المحتوى الرئيسى

ما بين التحركات الإماراتية وخطاب بايدن.. الحوثي قريب من العودة لقائمة الإرهاب

01/20 12:44

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الأربعاء، إن وضع ميليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب مجددا هي مسألة قيد النظر، وهي تصريحات تأتي بعد تنديدات كبيرة أميركيا ودوليا، بالعدوان الحوثي على دولة الإمارات.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد ألغت تصنيف الحوثيين اليمنيين ضمن الجماعات الإرهابية في فبراير 2021، متراجعة عن قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بإدراجها ضمنها.

وجاء خطاب الرئيس الأميركي، بعد 3 أيام من اعتداء ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

كما جاء أيضا بعد مارثوان سياسي ودبلوماسي من قبل دولة الإمارات تمخض عن انتصار دبلوماسي كبير لتحجيم إرهاب الحوثي وكف أذى تلك الميليشيات الانقلابية بالمنطقة.

تصريحات الرئيس الأميركي جاءت في أعقاب الاتصال الهاتفي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع الأميركي، لويد أوستين، حيث شددت على ضرورة اتخاذ موقف حازم حيال إرهاب ميليشيات الحوثي.

الاتصال ناقش الهجمات الإرهابية الحوثية الأخيرة على مواقع ومنشآت مدنية في دولة الإمارات، وما تمثله من تهديد لأمن المنطقة واستقرارها، وضرورة اتخاذ موقف دولي حازم تجاه مثل هذه الممارسات العدوانية.

وهنا جدد وزير الدفاع الأميركي إدانة الولايات المتحدة واستنكارها لهذه الاعتداءات، ووقوفها إلى جانب دولة الإمارات في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمنها وسلامة أراضيها.

وعقب العدوان السافر، أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية "هذا الاستهداف الآثم لن يمر من دون عقاب".

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، إن "دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم"، واصفة الهجمات بأنها "جريمة نكراء أقدمت عليها ميليشيا الحوثي خارج القوانين الدولية والإنسانية".

وأكدت أن هذه الميليشيا الإرهابية تواصل جرائمها دون رادع، في مسعى منها لنشر الإرهاب والفوضى في المنطقة، في سبيل تحقيق غاياتها وأهدافها غير المشروعة.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى "إدانة هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية ورفضها رفضا تاما".

وقدمت الإمارات، الثلاثاء، رسالة إلى النرويج، رئيسة مجلس الأمن لشهر يناير، طالبت فيها بعقد اجتماع للمجلس بشأن هجمات الحوثيين الإرهابية على أبوظبي.

ودانت الرسالة استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية للمدنيين وللأعيان المدنية على الأراضي الإماراتية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، ودعت مجلس الأمن إلى إدانة هجمات الحوثيين بشكل قاطع وبصوت واحد.

وقالت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا زكي نسيبة: "تدين دولة الإمارات بأشد العبارات استهداف الحوثيين للمدنيين والأعيان المدنية في انتهاك صارخ للقانون الدولي".

والرسالة الإماراتية أكدت أن "هذا التصعيد غير القانوني والمثير للقلق، هو خطوة أخرى في جهود الحوثيين لنشر الإرهاب والفوضى في منطقتنا، ومحاولة أخرى من قبل الحوثيين، لاستخدام القدرات التي اكتسبوها بشكل غير قانوني، في تحد للعقوبات المفروضة من قبل الأمم المتحدة، لتهديد السلام والأمن".

ودعت الإمارات مجلس الأمن إلى "إدانة جماعية قاطعة لهجمات الحوثيين، مؤكدة أن الاستهداف محاولة أخرى من قبل الحوثيين، باستخدام القدرات التي حصلوا عليها بشكل غير قانوني في تحد لعقوبات الأمم المتحدة، لتهديد السلم والأمن الدوليين".

وجددت نسيبة دعوتها للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ موقف حازم ضد المليشيات الإرهابية وإعادة تصنيفها على قوائم الإرهاب العالمي.

ومعلقا على استهدف المنشآت المدنية في الإمارات أكد معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، أن استهداف الميليشيات الحوثية الأعيان المدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، جريمة حرب مكتملة الأركان.

الإرياني، وصف الهجوم بعمل تصعيدي خطير يؤكد من جديد خطر ميليشيا الحوثي كذراع للحرس الثوري الإيراني، ومخاطر فرض سيطرتها على الخريطة اليمنية على امن واستقرار وحاضر ومستقبل المنطقة، بحسب تغريدات على " تويتر".

التحركات الدبلوماسية وصلت إلى الداخل الأميركي، حيث دعا يوسف العتيبة، السفير الإماراتي في واشنطن، الأربعاء، الإدارة الأميركية والكونغرس إلى دعم إعادة تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية.

وقال السفير الإماراتي إن الحوثيين استخدموا صواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيرة، في هجوم أبوظبي هذا الأسبوع، الذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وأشعل حرائق في مستودع وقود ومطار أبوظبي.

وأوضح العتيبة أن "عدة هجمات - مزيج من صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار - استهدفت مواقع مدنية في الإمارات".

وأضاف: "تم اعتراض العديد منها، وعدد قليل لم يتم اعتراضه وفقد 3 مدنيين أبرياء أرواحهم للأسف".

واستخدم الحوثيون طائرات مسيرة وصواريخ محملة بالقنابل لمهاجمة السعودية والإمارات وأهداف نفطية رئيسية في الخليج العربي على مدار الحرب، التي دخلت عامها الثامن الآن.

وعقب خطاب بايدن، رحبت بعثة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، بتحرك الرئيس الأميركي.

وقالت السفارة الإماراتية في واشنطن، الخميس، في عدة تغريدات على حسابها في "تويتر"، إن السفير يوسف العتيبة، بحث الأمر ذاته مع مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، خلال لقاء جمعها، الأربعاء، في البيت الأبيض.

ومعلقا على ضرورة التصنيف الأميركي للحوثيين على قوائم الإرهاب، يقول نبيل ماجد، وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمني، إن تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية حقيقة مبنية على معطيات عديدة، فالميليشيات خلقت من رحم الحرس الثوري في إيران وحزب الله في لبنان وهما مصنفتان جماعتين إرهابيتين، فكيف لميليشيات الحوثي ألا تدرج على تلك القوائم؟

وأضاف، في تصريحات، أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها الميليشيا الحوثية ومنها استهداف المطارات المدنية، هي أعمال إرهابية بامتياز ومن يقوم بها يُصنف إرهابيا".

ويؤكد أن "التراجع عنه في ولاية الرئيس بايدن واللغة الناعمة التي حُدثوا بها أغرت هذه الجماعة وجعلها ترفع مستوى ضرباتها للمدنيين داخل اليمن والسعودية".

عقب الاعتداء الحوثي توالت ردود الفعل الأميركية المنددة بإرهاب الميليشيات الحوثية، والمتضامنة مع دولة الإمارات، حيث طالبت بضرورة إعادة تصنيفها كمنظمة إرهابية.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن الحزب الجمهوري، تيد كروز، إنه ملتزم بالضغط على إدارة جو بايدن لإعادة فرض سريع للعقوبات على الحوثيين لوقف اعتداءاتهم.

وذكر كروز، الأربعاء، أنه ملتزم بالضغط على الإدارة الأميركية لإعادة فرض سريع للعقوبات المتعلقة بالتنظيمات الإرهابية بخصوص جماعة الحوثيين، بهدف وقف اعتداءاتهم.

والسيناتور الأميركي انتقد أيضا إدارة الرئيس بايدن لرفعها الحوثيين من قائمة الإرهاب، معتبرا أن "هذه الخطوة متهورة ومن شأنها أن تدعم النظام الإيراني".

وسبق هذا الحديث أن وصف السيناتور الجمهوري البارز، جيم أنهوف، عضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأميركي، الثلاثاء، ميليشيات الحوثي بـ"الإرهابية"، داعيا إلى تصنيفها على قوائم الإرهاب العالمي.

والسيناتور الجمهوري، الذي ندد باستهداف الحوثي لمنشآت مدنية في أبوظبي، طالب خلال تغريدة على "تويتر" إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.

وأشار إلى أنه "كما قلت العام الماضي، كان من الخطأ من قبل إدارة بايدن رفع تصنيف الحوثيين من قائمة الإرهاب، يجب استعادة هذا التصنيف الآن".

كما أدان النائب الجمهوري في الكونغرس الأميركي، دون بيكون، الهجمات الإرهابية الحوثية ضد منشآت مدنية في أبوظبي، لافتا إلى تصاعد تلك العمليات منذ رفع الجماعة من قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة.

بيكون قال، خلال تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "أدين الهجوم الإرهابي على أصدقائنا في دولة الإمارات. تصاعدت تلك الهجمات منذ رفع الرئيس الأميركي الحوثيين المدعومين إيرانيا من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية".

ودعا عضو مجلس النواب الأميركي بايدن إلى إعادة إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب، قائلا: "يجب علينا إعادة إدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، ومنع إيران من إرسال الأسلحة إلى اليمن".

وتوالت الإدانات الأمريكية عبر تغريدات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي من بينها أيضا وصف السيناتور الجمهوري البارز وعضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأميركي، جيم ريش، الحوثيين، بالوكيل الإرهابي التابع لنظام إيران.

وهنا يقول وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك، إن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ "إجراءات أكثر حدة" تجاه ميليشيات الحوثي الإرهابية، بعد هجماتها الأخيرة على السعودية والإمارات.

ووصف بن مبارك، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" الهجمات بـ"التصعيد غير المسبوق والتهديد المباشر والحقيقي للأمن القومي العربي والإقليمي".

واستطرد: "يجب أن تكون هناك خطوات مباشرة من المجتمع الدولي ترتقي إلى مستوى هذا الحدث. الإدانات الدولية مقدمة طيبة لكن يجب ألا يكتفي المجتمع الدولي بذلك. أعتقد أن هناك ضرورة لاتخاذ إجراءات أكثر حدة".

وتابع: "إعادة الحوثيين إلى قائمة داعمي الإرهاب خطوة أصبحت مهمة جدا لتأكيد موقف دولي مغاير لما كان متبعا في الفترة الماضية"، بعد "فترة اختبار طويلة ورسائل مهادنة للحوثيين، مع عدم انصياعهم لدعوات السلام".

وعقب الاستهداف الغاشم للمنشآت المدنية، شن التحالف العربي عمليات عسكرية في صنعاء، التي تحتلها الميليشيات الإرهابية.

والخميس، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، تنفيذ عملية عسكرية واسعة لشل قدرات ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في عدد من المدن اليمنية.

وقال التحالف في تغريدات نشرتها وكالة الأنباء السعودية على حسابها في تويتر: "نتتبع القيادات الإرهابية المسؤولة عن استهداف المدنيين، وليسوا بمنأى عن التعامل".

وأكد التحالف أن العملية تأتي في إطار الاستجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات.

وجاء إعلان التحالف بعد ساعات من استهدافه مخازن أسلحة لميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل