المحتوى الرئيسى

بعض من السخرية!! | المصري اليوم

01/23 08:30

السخرية، ومنها الكتابة الساخرة، طريقة معتمدة من طرق التعبير منذ فجر الكتابة، يستعمل فيها الكاتب ألفاظًا أو أوصافًا أو صفات تقلب المعنى أحيانًا إلى عكس ما يقصده المتكلم حقيقة بغرض النقد الحميد.

الحكى إلك يا جارة اسمعى يا كنّة!

برد الأكباد عند فقد الأولاد..

والنقد الحميد الذى هو النقد اللاذع هدفه برىء من أمراض الكتابة، يستهدف لفتًا لنقص أو عوار بطريقة تبعث على البهجة، وغرض الساخر هو النقد أولًا والتسرية ثانيًا، وهو تصوير وضع أو شخصية أو جهة أو طرف أو تيار تصويرًا يبعث على البهجة، والسخرية كما هو متفق أبدًا لا تصل إلى حد الإيلام، بالضرورة ليست جارحة، وكلٌّ يسخر حتى فى السياقات العامة بطريقته الخاصة غير المباشرة دون عدوانية ظاهرة، سلو بلدنا.

وبعد هذا التعريف المبسط لفن الكتابة الساخرة، ما وجدنا عليه آباءنا، الاحترام مستوجب بظاهر اللفظ وباطنه للنائب الشيخ «محمد فريد»، عضو مجلس الشيوخ، والاحترام موصول لشيوخنا الأجلاء فى مجلس الشيوخ، وإذ نمارس حريتنا الصحفية نقدًا (جادًّا أو ساخرًا) فمن تحت المظلة التشريعية الحامية، وإذا اشتَطَّ القلم نحو نقد جاد أو ساخر فهذه ممارسة من قبيل الحريات المحكومة بالاحترام الواجب والمستوجب فى ظلال الحريات الصحفية المعتمدة.

حقيقة لم يعاتبنى أحد من الأجلاء على ما فاض به القلم فى سخرية لطيفة لا يُقصد منها إساءة لا سمح الله تعريجًا على ما جادت به قريحة الشيخ النائب محمد فريد تحت قبة الشيوخ أثناء مناقشة قانون العمل الجديد، ولا مس بشخصية شيخ جليل مارس حقه التشريعى اقتراحًا بإجازة للأب لرعاية المولود، وهذا معمول به فى عديد من المجتمعات الغربية، ونحن براء مما ذهب إليه البعض من تفسيرات لم ترد بذهن كاتب هذه السطور الذى دومًا يقدم الاحترام مقرونًا بالحق فى النقد، وهى مساحة نتمنى أن يتسع فيها صدر المحترمين لبعض من الفكاهة اللطيفة التى تخلو من إساءة متعمدة، ما كنا متربصين.

بعض السخرية الصحفية محتملة، والمقامات محفوظة، وإذا كانت السخرية أحيانًا مُرّة، فنطمع فى سعة الصدر، والتباسط قليلًا، الحياة جهمة بطبيعتها بفعل الجائحة، ولا نرجو سوى بعض المرح، والدعابة البريئة من الهوى فى سياق نقدى، على طريقة فك التكشيرة، وهذا من قبيل النغش المطلوب أحيانًا.

القافِيَةُ تحكم كما يقولون، وطالما رسالة المقال الفكاهية فُهمت على نحو مغاير، قد أُسىء تفسيرها، فالاحترام واجب للشيخ الجليل محمد فريد وللشيوخ الأجلاء، ومنهم ثلة من الشيوخ الصحفيين، وهم أَدْرَى بمساحات النقد المباح، ولو كان ساخرًا.

معلوم الطريق إلى حرية التعبير مفروش بالنوايا الحسنة، وحسن النوايا مُقدَّم على سوء الطوِيّة، ويسوؤنا أن يفهم البعض ما لم نذهب إليه، أو يتأذى البعض مما نكتب ملتحفين بحرية الرأى تحت المظلة التشريعية الظليلة، وما نرجوه احتمال بعض النقد، فيه صحة وعافية، وبعض النغش لا يضير بل يسهم فى تطرية الأجواء الجهمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل