قاتنة «القياصرة».. «كليوباترا» معشوقة المصريين «حياة بلا حدود وموت محاط بالغموض» | المصري اليوم

قاتنة «القياصرة».. «كليوباترا» معشوقة المصريين «حياة بلا حدود وموت محاط بالغموض» | المصري اليوم

منذ سنتين

قاتنة «القياصرة».. «كليوباترا» معشوقة المصريين «حياة بلا حدود وموت محاط بالغموض» | المصري اليوم

كليوباترا.. اىُ حلمٍ من لياليكِ الحسانِ\nانتقادات لأداء أنجلينا جولى فى دور كليوباترا\nمخرج «كليوباترا» يستعين بمصمم معارك فيلمى «حرب طروادة» و«المصارع»\nدراسة فرنسية تنصح باستعمال مكياج «كليوباترا»\nطاف بالموجِ فغنّى وتغنّى الشاطئانِ\nوهفا كلُّ فؤادٍ وشدا كلُّ لسانِ\nهذه فاتنةُ الدنيا وحسناء الزمانِ\nتغنى وتغزل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والتي ألفها على محمود طه، وأنتجت عام 1944.\nلعل السبب يكمن في أن كليوباترا كانت شخصية استنثائية في التاريخ المصري، هام بها الشعراء، شدا بأسمها كبارالمطربين، وسرح خيال الحالمين في التغزل بما ظنوا أنه مفاتن ومحاسن ساحرة أخاذة تسلب الألباب .\nلكن هناك حقائق تارريخية كانت ومازالت كليوباترا واحدة من الشخصيات الأكثر إثارة للجدل في حياتها وموتها، والتي تناولها الكتاب والمؤرخون بالبحث والدرس والنقاش، خاصة وأنها تنتمي إلى العصر البطلمي وريث الإسكندر الكبير .\nأسئلة عديدة تجيب عنها الدكتورة ميرنا محمد القاضي، الباحثة والمرشدة السياحية، في بحث جديد لها عن كليوباترا «ملكة الملكات»\nوالتي قالت لـ«المصري اليوم» إن كليوباترا لم تكن رمزا للفتنة فقط بل كانت علامة وفيلسوفة ومفكرة بل وكانت لها أيضا مؤلفات علمية«\nوأضافت «القاضي»: «كانت كليوباترا تتميز بذكاء اجتماعي حاد جعلها تتحدث لغات على رأسها اللغة المصرية القديمة واليونانية والإثيوبية والعبرية والسورية والمدرية والفارسية»، مشيرة إلى أنه ينسب إليها العديد من كتب التجميل والزينة اليونانية وكان لها اهتمام بالطب والعمارة والكيمياء.\nورجحت القاضي أن كليوباترا كانت تتحدث ما بين تسع لغات إلى اثني عشر لغة أو أكثر، مما مكنها من التحدث إلى الجنرالات والحكام في بلدان أخرى دون مترجم، ومنحها «اليد العليا» في الحوار ومكنها من ناصية الحديث .\nاسم كليوباترا يوناني «ابنة المجد»وترجع أصولها للعهد المقدوني الأول فهي آخر ملوك الأسرة المقدونية التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد وحتى احتلال مصر من قِبَل روما عام 30 قبل الميلاد.\nوعينت نائبة لأبيها الملك بطليموس الثاني عشر وهي في الرابعة عشرة من عمرها\nثم أصبحت ملكة على مصر وهي في الثامنة عشرة بمشاركة أخيها بطليموس الثالث عشر، وذلك لأن والدهما أوصى قبل وفاته أن يرثا الملك من بعده وأن يتزوج الأخ أخته ويشتركا في حكم البلاد معًا، والذي كان عمره عشرة أعوام .\nأخذت «ابنة المجد» لقب «كليوباترا السابعة» حيث سبقتها ست نساء بنفس الاسم لكن لم تحظ إحداهن بقوة الشخصية والثقافة العالية وسحر الصوت والحديث والقدرة على جذب الرجال مثلها، ولقد استولت على قلب رجلين من أقوى رجال ذلك الزمان وهما: «يوليوس قيصر» و«ماركوس أنطوليوس»\nحرصت كليوباترا على تعلم لغة مصر القديمة على الرغم من حرص السلالة البطلمية على الاعتزاز بلغتهم والتعامل بها، إلا أنها اختلفت عنهم فحرصت منذ طفولتها على إتقان لغة المصريين .\nلقبها المصريون باسم «إيزيس الجديدة»، بعدما زعمت هي أنها الإلهة إيزيس، صارت ملكة مصرية وآخر السلالة البطلمية وأنها أول من يحكم مصر ويتحدث بلغة شعبها لا بلغة أسلافها البطالمة اليونان، لذا شهدت البلاد في عهدها الكثير من الإنجازات حيث أنصفت المرأة في كثير من الأمور على عكس ما كان متبع في باقي الممالك اليونانيه والرومانيه.\nكما جمعت الضرائب وأعادت توزيعها بطريقة مدروسة ونهضت في عهدها التجارة والتعليم.\nوارتقت على يديها الصناعة وكانت تجيد تدبير الشؤون المالية ويقال إنها ألفت رسالة في مستحضرات التجميل وأخرى في المقاييس والموازين والنقود المصرية وكانت إلى هذا حاكمة قديرة وإدارية ماهرة كانت على علم بتاريخ اليونان وآدابهم وفلسفتهم .\nجمعت كليوباترا في شخصيتها بين الأنوثة والعنف الشديد، الذي كانت تصبه على أعدائها، بل وتصب عليهم العذاب والموت صبا، إلى جانب طموح جامح ومطامع سياسية بلا حدود، فقد كانت تحلم ببناء إمبراطورية مترامية الأطراف، فكانت لا تحترم إلا قانون النجاح للتحقق غرضها وتصبح ملكة تحكم دولة واسعة الرقعة تضم بلاد البحر الأبيض المتوسط حتى في الوقت الذي كانت تنصب فيه شراك الحب.\nكانت كليوباترا تطغى عليها شهوة السلطة والعرش وكانت تتخذ الحب وجاذبيتها الشخصية، مجرد وسيلة لأغراضها وأطماعها رغم أن قصة حبها مع أنطونيوس كانت إلهاما للعديد من الشعراء والكتاب على مر التاريخ.\nواستطاعت استغلال ذكائها وقوه شخصيتها في اجتذاب قيصر روما .\nواحتالت على الوصول إليه بأن أخفت نفسها في سجادة حملها تابعها «أبولودورس» إلى مسكن قيصر وذهل القائد الروماني حين رآها وأسرته بشجاعتها وسرعة بديهتها وهو الذي لم يدع انتصاراته في ميدان القتال تربو على غزواته في ميادين الحب ووفق بينها وبين بطليموس وأجلسها هي وأخاها على عرش مصر كما كانا من قبل.\nأثبت المؤرخون أن كليوباترا، تخلصت خلال فترة حكمها، من العديد من أفراد أسرتها تحت ذريعة الدفاع عن النفس والعرش وعن عرشهاوأنها امتلكت قلبا باردا خالي من المشاعر، بينما أكدوا على أنها لم تقترف تلك الممارسات إلا في ظروف قاهرة وأنها كانت مهددة فعلا بالموت وفقدان العرش\nكما أقنعت كليوباترا زوجها مارك أنطوني بـقـتـل اختها«أرسينوي»وبعد أن أنجبت ابنها قيصرون من يوليوس قيصر استصدرت أمرا بـقـتـل أخوها بطليموس الرابع عشر ليخلو العرش لابنها من بعدها.\nهي من أصل يوناني مقدوني وأكبر الظن أنها كانت أقرب إلى الشقرة منها إلى السمرة ولم تكن بارعة الجمال ولكن قوامها الرشيق المعتدل وخفة روحها وتنوع ثقافتها وحسن صوتها مضافة إلى مقامها الملكي ،مما جعلها فتنة لكل من رآها تسلبه لبه وإن كان قائدًا رومانيا، حسبما قال «ويل ديورانت»في كتابه «قصة الحضارة»\nوبعد اكتشاف عملات معدنية من الفضة التي تحمل صورها بينت للكثير من علماء الآثار أنها لم تكن ذات جمال خارق فيما تناقلته الروايات عن جمال كليوباترا الفريد\nحيث ظهرت صورتها على العملة بأنف طويل وذقن مدبب وشفتين رفيعتين حتى أنهم وصفوها بالقبح ويعتقد أن سحر كليوباترا كان يكمن في صوتها وجاذبية شخصيتها وثقافتها الواسعة وإجادتها للعديد من اللغات جعلت منها ملكة فاتنة في ذلك الوقت.\nوكان «مكياجها»خاصة للعين مميزا ويجمع بين عدد من الألوان المتناغمة الرائعة مازالت النساء حول العالم حتى الآن يقمن بتقليده هذه الألوان المستخدمة، ولم لم تكن بغرض التجميل فقط، بل أنها تحتوي على مواد طبية مثل املاح اليود تعمل على حماية العين من الإصابة بالعديد من الأمراض.\nوشاع عنها كليوباترا كانت تستحم في حوض من الحليب من أجل المحافظة على جمالها ونضارة بشرتها .\nكثرت الأقاويل عن انتحار كليوباترا، وأنه يرجع لحزنها على وفاة زوجها وحبيبها مارك أنطوني، لكن المؤرخين يستبعدون ذلك لأن شخصيتها القوية لم تكن تتأثر بتلك الأمور وأن ما يعنيها في المقام الأول هو ملكها وعرشها.\nوكان علمها بسقوط مصر في أيدي الرومان هو السبب الحقيقي وراء موتها بعد شعورها بالهزيمة وفقدان عرشها، وذلك بعدما توقعت أن تقدم للرومان كغنيمة\nوما يسببه لها ذلك من مذلة بعد هيبة الحكم وسلطانه، ولم يكن صحيحا ما أشيع عن موت كليوباترا بلدغة ثعبان لكن الحقيقة أنها ماتت إثر تعاطيها لخلطة من الأفيون والشوكران وخانق الذئب وهذه التركيبة من السموم لا طعم لها وتؤدي إلى موت سريع بلا ألم، حيث تناولت هذه المشروب هي واثنين من وصيفاتها وكانت في عمر التاسعة والثلاثين .\nكما تضاربت الأقاويل حول دفنها مع حبيبها أنطونيو في مقبرة واحدة من عدمه فالبعض يؤكد صحة تلك المقولة، وأنهما قد تم دفنهما معا في أحد المعابد.\nفي حين أن هناك مؤرخين يؤكدون أنها شيدت مقبرة لنفسها في الإسكندر لم يستدل على مكانها، والتي يرجح البعض أن تكون في أعماق البحر كجزء من مدينة الإسكندرية القديمة الغارقة في البحر المتوسط.

الخبر من المصدر