المحتوى الرئيسى

«العمة سعدة» و100 سنة بلا هوية.. ولدت عمياء صماء وتحلم بـ«تصريح دفن»

01/25 17:34

طوال 100 سنة تعيش «سعدة راتب الفلاح»، فى قرية «شميس»، التابعة لمركز ومدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، بدون أراق رسمية تثبت هويتها، سواء شهادة ميلاد أو بطاقة شخصية، مما دفع السيدة العجوز وابن شقيقها لمناشدة الجهات المختصة مساعدتهم في استخراج أوراق هوية لها، حتى يتسنى لهم الحصول على «تصريح دفن» عند وفاتها، على حد تعبير بعض المقربين لها.

تفاصيل خفية من حياة «معمرة الشرقية»

«عمتي الحاجة سعدة لم يصدر لها أي أوراق شخصية منذ والداتها، وذلك بسبب العادات والتقاليد التي كانت موجودة في ذلك الوقت، بتفضيل الذكور على الإناث»، بتلك الكلمات بدأ «محمد راتب»، ابن شقيق السيدة وعائلها الوحيد، مقيم بقرية «شميس»، التابعة لمركز الحسينية حديثه مع «الوطن»، لافتاً إلى أنها من مواليد عام 1922، ولم يصدر لها أي مستندات شخصية حتى الآن.

لغة الإشارة للتواصل بين «سعدة» وابن شقيقها

وأضاف ابن شقيق «العمة سعدة»، التي ربما تكون من أكبر المعمرات في محافظة الشرقية، أنها لم تتزوج طوال حياتها، وكانت الأخت الوحيدة لوالده، مشيراً إلى أن عمته ولدت عمياء وصماء، ومع ذلك يمكنها الشعور بكل من حولها، وكذلك أنعم الله عليها بمعرفة بعض الكلمات التي لم تتغير معها طوال حياتها، وأنه يتعامل معها بلغه الإشارة من خلال تحريك أحد أطراف جسدها في اتجاه معين. 

«محمد» مدرس يكفل أسرته بالكامل في ظروف صعبة

وأشار «محمد راتب» إلى أنه المسؤول الوحيد عن رعاية عمته المُسنة وتلبية احتياجاتها، وفي النفس الوقت يرعى والدته، التي تبلغ من العمر 85 عاماً، بالإضافة إلى أبنائه الذين أصبح لهم بمثابة الأب والأم، بعد وفاة زوجته التي كانت تعاني من مرض السرطان لعدة سنوات.

وحول مصدر دخل السيدة المسنة، قال «راتب» إنه يعمل مدرساً، وينفق راتبه على أسرته، بالإضافة إلى أن «العمة سعدة» تتقاضى «معاش السادات» وقدره 300 جنيه، كما أن لوالدته فضل كبير فى مساعدته، حيث تسانده بمعاشها أيضاً، لافتاً إلى أنه بعد تداول منشور عن حالة عمته عبر «فيسبوك»، قدمت مديرية التضامن الاجتماعي دعماً لها عبارة عن «بطانية ولحاف»، كما أن مجلس مدينة الحسينية قدم هو الآخر «بطانية» للأسرة، وإعانة مالية قدرها 200 جنيه.

«محمد» يلجأ للقروض للاستمرار في حمل الأمانة

ولفت «محمد» إلى أنه اضطر للاستدانة بعدما ضاقت عليه الحياة بما رحبت، حتى غرق في الديون، بسبب علاج زوجته وتكاليف مرض والده ورعاية أسرة كاملة، حتى أنه اضطر إلى بيع نصف بيته لكي يتكفل بمصاريف العلاج وإعالة أسرته، وعندما ضاق الحال أكثر فأكثر، لجأ إلى القروض البنكية لكي يستكمل رحلة علاج زوجته التي كلفته مبالغ طائلة، بسبب جلسات الكيماوي والأدوية، وكذلك علاج والده الذي مات بعد معاناة مع المرض.

وأضاف أن عمته وأسرته يعيشون فى بيت متهالك، حيث تهشمت جدرانه وسقط سقفه، ويفترش التراب أرضه، حتى أصبح لا يصلح للحياة الآدمية، فمياه الأمطار تسقط من كل اتجاه، ويدخله البرد من كل جانب، وتابع: «بسبب خوفي على أسرتي من أن يسقط علينا المنزل في أي وقت أثناء المطر، نلجأ إلى الجيران»، موضحاً صعوبة موقفه أمام أطفاله، بسبب عجزه عن توفير مكان آمن يصلح العيش فيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل