المحتوى الرئيسى

العسل الأسود «فيتامين» أهل الصعيد | المصري اليوم

01/21 17:36

تشتهر محافظة قنا بصفة عامة، ومدينة نجع حمادى بصفة خاصة، بصناعة العسل الأسود، الذى يعتمد على قصب السكر، المحصول الرئيسى بالمحافظة، وللعسل الكثير من الفوائد، منها أنه يُقوى المناعة ويعالج الأنيميا، وقد طالب متخصصون بتطوير صناعة العسل الأسود ليواكب التقدم التكنولوجى.

محافظ المنيا يتفقد أعمال توسعة وتطوير مصنعي تدوير المخلفات الصلبة والعسل الأسود

ورشة عمل لـ «الصناعات الغذائية» في قنا للتطوير صناعة العسل الأسود بالصعيد

محافظ قنا يشارك فى ورشة عمل حول تطوير صناعة العسل الأسود

وتبدأ رحلة قصب السكر من المزارع إلى العصارة، حيث تتحول داخلها عيدان القصب الصلبة إلى سائل غنى بالسكريات، وتكون الأحواض الساخنة فى انتظاره، ثم يمر عصير القصب بمراحل متدرجة من الغليان، تستغرق نحو تسع ساعات ليصبح «عسلًا مصفى».

يقول مبارك عبادى، صاحب عصارة، إن صناعة العسل تتمركز شمال محافظة قنا، خاصة فى مراكز نجع حمادى وفرشوط وأبوتشت، وتتم جميعها بطريقة متشابهة فى 74 معصرة، منتشرة فى شمال محافظة قنا، وتوضع عيدان القصب فى ماكينة بخارية، من خلال مجموعة من السيور والبكرات والتروس لطحن العيدان، وخروج المادة السكرية (العصير)، المعروف وسط المزارعين بالمادة الخام للعسل الأسود، الذى يتم نقله إلى مكان مجاور به أوانٍ نحاسية كبيرة (حلل الطبخ).

ويوضع أسلفها بيت النار ويتم طبخ المادة الخام، حتى يصل العصير إلى درجة الغليان المطلوبة، ووقتها يتحول إلى عسل أسود يتم تخزينه فى أحواض مبنية بالأسمنت والطوب الأحمر لحين توزيعه على المستهلك، ومن المتعارف عليه أن كل عصارة يكون أمامها منطقة فضاء لتخزين الوقود واستقبال محصول القصب لإتمام العملية طوال موسم العصير، التى تستغرق ثمانية أشهر، ويتم توزيعه من خلال تجار الجملة، ويحصلون على المنتج بالقنطار، ويتم تسويقه على تجار التجزئة.

ويوضح إسماعيل على أن مراحل إنتاج العسل الأسود تمر بخطوات متتابعة، وهى تجفيف القصب، ومرحلة الغسيل، واستخلاص العصير (ترشيح وتصفية العصير)، وتركيز العصير وإضافة حامض الستريك، إضافة إلى ترشيح ناتج التركيز، وتبريد المنتج، وتعبئة العسل والفرز ولصق البطاقات.

ويشير عصمت محمد إلى أن ارتفاع أسعار الأيدى العاملة فى زراعة القصب وحصاده، وعدم ملاءمة الزيادات السنوية فى أسعار القصب أهم التحديات التى تواجه الصناعة، فضلًا عن عدم إدخال الميكنة الحديثة فى الزراعة، إضافة إلى انخفاض أسعار منتج العسل الأسود داخل العصارات، فلا يتعدى سعره 4 جنيهات فى حين يصل عند التصدير إلى أكثر من 10 دولارات.

وقال محمد بدرى، صاحب عصارة بمركز نجع حمادى: «الصناعة تراثية، ولها مميزات كبيرة، وفوائد صحية، وتبدأ بسلسلة الإنتاج منذ بداية حصاد المحصول، ثم نقله على جمال أو عربات كارو إلى حوش العصارة، ويُترك بضعة أيام كى يزداد القصب حلاوة، ثم نحصل على أجود عسل»، مشيرًا إلى أنه بعد عصر القصب يُجمع العصير داخل محفض، يشبه الحوض، ثم نقله إلى النحاسة (حوض كبير)، يتم تسخينه لغلى العصير فى درجات حرارة مرتفعة ليتحول إلى اللون البنى والملمس الانسيابى.

ويوضح حمدى محمد، صاحب معصرة بمركز أبوتشت، أن الصناعة تحتاج دراسة تسويقية للمنتج من قبل الدولة للمساهمة فى تطويرها، مشيرًا إلى ارتفاع أجرة العمالة، وتحكم التجار فى شراء العسل، وعدم توافر تمويل كافٍ لشراء لودر كباش، لتسهيل نقل القصب بين مراحل الصناعة.

ويرى أمير الصراف، باحث فى شؤون الصعيد، أنه من المنطقى تحديث صناعة العسل الأسود، باعتباره أحد أهم المنتجات الغذائية المميزة فى قنا، خاصة أن الدولة بدأت فى الاهتمام بالصناعات المحلية.

وأضاف «الصراف»: «نتطلع نحو منتج غذائى- محلى يُورد إلى المحافظات ويُصدر إلى الخارج بأيدى أبناء الإقليم من موطن زراعة المادة الخام (قصب السكر) فى قنا»، موضحًا أن الاستثمارات الحالية فى هذه الصناعة لا تحقق لنا هذه التطلعات التى نحلم بها، مشيرًا إلى أن هناك تجربة واحدة فى منطقة «هو»، الصناعية بشمال قنا، لمستثمر من أبناء الإقليم، موضحًا أن تشجيع ضخ الاستثمارات وجلب روؤس الأموال نحو صناعة العسل أمر يحقق التنمية فى قنا، من خلال استغلال الأيدى العاملة والمادة الخام المتوفرة، لإحياء هذه الصناعة، بما يتسق مع الحداثة وتطور آليات الإنتاج. فى الوقت نفسه فإن الاحتفاظ بالنماذج القديمة لآليات هذه الصناعة، الممثلة فى وحدات الإنتاج الصغيرة فى قرى شمال المحافظة، أمر مهم للغاية، للمزيد من عناصر الجذب السياحى لهذه المناطق فى المستقبل، بإعتبار أن وحدات الإنتاج القديمة تؤرخ للصناعة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل