجتمعات عدة.\nويشتهر مطعم "Ben's Chili Bowl" في العاصمة الأمريكية واشنطن، بتقديمه الفلفل الحار على طبق من النقانق نصف المدخنة، ولكن يمكنك أن تأخذ فكرة الفلفل الحار على النقانق وتحويلها إلى وجبة تتكونّ من وعاء واحد.