المحتوى الرئيسى

«لما حد بيديني هدوم بجمعهم واجي ابيعهم» .. قصة كفاح الحاجة نادية بعد موت زوجها وأولادها

01/19 17:59

على إحدى أرصفة شارع المنيرة في منطقة إمبابة في محافظة الجيزة، تجلس الحاجة نادية حامد (60عامًا)، متكئه على عمود إنارة في إحدى الطرق، وأمامها فرش (حصيرة) تضع فوقها ملابس مستعملة للبيع، وكل حين وآخر تلتفت بعينيها بحثًا عن أحد المشترين. إلتقاها «المدار» فكانت أول كلماتها: «الحمدلله بتُرزق برضه».   

تابعت الحاجة نادية: «لما حد بيديني شوية هدوم بجمعهم واجي أبيعهم، والحمد الله ربنا بيرزق برضه».

تقول: «قبل حوالي 15 سنة، كنت عايشة مع جوزي مصطفي في منطقة ريفية في الوراق، وكان شغال في الفلاحة في أراض زراعية في بلدنا، لحد ما المرض ضرب جسمه كله، ومات وساب ليا ولد (14 سنة) وبنت (10 سنين)، ومن الوقت دا ووقعت عليا مسؤولية تربيتهم والإنفاق عليهم».

تضيف الحاجة نادية: «الحمدلله ربنا وقف جنبي، ووقفلي أهل الخير، لحد ما قدرت أكبرهم».

تقول وفي عينيها الرضا: «الحمدلله الواد كبر وبقا راجل والبنت بقيت عروسة. عبدالمجيد اشتغل من ساعة ما أبوه مات، وساب المدرسة علشان المصاريف، واتجوز في شقة في دور أرضي، أما سعاد ميختلفش حظها عن حظ عبدالمجيد، إشتغلت في مصنع خياطة لحد ما ربنا كرمها واتجوزت من واحد كان شغال معاها. والحمد لله ولاد الحلال جهزوها، وجوزوها".

مرت السنين وتداوت جروح الستينية، لكن سرعان ما صعقتها الحياة في فلذة كبدها، تقول نادية بعد أن سقطت الدموع من عيونها: «ربنا يرحمه ويسامحه، عبدالمجيد بعد ما خلف الحياة بقت صعبة معاه، بسبب قلة الفلوس وهو أرزقي وكان ديما مخنوق، حد من صحابه عرفه سكت المخدرات، لحد ما مات بسببها وساب ابنه عنده 6 سنين، مفتش شهور ولحقت أخته سعاد بيه في حادثة عربية وهي ماشية راحه شغلها في المصنع».

«انا بربي أحفادي زي ما ربيت أبوهم وامهم»، 

كأن الحياة تعيد ذات السيناريو لكن بأسماء جديدة؛ فقد تركت لها زوجة ابنها صغيرها وتزوجت.

تضيف: «جوز بنتي برضه إداني بنته الصغيره أربيها بعد ما سعاد ماتت، أنا تعبت ومبقاش عندي صحة تاني، سكر وضغط وخشونة في العظم، ولولا إن هناك ولاد حلال مكنتش هعرف اشتري الدوا».

تضيف: «ولاد الحلال جبولي كام كرتونة شيبسي على حلويات وبفرشهم في الشارع عند البيت»، بتلك الأشياء البسيطة تحاول الستينية أن تعول أحفادها والحفاظ عليهم، قبل أن يضرب الجوع بطونهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل