المحتوى الرئيسى

رفات الأمير ياروسلاف.. جذور الخلاف بين روسيا وأوكرانيا

01/25 15:53

يطل الخلاف الروسي الأوكراني على العالم، من جديد، مهدداَ باندلاع حرب جديدة بين الجارتين، اللتان يقفان على خطي المواجهة؛ خاصة بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، وخروج أوكرانيا منه، فما أصل هذا الخلاف حسب التاريخ وأراء المراقبين؟.

الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، تاريخية، نظرا لاختلاف الثقافة واللغة، رغم تقارب الحدود، والسبب في ذلك

الخلاف على ميراث الأميرياروسلاف الحكيم الذي وحد الإماراتين بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الـ11 الميلادي.

فبحسب صحفية «وول ستريت جورنال» الأمريكية فإن رفات الأمير ياروسلاف هو أساس الخلاف التاريخي للحشد العسكري الروسي الحالي بالقرب من أوكرانيا.

وأوضحت الصحيفة أن هناك نزاعاً بين روسيا وأوكرانيا حول إرث هذا الأمير الذي وحَّد الإمارات الواقعة بين بحر البلطيق والبحر الأسود في القرن الحادي عشر، وقام بوضع العديد من القوانين الهامة وتشكيل أول دولة سياسية للسلاف الشرقيين.

وتبحث أوكرانيا  الآن عن رفات ياروسلاف المفقود، معتبرة أن العثور عليه سيكون انتصاراً رمزياً كبيراً لها، إذ يؤدي لتعزيز سيادتها في لحظة توتر كبير مع جارتها.

ويشكل إرث ياروسلاف، الذي لطالما كان محل نزاع بين كييف وموسكو، الأساس التاريخي للتعزيز العسكري الروسي الحالي بالقرب من أوكرانيا، والذي يعتبره المسؤولون الأميركيون مقدمة للغزو الروسي المحتمل. 

وأوضحت الصحيفة أن كل من روسيا وأوكرانيا تدعي أنها الوريث السياسي لاتحاد روس كييف الذي أسسه ياروسلاف، في حين تمنح أوكرانيا وسام الأمير ياروسلاف الحكيم لمن يقومون بخدمة الدولة، وتحمل فرقاطة روسية تقوم بدوريات في بحر البلطيق اسم الأمير ياروسلاف الحكيم، كما تظهر صورته على العملات البنكية في كلا البلدين.

اعتبر بوتين في مقال له في يوليو الماضي، أن أوكرانيا ليس لها أساس للوجود كدولة ذات سيادة. 

وأشار بوتين إلى الجذور اللغوية والعقيدة المسيحية الأرثوذكسية المشتركة بينهما، ولحكمهم الذي بدأ في القرن التاسع من قبل سلالة روريكيد، التي كان ياروسلاف جزءاً منها. بالنسبة لأوكرانيا، تم استخدام اسم ياروسلاف في خطاب يوم الاستقلال من قبل الرئيس فولوديمير زيلنسكي، ولا تتوقف الحكومة الأوكرانية عن عملية البحث عن رفاته كإشارة ملموسة على كونها دولة ذات سيادة.

وبث المسؤولون الأوكرانيون في أرشيف الحرب الألمانية وسافروا إلى نيويورك في سعيهم للعثور على رفات الأمير الحكيم، كما انضم عملاء من وزارة الأمن الداخلي إلى هذه الجهود بحثاً عنه في كنيسة أرثوذكسية روسية في بروكلين، نيويورك.ؤ

ويؤمن فلادمير بوتين الرئيس الروسي بأن لا وجود لأوكرانيا كدولة ذات سيادة، وأن لهما تاريخ واحد وثابت. 

استمر حل النزاعات بين البلدين سياسياً حتى عام 2003، إلى أن بدأت الثورة البرتقالية، التي أشعلها الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، بعد محاولته إدماج أوكرانيا وجورجيا في حلف شمال الأطلسي الناتو، وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري.

ولكن بعد مرور أربعة أشهر، هزمت روسيا جورجيا في حرب استمرت 5 أيام واندلعت عندما استخدمت الدولة الواقعة في جنوب القوقاز القوة لمحاولة استعادة السيطرة على مقاطعة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي تدعمها موسكو.

وسرعان ما اعترفت روسيا بأوسيتيا الجنوبية ومقاطعة جورجية متمردة أخرى هي أبخازيا، كدولتين مستقلتين وعززت هناك موطئ قدمها العسكري.

على الرغم من اعتراف موسكو بحدود أوكرانيا رسمياً من خلال ما يسمى العقد الكبير، بما فيها شبه جزيرة القرم، والتي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية في عام 1997، حتى تجدد الصراع حين ضمت موسكو شبه جزيرة القرم في عام 2014، والذي كان سبباً في ديمومة الخلاف إلى الآن بين البلدين.

الأمر أثار حفيظة أوكرانيا فردت كييف بعملية عسكرية كبرى سميت حرب على الإرهاب كانت تحديداً بعد الانتخابات الرئاسية من ذات العام.

ولم ينته عام 2014 إلا بتوقيع تفاق مينسك، بعد تدخلات عسكرية كبيرة من الجانب الروسي.

وبحسب خبراء سياسين فقد عجزت أوكرانيا عن استرداد القرم مرة أخرى، لأنها روسية تاريخياً منذ عام 1783.

كان من أبرز مخاوف واشنطن والدول الأوروبية هو تقليص أو قطع إمدادات الغاز في منتصف الشتاء في حال تم فرض عقوبات على الجانب الروسي، خصوصاً أن أوروبا تحصل على أكثر من 40% من الغاز الطبيعي من روسيا، والتي يتم نقلها عبر أوكرانيا.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل