المحتوى الرئيسى

أطباء بلجيكيون يكشفون دور «لاعقات البكتيريا» كبديل للمضادات الحيوية | المصري اليوم

01/20 13:06

تتسبب أمراض البكتيريا المقاومة للأدوية في موت ما لا يقل عن 700 ألف شخص سنويًا في العالم حسبما تقول منظمة الصحة العالمية.

أكثر من 1.2 مليون وفاة في 2019.. دراسة تُحذر من إساءة استخدام المضادات الحيوية

يقلل الإصابة والوفاة 89 %.. كندا توافق على دواء فايزر المضادة لكورونا (تفاصيل)

«تؤخذ عبر الفم والحقن».. «الصحة» تكشف تفاصيل 3 أدوية جديدة مضادة لفيروس كورونا

وخلال بحثهم عن بدائل للمضادات الحيوية، أعاد أطباء اكتشاف علاج معروف وهو العاثيات أو «لاعقات البكتيريا». وكتب أطباء بلجيكيون في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز» العلمية أن الفيروسات التي تتغذى على البكتيريا يمكنها أن تساعد في حال فشل المضادات الحيوية، كما أعرب خبير ألماني عن اعتقاده بأن العلاج بالعاثيات ينطوي على إمكانات كبيرة.

كانت منظمة الصحة العالمية حذرت في عام 2019 من أنه من الممكن بحلول عام 2050 وفاة ما يصل إلى عشرة ملايين شخص كل عام جراء الإصابة بعدوى بكتيريا لا تستطيع المضادات الحيوية المعروفة مكافحتها. وتفيد البيانات الصادرة عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها بأن نحو 670 ألف شخص في أوروبا منهم نحو 55 ألف شخص في ألمانيا، يصابون سنويا بعدوى البكتيريا المقاومة للأدوية.

وأوضحت تقديرات معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات أن ما يصل إلى 35 ألفا من حالات العدوى هذه تحدث لمرضى أثناء وجودهم في المستشفيات أو أثناء تلقي العلاج في العيادات الخارجية، ومن أنواع هذه البكتيريا التي يُخْشَى منها بشكل خاص بكتيريا الكلبسية الرئوية التي يمكن أن تتسبب في أمراض مثل التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي وتسمم الدم.

وقد أصاب هذا النوع المريضة التي تحدث عنها الفريق الطبي البلجيكي بقيادة الطبيبة انايس اسكناتسي في دورية «نيتشر كوميونيكيشنز». كانت هذه المريضة -30 عامًا- من بين ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في مطار العاصمة البلجيكية بروكسل في مارس 2016، وخضعت لجراحة عاجلة جرى خلالها استئصال جزء من عظام الحوض مع تثبيت كسر خارجي في الفخذ.

ورغم أنها كانت تأخذ مضادا حيويا، أُصِيْبَتْ بعد أربعة أيام بصدمة إنتانية عزاها الأطباء إلى بكتيريا مختلفة من بينها الكلبسية الرئوية. ولما لم يتمكن الأطباء من السيطرة على العدوى على مدار شهور، قرروا تجريب العلاج باستخدام العاثيات.

واخترقت هذه الفيروسات المتخصصة إلى داخل البكتيريا وعملت على أن تنتج هذه البكتيريا العاثيات بنفسها إلى أن تنفجر ثم تلتصق العاثيات التي تم إطلاقها ببكتيريا أخرى. وأوضح الخبير هولجر تسيهر من معهد فراونهوف لعلم السموم والطب التجريبي في مدينة براونشفايج الألمانية: «بهذه الطريقة صار هناك مضاد للعدوى ذاتي الجرعة يستمر تأثيره طالما كانت البكتيريا موجودة».

وأكد عالم الكائنات الدقيقة على قدرة التحمل الجيدة للعاثيات ولاسيما مقارنة بالمضادات الحيوية، بالإضافة إلى تخصصها في بكتيريا معينة وفقا لمبدأ القفل والمفتاح.

يرجع ذلك إلى أن العاثيات يتخصص كل منها في نوع معين من البكتيريا أو سلالات نوع ما وهذا يوفر ميزة أنها تهاجم فقط هذه الأنواع المحددة من البكتيريا وهو ما يعني من ناحية أخرى أنه يجب تحديد نوع البكتيريا بدقة من أجل اختيار العاثيات المناسبة لها.

ويتخصص معهد جورجي-إليافا في جورجيا في هذا التصنيف الذي يبحث في هذا المجال منذ عام 1923، وكان هناك نقص في المضادات الحيوية في جورجيا وفي كل الاتحاد السوفيتي السابق في أثناء الحرب الباردة، الأمر الذي أتاح الفرصة للعاثيات لتكون بديلا فعالا لها. ونتيجة لذلك تطور المعهد ليصبح مركزا عالميا للعلاج بالعاثيات. وقد توجه الفريق البلجيكي المعد للدراسة إلى تبليسي لاختيار عاثيات علاجية وتكييفها مع المريضة.

وبعد مضي عامين على الهجوم الإرهابي، تلقت المريضة بعد عملية جراحية أخرى مزيجًا من المضاد الحيوي والعاثيات المناسبة، تم تمريره عبر قسطرة إلى الجرح الناجم عن العملية، وقد تحسنت صحة المريضة على نحو ملحوظ بعد 3 شهور.

وكتب الفريق الطبي: «حتى وقت إعداد هذا التقرير، وبعد ثلاثة أعوام على العلاج بمزيج المضاد الحيوي والعاثيات، أصبحت المريضة قادرة على المشي والحركة مرة أخرى في العادة بمساعدة عكازات كما أنها صارت تشارك في أنشطة رياضية (مثل ركوب الدراجات)»، وذكر الفريق أنه لم تعد هناك مؤشرات على وجود عدوى ببكتيريا الكلبسية الرئوية.

واعتبر تسيهر، الذي لم يشارك في الدراسة، أن هذه النتيجة تعد مثالا على الاستخدام المستقبلي المحتمل للعاثيات وقال إنه «ينبغي أن يتم استخدامها في حالة عدم التمكن من المضي قدما بالمضادات الحيوية»، لكنه أعرب عن اعتقاده في الوقت نفسه بأن العاثيات لا يمكن أن تمثل بديلا كاملا للمضادات الحيوية «ودائمًا ما سيتم الجمع بين العلاجين مع بعضهما البعض».

ورأى تسيهر أن إنتاج العاثيات العلاجية يمثل تحديا بسبب بنيتها المعقدة وتخصصها.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل