المحتوى الرئيسى

أمين سر اللجنة الدينية بـ«النواب»: لا نتدخل فى شئون مشيخة الأزهر وتجديد فكر الأئمة مهم لمواجهة التطرف.. وأرفض فكرة حذف المناهج

01/25 20:59

قال الدكتور محمد أبوهاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن تطوير مساجد آل البيت الذى يتم حالياً لن يقتصر على مساجد القاهرة، بل سيشمل جميع المحافظات.

وأضاف، فى حوارٍ لـ«الوطن»، أنَّ مشيخة الطرق الصوفية لا تتدخل فى شئون الأزهر، وأنه يرفض فكرة الحذف من المناهج الأزهرية، كما أن تجديد فكر الأئمة مهم لمواجهة التطرف، مشيراً إلى أن منهج الصوفية لا يعتمد على «الخرافات والخزعبلات».

وأوضح أن المشيخة طلبت تخصيص دعم مالى لها والدولة استجابت للطلب، وحالياً تتم المطالبة بزيادة نسبة الـ10% المخصَّصة لها من صناديق النذور.. وإلى نص الحوار.

محمد أبوهاشم: منهج الصوفية لا يعتمد على «الخرافات والخزعبلات»

ما أبرز الملفات التى تحملها اللجنة الدينية على عاتقها؟

- أوَّل ما يشغل اللجنة الدينية مسألة تجديد الخطاب الدينى، بالإضافة إلى ملفات تخص المساندة فى بعض الإصلاحات التى يرتبها الأزهر والمناهج التعليمية الأزهرية، وتجديد الكتب التى تُدرَّس فى الأزهر.

وبالنسبة لوزارة الأوقاف، نحرص على عمارة المساجد وصيانتها وتجديد فكر الدعاة وأئمة المساجد، عن طريق تنظيم دورات تدريبية تأهيلية، والوزارة أنشأت بالفعل أكاديمية لتدريب الأئمة، علاوة على توزيع بعض الكتب عليهم، لمساعدتهم فى مواجهة الأفكار المتطرفة التى يسعى البعض لنشرها فى مصر، واللجنة متيقظة لهذا الأمر ومتحمسة له، ونركز على أداء ينفع المجتمع سواء بالأزهر أو وزارة الأوقاف أو دار الإفتاء، علماً بأن تشكيل اللجنة الدينية جاء متناغماً وهدف الجميع واحد، لذلك نهتم بالمسائل التى تتعلق بالدين، التى يُحاول البعض الخوض فيها والتأصيل لأى حكم شرعى يُعرض علينا أولاً.

تطرّقتَ إلى المناهج التعليمية فى الأزهر.. ما خطتكم لتعديلها فى ظل انتقاد البعض لها؟

- عملنا يقوم على التوصيات، ولا نستطيع أن نتدخل فى شئون الأزهر، فله إدارته ومشيخته وكيانه، وهناك حرص على أن تكون المناهج متطورة الفكر وتنبذ التطرف والإرهاب والعنف، وبعيدة عن الأمور التى قد تُفهم خطأ من التُراث، وتراثنا ليس فيه هذا الأمر ولكن قد يُحاول البعض تفسير بعض الآيات والأحاديث تفسيراً يتناسب مع هواه، فى محاولة لإثبات أن الأزهر والأوقاف يُبث من خلالهما فكر متطرف، حتى ينعكس هذا على المجتمع، ونحن نُساعد الأزهر والأوقاف على أن تكون الكتب والمؤلفات موضحة لمنهج الإسلام والوسطية والسماحة وبعيدة عن الغلو والتشدد والعنف.

وهل أوصيتم بحذف أجزاء معينة من مناهج الأزهر؟

- بطبيعتى لا أؤمن بالحذف، ولكن أطالب بتحقيق هذا الأمر والرد عليه، فأى مسألة إذا كان بها عنف، نرد عليها بالرد الشرعى العلمى الصحيح.

هل تعكف اللجنة على الخروج بتشريعات ضد نشر الفتاوى الضالة؟

- اللجنة تعمل على ما يُحوَّل إليها من المؤسسات الدينية، وإذا أحالت لنا دار الإفتاء تشريعاً أو قانوناً يُجرِّم هذا، سنُسارع فى الحفاظ على المجتمع من الفتاوى الضالة والهدامة التى تعمل لحساب الخارج أو لأفكار معينة، لأنه لا بد أن يُحوَّل إلينا من الأزهر أو دار الإفتاء أو وزارة الأوقاف، فاللجنة تضع خطة ونرسلها لهذه الجهات، ومن ثمَّ يرسلون التشريعات التى يريدونها حتى نتبناها فى المجلس.

تطوير مسجد الحسين يحتاج مليار جنيه.. ونتعاون مع جميع الجهات للحفاظ على المساجد الأثرية.. ونسعى لتنظيم مؤتمر عالمى جديد للطرق الصوفية

تُعانى المساجد الأثرية من مشكلات عديدة.. كيف تُحافظون عليها لضمان الارتقاء بها؟

- المساجد الأثرية تخضع لإشراف وزارتى الأوقاف والآثار، وهذه التداخلات تنتج عنها تعقيدات ومشكلات كثيرة، لذلك فإن التصرّف فيها ليس سهلاً مثل المساجد الأخرى التابعة للأوقاف فقط، ووزارة الآثار تكون لها ضوابط معينة، حتى تُحافظ على الأثر، ويكون فيها نوع من البطء نظراً لأهمية هذه المساجد، واللجنة دائماً توجه وزارة الأوقاف، وهى بدورها تخاطب وزارة الآثار، وأحياناً نخاطب وزارتى الآثار والأوقاف معاً.

الرئيس عبدالفتاح السيسى وجَّه مؤخراً بتطوير مساجد آل البيت.. كم عدد المساجد وما تكلفة تطويرها؟

- البداية ستكون فى مساجد «الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة»، وبعدها ستشمل الخطة جميع مساجد آل البيت ولم يُحدَّد عدد المساجد التى سيتم تطويرها بشكل نهائى، والشئون الهندسية فى القوات المسلحة هى التى تقوم بهذا العمل، علاوة على تداخل جهات متعددة؛ منها محافظة القاهرة ووزارتا الأوقاف والآثار، ويتم التنسيق بينها، علاوة على وجود مؤسسات أخرى تُساعد فى هذا الأمر، منها «مساجد» و«مودة»، والمؤسستان بصدد تنظيم اجتماع حتى يتم التنسيق بينهما للمساهمة مع الجهات الرسمية فى تجديد وتطوير مساجد آل البيت، وهذا الأمر يتكلَّف مليارات الجنيهات، ورصدت دراسات من قبل أن تطوير مسجد الحسين يحتاج بمفرده مليار جنيه.

وجود 3 قيادات صوفية بالبرلمان إضافة كبيرة ونطالب بزيادة نسبة الـ10% المخصَّصة لنا من صناديق النذور

بصفتك عضواً بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية.. ما أهمية وجود 3 قيادات من الصوفية فى البرلمان؟

- هذا يُعتبر إضافة للطرق الصوفية والتصوف، لأنَّه يرسل إشارة وصورة حقيقية أن التصوف ليس كما هو مشهور عنه أنه خرافات وخزعبلات وبعض الأشياء التى نسبها البعض خطأ للتصوف، وتمَّ تصوير هذه المشاهد فى الأفلام والمسلسلات، لكن وجودنا يظهر حقيقة القيادات فى البرلمان، خاصة أن الـ3 شخصيات لهم مكانة علمية قبل أن يكونوا أعضاء بمجلس النواب، وهم: الدكتور على جمعة، المفتى السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، وكنتُ نائباً لرئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبدالهادى القصبى، حاصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

واجهت الطرق الصوفية صُعوبات بسبب قلة الموارد فى ظل انتشار فيروس كورونا وغلق المساجد الذى حرمتها من صناديق النذور.. كيف عالجتم ذلك؟

- عالجنا ذلك بتبرعات من مشايخ الطرق القادرين، فكانوا يدعمون المشيخة فى هذه الفترة بالاحتياجات والمبالغ التى تحتاجها، والإجراءات الاحترازية ستكون مؤقتة نظراً للظروف الصحية التى كانت تمر فى المجتمع، لكن سرعان ما تنتهى ويعود كل شىء إلى ما كان عليه من قبل، مع فتح المساجد ودورات المياه، كما أن اللجنة الدينية بالبرلمان ستُطالب بفتح الأضرحة ومزارات آل البيت، وتنظيم الاحتفالات فى الوقت الحالى، بالإجراءات والتباعد الاجتماعى وبأعداد بسيطة، وخاضعة للضوابط التى وضعتها الدولة.

تحظى الصوفية فى مصر بمكانة عالية بين الدول.. ما دور المجلس الأعلى للطرق فى جمع صوفية العالم؟

- المشيخة العامة بها طرق كثيرة عالمية وتوجد أخرى دولية تقدمت للاعتماد، وهذه الطرق تسبب الانتشار العالمى للمشيخة بطبيعة الحال، لأنها موجودة فى دول كثيرة، ونظَّمنا مؤتمراً عالمياً من قبل، ونسعى إلى تنظيم مؤتمر عالمى جديد، ونُوجِّه دعوة إلى أبناء الطرق الصوفية فى العالم، حتى نتناقش سوياً فى علاج مشكلات التصوف وكيفية النهوض بهذا الفكر الذى يعتمد على روح الإسلام ورحمته وصفائه ويسره بعيداً عن أى تطرف أو إرهاب، خاصة أنه عبر التاريخ لا نجد أى صوفى انضم للجماعات المتطرفة أو التكفير أو العنف أو الإرهاب، وتمَّ ضبط متطرفين من كل الجامعات والمؤسسات التعليمية، لكن المتصوفين لم ينضم أى منهم فى أى تنظيم ضد الدولة أو طبيعة المجتمعات، ولنا تواصل ببعض الطرق، لكن نُريد أن يكون تواصلنا مع جميع الطرق خارج الدولة، لأن هذا يساعد الدولة حتى تكون لها قوى ناعمة، مثل الكُتَّاب والمثقفين والعلماء فى كل المجالات والإعلاميين والفن القديم الراقى والرياضة، وكذلك التصوف يكون قوى ناعمة لمصر فى التواصل مع قطاع كبير من العالم وإبراز أن القطاع الصوفى ليس منحصراً فى الدول العربية والإسلامية فقط، ولكنه موجود فى الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا وكندا.

وكيف يتم اعتماد طرق جديدة؟

- يُقدَّم طلب إلى شيخ مشايخ الطرق الصوفية، وبعدها يُعرض الأمر على اللجنة العلمية، وإذا أقرَّت هذه الطريقة، يُخاطب مشايخ الصوفية جميعاً لإبداء آرائهم، ثم يُعرض الأمر على المجلس الأعلى للطرق الصوفية لإصدار القرار.

وماذا عن ضم مريدين جدد داخل كل طريقة؟

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل