المحتوى الرئيسى

ميس عبسى: تصدى العالم لموجات كورونا يتوقف على اللقاح والتدابير الاحترازية -حوار

01/23 19:51

الباحثة فى تطوير العلاجات بالكلية الملكية فى بريطانيا: قدرة «أوميكرون» على إصابة الخلايا التنفسية أكبر 70 مرة من «دلتا».. وفترة حضانته أقصر

ــ الأنظمة الصحية قد تتأثر مرة أخرى حال زيادة أعداد الإصابات

ــ هناك دواءان فمويان جديدان أحدهما فاعليته 80% والآخر 30% ضد دخول المستشفى

ــ يجب على العالم الحذر فى تحليل نتائج الموجة الأخيرة بجنوب أفريقيا

قبل شهر ونصف دخلت جائحة كورونا مرحلة جديدة حين هبت عاصفة «أوميكرون» التى لا يعرف العالم كيف يتقى أثرها حتى الآن، ما بين دراسات ترى أن هذا المتحور هو بداية الخلاص من فيروس كورونا (كوفيدــ19) وسلالاته الخطيرة، وبين رؤى أخرى تحذر من فداحته واحتمال تحوره لسلالة أكثر شراسة فضلا عن اتساع رقعة انتشاره بالنسبة لسابقيه، وعجز اللقاحات عن التصدى له.

أعادت السلطات فى أغلب الدول فرض تشديدات صارمة على الحركة منها وإليها، وفيها أيضا، وسط مخاوف من إغلاق أشد حدة قد يلقى بظلاله على اقتصادات العالم التى لا يبدو أنها قادرة على تحمل المزيد من الصدمات.

فى السطور التالية تحاور «الشروق» الدكتورة ميس عبسى، البروفيسور فى الأدوية والباحثة فى تطوير العلاجات بالكلية الملكية فى بريطانيا، حول المتحور أوميكرون، وقدرته على الانتشار، ومدى قوة أعراضه، وكيفية مواجهته، وأسباب القلق الناجمة عن ظهوره، وتقييمها للموقف الوبائى بعد مرور أكثر من شهر على المتحور:

< ما السبب فى حالة القلق العالمى منذ ظهور أوميكرون؟

ــ كان هناك تخوف كبير من أن يكون أشد من دلتا، فبه أكثر من 33 تغيرًا فى البروتين الشوكى، الدراسات المخبرية والبيانات التى تم تجميعها أظهرت أنه رغم التغير الكبير فى البروتين الشوكى لكن بالمقارنة مع متحور دلتا فإن قدرته على الالتحام والالتصاق بالخلية أضعف من دلتا.. هذا أمر جيد، ويعنى أن إصابته للخلايا أضعف.

لكن تبين فى نفس الوقت، أن نوع الخلايا التى يصيبها أوميكرون مختلف.. بمعنى أن قدرته على إصابة خلايا الجهاز التنفسى العلوى أكبر بـ70 مرة من دلتا، بينما قدرته على إصابة الخلايا الرئوية أضعف من دلتا.

وطالما أنه يصيب بشكل أكبر خلايا الجهاز التنفسى فهذا يعنى أنه مثل فيروسات أخرى مثل التى تؤدى إلى الرشح.. الشخص يمكن أن يكون معديا بشكل كبير بنحو 5 أضعاف أكثر من دلتا، لكن مع ذلك الفيروس لا يصيب الرئة بشكل كبير ما يعنى أن أعراضه تكون أخف بالمقارنة مع دلتا.

< ماذا عن نتائج ظهور أوميكرون على الوضع الوبائى؟

ــ لاحظنا أن موجة الإصابة بأوميكرون فى جنوب أفريقيا أقصر من دلتا، فهى لم تتجاوز 6 أسابيع، كما أن مدة التعافى أقصر أيضًا، ولاحظنا أنه لم يحدث ارتفاع كبير فى نسبة الإصابات بالمستشفيات ولا فى نسبة الوفيات، لكن نسبة الحاجة للمستشفيات انخفضت بنسبة 80% بالمقارنة مع دلتا.

صحيح أن أوميكرون سريع الانتشار لكنه أقل فى حدة الإصابة، لكن علينا أن نكون حذرين فى تفسير وتطبيق النتائج التى يتم التوصل إليها فى جنوب أفريقيا على بقية الدول.

فهناك لوحظ أن معظم الإصابات لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 30 عامًا، وجنوب أفريقيا الآن فى فصل الصيف، وعادة ما يكون كوفيد فى هذا الفصل أخف من الشتاء، كما أن أغلب سكان جنوب أفريقيا من الشباب، وبالتالى يجب الحذر.

< ما أسباب ضعف أعراض الإصابة بأوميكرون؟

ــ ضعف قدرة الفيروس نفسه على الالتصاق بالخلايا ولا يصيب خلايا الرئة بشكل كبير، كما أن شدة الإصابة لا تتعلق فقط بنوع الفيروس أو الشدة الإمراضية على المستوى البيولوجى لكن الأمر يرتبط بجهاز المناعة سواء المكتسبة بالحصول على اللقاح أو تشكل أجسام مضادة نتيجة الإصابة فى موجات سابقة.

< من عليه القلق أكثر من تفشى أوميكرون؟

ــ التخوف من أوميكرون يكون فى المجتمعات التى تشهد انخفاضًا فى نسب الحصول على اللقاح، أو للأشخاص الذين يعانون من التثبيط المناعى سواء أمراض مُثبطة مناعية أو يحصلون على أدوية مُثبطة مناعية، كما أنه لا يُعرف حتى الآن مدى قدرة أوميكرون على إحداث إصابة طويلة الأمد.

< وهل يمكن أن تتأثر الأنظمة الصحية بظهور هذا المتحور؟

ــ نعم، فى حال زيادة أعداد الإصابات بالمتحور أوميكرون بشكل كبير، أو لجوء بعض الأطباء للعزل حال رصد إصابة بأوميكرون.

علما بأن من الصعب التفريق بين الإصابة به أو بالإنفلونزا الموسمية المسببة للرشح، وبالتالى يجب فى الوقت الحالى تكثيف الاختبارات وبخاصة الاختبارات السريعة (lateral flow test). ويبدو أن حضانة الفيروس بين الإصابة وظهور الأعراض تكون أقصر من متحور دلتا، وهو ما يساعد الفيروس للانتشار بشكل أوسع ويكون معديا على نحو أكبر.

< هل المتعافى من كورونا أو المُلقَّحون يمكن إصابتهم بأوميكرون؟

ــ لا، من الممكن جدا أن يصابوا بأوميكرون، لكن الإصابة تكون أضعف، ولذلك يجب الالتزام بالعمل على تقوية جهاز المناعة وضرورة الحصول على اللقاح، لا سيما للأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة.

ونلحظ حاليا تراجعا فى فاعلية اللقاحات فى الحماية من الإصابة، بمعنى الحماية من الإصابة متوسطة الشدة، إذا نظرنا إلى لقاحات ذات فاعلية كبيرة مثل موديرنا أو فايزر كانت حمايتها أكثر من 80% مع دلتا، لكن مع أوميكرون نلاحظ أن الحماية انخفضت بعد أربعة أشهر إلى 40%.

لكن الحماية من الإصابة الشديدة لا تزال موجودة مع جميع اللقاحات بنسب متفاوتة، وهو ما يؤكد أهمية الحصول على اللقاح.

< هناك عدة شركات طرحت أدوية لعلاج كورونا.. ما أهميتها ومدى فاعليتها بعد ظهور أوميكرون؟

ــ هناك أدوية يمكن أن تساعد فى مجابهة كوفيد خاصة بالنسبة للفئات العمرية التى لا يمكنها الحصول على اللقاح. أوميكرون أثّر على فاعلية بعض الأدوية مثل أدوية الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التى تُحقَن وريديًّا فى مرحلة مبكرة من الإصابة وثبتت فاعليتها مع دلتا وألفا بأكثر من 70% حماية من دخول المستشفيات أو الوفاة.

هذه الأدوية عبارة عن أجسام مضادة يتم تطويرها بالمختبرات ضد نوع معين من الفيروس وبخاصة البروتين الشوكى، وبالتالى إذا حدث تغيُّر فى البروتين تتأثر فاعلية الأدوية وهو ما حدث مع أوميكرون بالفعل حيث أصبحت الأجسام المضادة غير فعالة ضده.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل