المحتوى الرئيسى

معرضُ الكتاب.. والشتاء وآلزهايمر | المصري اليوم

01/24 07:29

أخيرًا عاد معرض الكتاب إلى حضن يناير، حضن الشتاء. هناك ارتباطٌ «أدبى معنوى» بين الكتاب وبداية العام، لأن القراءةَ هى البداية. بدايةٌ لكل جميل وثرىّ. وثمّةُ ارتباطٌ «عملى» بين الكتاب والشتاء، لأن القراءة تمنحُ الدفءَ للعقل والقلب معًا. العام الماضى أخلفَ المعرضُ موعدَه وزارنا فى شهر يونيو بسبب الجائحة، وها هو يعود إلينا فى يناير لنُطفئ شمعتَه الثالثة والخمسين، ونتمنى معه أمنيةً جميلة لمصر فى ثوب «الجمهورية الجديدة». «معرض القاهرة الدولى للكتاب» أحد أضخم وأقدم معارض الكتب فى العالم، وأكبر معرض كتاب فى العالم العربى، يزوره سنويًّا أكثر من مليونى زائر، ويعرض كتبًا لمئات دُور النشر من كل أرجاء الدنيا. أنشأته «الهيئة المصرية العامة للكتاب» عام ١٩٦٩، احتفالًا بعيد الميلاد «الألف» لمدينة القاهرة، التى تأسست رسميًّا عام ٩٦٩ م، بينما كان ميلادُها الفعلىّ قبل الميلاد بألفى عام، وعُرفت بأسماء شتى: أون، منف ممفيس، هليوبوليس، الفسطاط، بابليون مصر، العسكر، القطائع، وغيرها، قبل أن يستقرَّ اسمُها الحالى الجميل: «القاهرة».

رسالةُ سلام للعالم... من أرض السلام

منتدى شباب العالم.. ميلاده الرابع

وكذب مَن قال إن القراءة للتثقف والمعرفة. وكذب مَن قال إنها للاستمتاع وحرق أوقات الفراغ. القراءةُ أبعد من هذا وأشدُّ أثرًا. القراءةُ دواءٌ مجانى لأمراض البدن والأعصاب والدماغ. انهلوا من إكسير الحياة فى «مركز مصر للمعارض الدولية» بالتجمع الخامس، فيما بين ٢٦ يناير و٧ فبراير، لأن فى القراءة حياة. فقد أثبت الطبُّ أن مَن يقرأ يوميًّا غالبًا لا يضربه مرضُ آلزهايمر، الوحش الذى يأكل ذاكرة الإنسان ويلتهم تاريخه. فى دراسة نشرتها مجلةُ: Destination Santé حول علاقة القراءة بالصحة العقلية، قالت: «اقرأوا الكتبَ، الصُّحفَ، المجلات، والعبوا الشطرنج، ولا تستسلموا للكسل!». تلك النصيحةُ الموجزةُ هى نِتاجُ دراسات مكثفة قام بها باحثون عالميون، خرجوا على إثْرِها بتوصيات تقول إن على الإنسان أن يُشغِّلَ ويُفعِّلَ خلاياه الذهنيةَ والعصبيّة باستمرار، وطيلةَ عمره. لأن تلك الخلايا ليست إلا عضلاتٍ مثلها مثل أى «عضلة» فى الجسم؛ تفقدُ قدرتها على العمل إن رَكنَتْ إلى الكسل والرخاوة، وتنشطُ قواها إن مُرِّنَتْ وأُجهِدَت فى التدريب المستمر. تمامًا مثلما يمرّن الرياضيون عضلاتهم بالركض اليومىّ والتريّض. وأكّد الباحثون أن الدماغَ، شأنُه شأن الساقين والذراعين والخِصْر، يحتاجُ إلى تمارينَ دائمةٍ، لإبعاد شبح آلزهايمر، وغيره من الأمراض العقلية والجسدية. ولهذا السبب ربما أطلقتِ العربُ اسمَ «رياضيات» على عِلم الجبر والتفاضل والتكامل وحساب المثلثات، إلخ، لأنها ليست إلا رياضةً للذهن. فهى للدماغ مثلما الرياضةُ للبدن. وهنا نقطةٌ تُحسَبُ لعبقرية اللغة العربية على اللغات الأخرى التى أطلقت على ذلك العلم أسماءً مثل Mathematics المشتقة من الجذر الإغريقى Mathema التى تعنى: «ما تمَّ تعلّمه، أو معرفته». وكانت الكلمة تُطلق على معظم العلوم وحتى الفلك، قبل أن ينفرد الاسمُ فقط بعلم الرياضيات المعروف حاليًا، من جبر وحساب مثلثات وتفاضل وتكامل، وغيرها من رياضات الذهن الجميلة. وأتذّكر الآن العبارة المدهشة التى كتبها الفيلسوفُ الإغريقى «أفلاطون» على باب «أكاديميا»، التى كان يشرح فيها لطلابه مبادئ الفلسفة: (مَن لا يعرفُ الرياضيات والهندسة، لا يدخل علينا). هنا تتأكد لنا العلاقة الوثقى بين علم المنطق وبناء الذهن الصحى السليم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل