المحتوى الرئيسى

ما الذي دفع بعض الأشخاص للتخلي عن هواتفهم الذكية؟ - BBC News عربي

01/24 14:56

صدر الصورة، Getty Images

تشير إحدى الدراسات إلى أننا نقضي ما يقرب من خمس ساعات يوميا على هواتفنا الذكية

في عالم يلتصق فيه الكثير منا بهواتفهم الذكية، تعد دولسي كاولينغ، حالة خارجة عن المألوف، إذ قامت بالتخلي عن هاتفها الذكي.

ووجدت الشابة البالغة من العمر 36 عاما نهاية العام الماضي، أن التخلص من هاتفها من شأنه تحسين صحتها العقلية. لذلك، وخلال عطلة عيد الميلاد، أخبرت عائلتها وأصدقاءها أنها ستستخدم هاتفا قديما من نوع نوكيا، يمكنه فقط إجراء واستقبال المكالمات والرسائل النصية.

وتتذكر كاولينغ أن إحدى اللحظات المحورية التي أدت إلى قرارها، كانت قضاء يوم في المتنزه مع ابنيها، اللذين يبلغان من العمر ستة أعوام وثلاثة أعوام وتقول: "كنت استخدم هاتفي المحمول في المنتزه مع الأطفال ونظرت إلى الناس وكان كل شخص من الوالدين، وكان هناك ما يصل إلى 20 شخصا، ينظر إلى هاتفه".

وأضافت: "قلت لنفسي: متى حدث ذلك؟ الجميع يفوتون عليهم الحياة الواقعية. لا أعتقد أنك تصل إلى فراش الموت وتقول إنه كان عليك قضاء المزيد من الوقت على تويتر أو قراءة المقالات عبر الإنترنت".

وتضيف كاولينغ، وهي مديرة إبداعية في وكالة الإعلانات "هيل ييه" ومقرها لندن، أن فكرة التخلي عن هاتفها الذكي كانت قد تعاظمت في ذهنها خلال إجراءات الإغلاق المتعلقة بكوفيد.

صدر الصورة، Dulcie Cowling

تخطط دولسي كاولينغ لاستخدام الوقت الذي اكتسبته بعد التخلي عن هاتفها الذكي للقراءة والنوم أكثر

وأضافت: "لقد فكرت في مقدار الوقت الذي أمضيته استخدم الهاتف وماذا يمكنني أن أفعله غير ذلك. أن تكون على اتصال دائم بالعديد من الخدمات يخلق الكثير من عوامل التشتيت وهو أمر مجهد للدماغ للتعامل معه".

وتخطط كاولينغ لاستخدام الوقت الذي اكتسبته من ترك هاتفها الذكي للقراءة والنوم أكثر.

يمتلك حوالي تسعة من كل 10 أشخاص في المملكة المتحدة اليوم هاتفا ذكيا، وهو رقم يتكرر على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم المتقدم. ونحن نلتصق بهذه الأجهزة، ووجدت دراسة حديثة أن الشخص العادي يقضي 4.8 ساعات يوميا على هاتفه الذكي.

ومن جهته، تخلص أليكس دنيدن من هاتفه الذكي قبل عامين. ويقول الباحث التربوي والخبير التكنولوجي: "ثقافيا، أصبحنا مدمنين على هذه الأجهزة". وأضاف: "إنهم يبطئون الإدراك ويعيقون الإنتاجية".

صدر الصورة، Getty Images

تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي.

ويقول دنيدن، الذي يعيش ويعمل في اسكتلندا، إن السبب الآخر وراء قراره هو المخاوف البيئية. ويشير إلى: "أننا نهدر كميات هائلة من الطاقة في إنتاج كميات هائلة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".

ويؤكد أنه أصبح أكثر سعادة وإنتاجية منذ توقف عن استخدام الهاتف الذكي. ولم يعد لدى دنيدن حتى هاتف محمول قديم الطراز أو حتى خط هاتف أرضي. ولا يمكن الاتصال به إلكترونيا إلا عبر رسائل البريد الإلكتروني التي تصله عبر جهاز الكمبيوتر في المنزل.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل