مستشفى سرطان الأقصر! | المصري اليوم

مستشفى سرطان الأقصر! | المصري اليوم

منذ سنتين

مستشفى سرطان الأقصر! | المصري اليوم

شاركت، أمس، فى حفل افتتاح مستشفى شفا الأورمان بالأقصر.. وهو من الأشياء التى أسعدتنى للغاية، لأنه مستشفى كبير وحديث قدمته أكبر جمعية خيرية فى مصر.. ولأنه مستشفى أورام، ولأنه فى الصعيد ولأنه بالمجان.. كل هذه المزايا فى مستشفى واحد.. وأسعدنى أكثر أن الجمعية بدأت تستثمر فى الناس.. فلم يعد يقتصر نشاطها على توزيع الكراتين والبطاطين ونجدة الغارمات والغارمين وتجهيز البنات، وإنما بناء المستشفيات.. ذات التكلفة العالية جدا.. لأنه بطبيعة الحال مريض السرطان مكلف جدا.. وقد ذهبت الجمعية إلى الصعيد ولم تنتظره فى القاهرة، الأهم أنها لا تدفع فلوس نقدية!.\nشىء يدعو للفرحة أن يكون المستشفى على طراز عالمى، ويقدم الخدمة مجانا للغلابة فى الصعيد.. وقد كانوا يأتون إلى معهد الأورام فى قصر العينى ويبيتون على أبواب المعهد حتى يفتح وحتى يسمح بالدخول، وطبعا بهدلة ما بعدها بهدلة.. الآن استثمار وتشغيل ووظائف جديدة!. \nكان لطيفا أن يتم اختيار الأقصر، فهى عاصمة الجمال والآثار فى العالم، وهى أيضا تتوسط عدة محافظات فى الصعيد، وهى مفتوحة لجميع المصريين دون تحديد، ومن السهل الوصول إليها، وأظن أنها ستكون جاذبة أكثر من معهد الأورام نفسه فى قلب القاهرة!.\nشىء ما جعلنى أربط بين إدارة الجمعية وإدارة أموال المعاشات.. بالتأكيد ميزانية المعاشات أكبر من ميزانية الجمعية أضعافا مضاعفة.. ومع ذلك لم يتم استثمار أموال المعاشات بما يعود عليهم بالنفع.. ولو أنهم أنشأوا «مستشفى للمعاشات» بأموال المعاشات لما وجدنا مريضا يتسول علاجه!. \nكان من الممكن إنشاء مستشفى للمعاشات فى منطقة المقطم وكان من الممكن إنشاؤه على شكل منتجع، ليكون مصحة عالمية توفر العلاج للذين أفنوا حياتهم فى خدمة الوطن، ثم خرجوا من الخدمة لا مرتب ولا علاج، ينتظرون «علاج الشهر» من التأمين الصحى.. وهذا هو الفرق بين موظف فاشل وبين موظف يجتهد ويسعى لتقديم خدمة، والاثنان معهم فلوس!.\nوحين دعانى اللواء ممدوح شعبان لحضور حفل الافتتاح كنت سعيدا أننى سأقول هذا الكلام لتأكيد فكرة الاستثمار فى صحة الإنسان.. وهو أهم من حكاية الغارمات وتجهيز البنات.. ولا أقصد أن تتوقف الجمعية عن تجهيز البنات بالغسالات والثلاجات والتليفزيونات، أو سداد مديونيات الغارمات حتى لا يدخلن السجن.. إنما أود أن أقول فليكن ذلك بضوابط مقابل التوسع فى إنشاء مستشفيات أو مدارس تابعة للأورمان، تساهم فى تحسين الصحة والتعليم، وتخدم المجتمع!.\nباختصار، نريد استثمارا فى الصحة والتعليم.. نحن نستطيع أن نخدم مصر، ونوفر الخدمات الجيدة، ونرفع مستوى جودة الحياة، بنفس اليد الطاهرة والنوايا الصالحة فى خدمة الوطن!.

الخبر من المصدر