المحتوى الرئيسى

شراكة «مصرية جزائرية» لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.. وتوافق على تثبيت وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة من الأراضى الليبية

01/25 23:16

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية استمرار وتيرة التشاور والتنسيق الدورى والمكثف بين مصر والجزائر حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك على أعلى مستوى، بما يعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجى الراسخ بينهما، ويعزز من وحدة الصف العربى والأفريقى فى مواجهة مختلف التحديات التى تتعرض لها المنطقة فى الوقت الراهن.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسى، الرئيس عبدالمجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية، بقصر الاتحادية، فى أول زيارة له إلى مصر، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمى له، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الجزائرى، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدَى البلدين، حيث رحب الرئيس السيسى بأخيه الرئيس تبون ضيفاً عزيزاً على مصر، فى هذا التوقيت الدقيق الذى تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات المتلاحقة، معرباً عن التقدير والمودة التى تُكنُّها مصر - قيادةً وشعباً - للأواصر التاريخية الوثيقة التى تجمع البلدين.

الرئيس «السيسى» يستقبل نظيره الجزائرى: مستمرون فى التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية لتعميق التحالف الاستراتيجى.. ونسعى لتعزيز العلاقات والارتقاء بها

من جانبه أعرب الرئيس الجزائرى عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً أن زيارته الحالية لمصر تأتى استمراراً لمسيرة العلاقات المتميزة التى تربط البلدين وما يجمعهما من مصير مشترك ومستقبل واحد، ودعماً لأطر التعاون الثنائى على مختلف الأصعدة، موضحاً تطلعه لأن تضيف هذه الزيارة زخماً إلى الروابط المتينة والممتدة التى تجمع بين الدولتين على المستويين الرسمى والشعبى.

وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه لصالح البلدين والشعبين، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلاً عن البناء على ما يتحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين بالدولتين، والاستعداد لعقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسَى الوزراء بالبلدين فى أقرب وقت، خاصة أن الدورة الأخيرة عُقدت عام ٢٠١٤ فى القاهرة.

وشهدت المباحثات تبادل الرؤى بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة والتنسيق الحثيث بين البلدين الشقيقين تجاه التطورات المتلاحقة التى يشهدها حالياً محيطهما الجغرافى، وذلك كدعامة أساسية لحماية الأمن القومى العربى والأفريقى.

وأشار إلى أنه تم التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين مصر والجزائر فى إطار جهود مكافحة الإرهاب وكافة أشكال الجريمة المنظمة على المستوى الإقليمى، خاصة عن طريق التعاون والتنسيق العسكرى والمعلوماتى فى منطقة الساحل، فى ضوء أن مصر والجزائر تواجهان نفس التحديات وتتشاركان نفس الرؤية التى تقوم على أهمية العمل على توفير الأمن والتنمية الاقتصادية فى المنطقة، فضلاً عن تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التى تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى هذه الدول ويصون سيادتها ومقدَّرات شعوبها.

وتابع: «تم التطرق إلى آخر تطورات الملف الليبى، حيث توافق الرئيسان على تكثيف تنسيق الرؤى والمواقف إزاء آليات حلحلة الأزمة الليبية، مع حساسية الوقت الراهن، أخذاً فى الاعتبار أهمية الاستمرار فى دعم كافة الجهود الرامية لاستقرار ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، مع التأكيد على ضرورة العمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضى الليبية، خاصة مع ما يمثله ذلك الأمر من تأثير مباشر على الأمن القومى المصرى والجزائرى، فضلاً عن الدفع نحو إنهاء المرحلة الانتقالية وعدم السماح بإفشال تطلعات الشعب الليبى الشقيق فى هذا الصدد، من خلال إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».

وقال «راضى» إنه تم خلال الاجتماع تناول موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن وملزم حول ملء وتشغيل السد، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحافظ على الاستقرار الإقليمى، مع التأكيد على ضرورة إبراز حُسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف فى المفاوضات، كما تم التباحث بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث ثمَّن رئيس الجزائر الجهود المصرية فى هذا الإطار، خاصة ما يتعلق بثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، بينما أكد الرئيس أن جهود مصر تنبع من مسئولية مصر الإقليمية والتاريخية تجاه القضية الفلسطينية، وتم التوافق بين الرئيسين على أهمية الانخراط فى مسار التسوية السياسية للوصول إلى حل عادل شامل ودائم للقضية وفقاً للمرجعيات الدولية.

وعقد الرئيس السيسى مؤتمراً صحفياً مع نظيره الجزائرى قال خلاله: «إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بالرئيس عبدالمجيد تبون فى أول زيارة رسمية له إلى بلده الثانى مصر، متمنياً له إقامة طيبة وسعيدة، وأغتنم هذه المناسبة لأعرب عن تقدير مصر البالغ للروابط التاريخية العميقة التى تجمعها مع الجزائر فى ظل علاقات الأخوَّة بين الشعبين ووحدة مصيرهما وأهدافهما المشتركة».

وأضاف: «لقد أجريت مع الرئيس تبون مباحثات مكثفة وبنّاءة تناولنا خلالها مختلف الموضوعات الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين، وقد عكست المشاورات إرادتنا السياسية المشتركة نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها فى مختلف المجالات إلى آفاق أرحب، وذلك من خلال تفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات، أخذاً فى الاعتبار التحديات المشتركة التى تواجه مصر والجزائر، ومنها تحقيق التنمية الشاملة، ومواجهة التدخلات الخارجية فى المنطقة، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وصون مفهوم الدولة ودور مؤسساتها الوطنية».

«تبون»: هدفنا تسهيل الاستثمار بين البلدين ونتشاور لإطلاق عمل عربى مشترك وتغليب القواسم الموحدة لمواجهة أجندات عالمية لا تخدم طموحاتنا

وأعرب الرئيس الجزائرى عن سعادته بوجوده على أرض مصر، وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيراً للمحادثات المثمرة التى دارت بينه وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى تندرج فى سياق التشاور المستمر والمتواصل حول العلاقات الثنائية والدور المنوط بمصر والجزائر ومساهمتهما فى مسار الدفع للتعاون عربياً وأفريقياً لما يحقق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل