مدعي النبوة «مقموص» من المصريين!

كتب : محمد طلعت

«احنا شعب ملوش كتالوج، وقت الجد ايد واحدة، قلبنا على قلب بعض، أما في الضحك والهزار فاحنا شعب ابن نكتة»، ايه مناسبة الكلام ده، اقولك.. فيه واحد تقريبا هربان من مستشفى المجانين في لبنان، طلع على وسائل التواصل الاجتماعي بيدعو لدين جديد، أيوة زي ما بقولك كده بيدعو لدين جديد، والشرط الأساسي لأتباعه هو انهم ميكونوش مصريين، ليه؟ لانه بيتقمص من المصريين، وشايف أنهم واخدين دعوته بسخرية لدرجة أنه كاتب على صفحة دينه الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي، ممنوع قبول المصريين في مجموعته، وحرم عليهم جنته، مين الشخص ده وايه حكايته ده اللي هنعرفه في السطور التالية. 

مستشفيات الصحة النفسية في أي مكان فيها عنبر مشهور جدا مخصص لمدعي النبوة والالوهية، لأن ده مكانهم الطبيعي حتى يتم علاجهم مما هم فيه، لكن الظاهر إن فيه واحد منهم لسه هربان، رغم إن مكانه معروف للكل، واخد شقة اوضتين وصالة في منطقة سكنية في بيروت، فشل في كل مهنة اشتغلها، حتى لما اشتغل طبال وراء فرقة فنية في لبنان بعدما هرب من بلدته الأصلية لم يعرف طعم النجاح، وكان السبب انه معرفش يستخدم الطبلة بصورة سليمة رغم كل محاولات معارفه لمساعدته، ومع الأزمة الاقتصادية في لبنان وعدم إقامة حفلات او افراح قرر يغير الـ «كارير» بتاعه ويشتغل حاجة جديدة يمكن ينفع فيها والاهم تكون جنب بيته، لانه مبيحبش يمشي كتير؛ فاقترح عليه أحدهم إنه ممكن يشتغل نصاب العالم كله يحكي عنه، لكنه محتاج فكرة غريبة أو لنقل مجنونة يحقق بها حلمه! 

جلس نشأت وده اسمه في الباسبور اللي دخل بيه لبنان قبل سنوات يفكر في طريقة ينفع ينصب بيها أصله جرب حاجات كتيرة في بلدته الأصلية للنصب على الناس هناك لكنه في النهاية كان بيطلع بملابسه الداخلية فقط.

نشأت وهو قاعد يدور على فكرة قابل سيدة من اللي بينصبوا باستخدام الابراج وورق الطالع، فاعجبت برغبته في ايجاد طريقة جديدة في النصب قررت أن تشاركه في النصباية والمكاسب بالنصف بينهم ، قالها أنا موافق على اي حاجة المهم الفلوس تجري في أيدي واغير الشقة الاوضتين وأبقى من ملاك الفيلات، فقالت له خلاص لقيت فكرة حلوة نستخدم فيها أفكارنا مع بعض انت من النهاردة نبي يا نشأت الشغلانة هتجيبلنا فلوس حلوة لو عملناها بطريقة صح.

نشأت الفكرة عششت في دماغه ولقاها حلوة وممكن ينفع فيها، عملوا تجارب اداء علشان دوره الجديد، لكن النتيجة كانت فشل ذريع فبرغم كل شيء كان ممثلا فاشلا وبدل ما يجذب الإتباع المفترضين، كان بيثير ضحك من شاهده بصوته «المسرسع» فقعد نشأت في اوضته محبطا وفتح التليفزيون على قناة ماسبيرو زمان المصرية لأنها اللي بتهديه رغم أنه مبيحبش المصريين لأن كل اللي «علموا» عليه في حياته كانوا مصريين.

نشأت كان قاعد بيتفرج حزين وبياكل خضراوات وفواكة ودول ليهم حكاية كبيرة في حياته وهيبقوا اصل كذبته بعد كده، لكن في تلك اللحظة، كان يعرض مسلسل مصري قديم وكانت اللقطة اللي بتعرض للفنان الراحل فؤاد احمد وهو يؤدي دور هامان وزير فرعون فعجبته هيئة الفنان المصري فلقاها فرصة أنه يقلده ويغير شكله لإن تسريحة شعره المنسدله لحد عينه كانت مضحكة فمحدش هيصدق واحد «بقصة» فحلق شعره زيرو لإنه شايف إن القرع عندهم مهابة اكبر ولما يوجه النور الساطع باتجاه معين على قرعته هينور وهتكون معجزة، وكمان محتاج عصاية تكون غريبة الشكل تكمل الديكور مع بعض الرسومات الغريبة في وشه لزوم الشو والشعوذة والضحك على الزبائن .

هيئته كانت مضحكة رغم كل التغييرات اللي عملوها وكل اللى يشوفه بضحك لكن فى النهاية قرروا تنفيذ جريمتهم فكانوا محتاجين اسم جذاب وغريب فنشأت رفض يغير اسمه لكنه وافق أنه يضيف عليه معندوش مانع فسموه نشأت مجد النور لأن النور هو وسيلته للنصب ومعجزته الكاذبة اللي هينصب بيها على اتباعه الافتراضيين لكن الكوميديا السوداء إنه كذا مرة وهو بيعمل لايف على صفحته، النور يقطع بسبب أزمة الطاقة في لبنان فالفيديو يقف والنور ينطفي، فواحد من المصريين سأله طب يا عم نشأت مترجع النور ومتخلهوش يقطع فكان رده عليه انت فاكرني شركة الكهرباء هما المسؤولين عن النور وانا بطلع اقول رسالتي في الفترة اللي النور شغال فيها أما غير كده فأنا مش مسؤول انا بتاع معجزات مش محصل كهرباء.

نشأت من بداية ادعاؤه المضحك سمى اتباعه على صفحته بالنوريين ودعا أنصاره لاكل النباتات فقط وعدم اكل الحيوانات ايا كان نوعها، وده أساس دينه «كل نبات وابعد عن الحيوان تدخل جنة نشأت» أما اللي هيرفض يعمل حمية نباتية زي ما قال هيدخل النار اللي أعدها نشأت بجانب بيته، وده بسبب حب نشأت للخضراوات لأنه من صغره مكنش بياكل لحمة لأنها غالية فأصبحت عقدة بالنسبة إليه فقرر منع الناس كلها أنها تأكل اللحمة وخلاها أساس دينه ودعوته الملفقة.