إعلام محايد أم مهنى | المصري اليوم

إعلام محايد أم مهنى | المصري اليوم

منذ سنتين

إعلام محايد أم مهنى | المصري اليوم

اختلفت تغطية وسائل الإعلام العربية لاعتداء الحوثيين على أبوظبى من قناة لأخرى وبدت تغطية الجزيرة لهذا الاعتداء لافتة، فقد زادت وعادت وكررت مرات عديدة الإدانة الإسرائيلية له حتى وصلت إلى عرض تويتات رئيس الحكومة الإسرائيلى. وبدا الأمر كأنه لا توجد غير الدولة العبرية التى أدانت هذا العمل الإرهابى فى حين أن العالم كله أدانه بما فيها خارجية قطر. الرسالة واضحة لكنها دائما مغلفة بشبكة واسعة من المراسلين، وتدعو ضيوف يعبرون عن وجهه نظر الحوثيين وآخرين يتبنون وجهه النظر العربية الإماراتية، ومع ذلك هناك رسالة سياسية قادرة على التأثير لكنها منحازة، وفى بعض القضايا بشكل فج.\nوالحقيقة أن أداء الجزيرة وغيرها من الفضائيات الإخبارية العربية طرح سؤالا: هل مطلوب من الإعلام أن يكون محايدا تجاه الأحداث أم مهنيا؟.\nهناك رد جاهز يردده البعض أنه لا يوجد إعلام محايد أو مستقل، وهو رد ينطبق عليه مقولة «حق يراد به باطل» لأن الخلاف حول الحياد والاستقلالية طبيعى لأنهما أمران نسبيان، لكن المعيار الفاصل فى الحكم على أى مؤسسة إعلامية هو مهنيتها، والمقصود ليس أنها فقط تسمح بالرأى والرأى الآخر، إنما تنقل الخبر أو الواقعة دون اختلاق أو فبركة أى لا تتحول إلى لجنة إلكترونية مضللة. وهنا يصبح الجدل حول القنوات الإخبارية العالمية والعربية الكبرى: مثل بى بى سى، سى إن إن، فرنسا 24، سكاى نيوز عربية، العربية، الجزيرة والشرق بلومبرج، لن يكون حديث حول الحياد والاستقلالية فهذا أمر نسبى جدا، إنما عن المهنية ونقل الواقع أو الخبر دون تزييف أو اختلاق. \nإن كل هذه القنوات لم تقل مثلا إن الحوثيين لم يعتدوا على أبوظبى أو إن التحالف لم يرد على الاعتداء فالخبر أو الوقائع لم يفبركها أحد إنما قراءة واقعة الاعتداء ورد الفعل اختلف من قناة إلى أخرى. \nكما لم يخترع أحد مظاهرات الخرطوم أو فبرك صورا غير حقيقية لها، صحيح سنجد من يضع خبر التظاهر فى نهاية النشرة وآخر فى مقدمتها (أى مظاهرة حتى لو كانت من مائة شخص ستهتم بها الجزيرة) ولن تجد قناة تختلق عملية إرهابية لم تحدث، إنما هناك من سيصف من قاموا بها كإرهابيين.\nالإعلام المهنى هو الذى يقدم لك الخبر دون تزييف وقد يحلله بانحياز وفق سياساته التحريرية، أما الإعلام المحايد والمستقل فمازال هدفا لم نصل إليه بعد، فمازالت مشكلات أنماط الملكية وتأثير جماعات الضغط والمصالح وسياسات الدول حاضرة فى كل هذه القنوات بدرجات متفاوتة، لكنها مع ذلك تقدم مادة جذابة مؤثرة وتتمتع بقدر من المهنية حتى لو غاب الحياد.

الخبر من المصدر