«البلامبيصا» أبرز عادات عيد الغطاس في الإسكندرية (صور وفيديو)

«البلامبيصا» أبرز عادات عيد الغطاس في الإسكندرية (صور وفيديو)

منذ سنتين

«البلامبيصا» أبرز عادات عيد الغطاس في الإسكندرية (صور وفيديو)

داخل أحد المنازل في منطقة سيدي بشر شرق الإسكندرية، جلست مجموعة من السيدات المسيحيات اللواتي اعتدن على التجمع قبل عيد الغطاس سويًا برفقة أطفالهن، يفترشن أرض الغرفة ويحولن ثمر البرتقال إلى مصابيح منيرة أو ما يعرف مسيحيًا بـ«شورية البرتقال» وهي آخر العادات القبطية الشعبية المتبقية من عادات عيد الغطاس التي تعرف بـ«البلامبيصا».\nداخل تلك الغرفة يفرغ السيدات ثمرة البرتقال ويزخرفن جوانب قشرتها بالصلبان وغرس شمعة من أسفلها وحملها بالحبال لتصبح «شورية البرتقال»، وهي أشبه بالشورية التي يرفع بها الكاهن بخور الصلوات لكن مع اختلاف الأداة والاستخدام.\nتلك العادة اعتادت عليها الصديقتان «سوزي وإنجي» على مدار 20 عامًا، ما جعلهما أشهر أبناء المدينة الساحلية ممن حفظن تلك العادة بل يعلمنها لمن يرغب من أبناء الكنيسة، إلا أنه منذ ظهور فيروس كورونا أصبحت العادة مقتصرة عليهما في منزلهما في ظل غلق الكنائس وتوقف الخدمات.\nما جعلهما يجتمعان مع أكثر من صديقة وصنعها في منزل إحداهن كل عام عن الثاني، إذا اجتمعن سويًا في منزل صديقتهن «تريز عيسى» بعدد تجاوز 15 فردًا، وسط سعادة غامرة.\nطريقة صنع البلامبيصا في عيد الغطاس\n«إنجي سمير»، 39 سنة، تقول إنها اعتادت تجميع جيرانها وأطفالهم بجانب طفلتيها لتصنيع شورية البرتقال «البلامبيصا» للاحتفال بعيد الغطاس، حيث يفرح الأطفال بها كثيرًا وتعطي للعيد بهجته الحقيقية، بتجميع الأحباب سويًا لأداء طقس فريحي على أنغام تراتيل العيد.\n\nوأضافت «إنجي سمير» لـ«الوطن»، أن تصنيع البلامبيصا يحتاج فقط ليوم واحد يسبق ليلة عيد الغطاس، حيث يجرى شراء البرتقال الكبير ذو القشرة السميكة، إلى جانب سلك براويز العسل الذي يعد الأفضل والآمن للأطفال أكثر من الخيط العادي المعرض للقطع وشريط الستان أو سلك السنارة المعرضان للحرق.\nوأوضحت أنه يتم قطع أعلى البرتقالة بالسكين ومن ثم تفرغ بالملعقة وبعد أن تصبح القشرة جاهزة بشكل تام يحدد الصلبان على جوانب القشرة بالأقلام «الفلومستر»، ومن ثم حردها بالسكين وثقب جزء دائري من الأسفل لإدخال الشمعة، وفي النهاية تربط بثلاث أطرف من الخيط رمزًا للثالوث المقدس.\nارتباط البرتقال بطقوس عيد الغطاس \nصديقتها «سوزي جرجس»، 44 سنة، كانت جالسة في ركن الغرفة تحرص على تعليم الأطفال سبب صنع «الشورية» ورمزها الديني، قائلة: «الكنيسة أتعودت تربط الزرع بالأعياد ولأن عيد الغطاس منتشر فيه البرتقال فجربوا زمان يعملوا منه الشورية دي بسبب قوة قشرته وعدم وجود كهرباء في حينها».\nوأوضخت أن قشرة البرتقالة ترمز للسيدة العذراء والشمعة ترمز للسيد المسيح، إذ إنه يمثل النور الذي أنار للجميع وأتى من بطن العذراء، والثلاث حبال يرمزان للثالوث المقدس.\nبمجرد انتهاء صنع البلامبيصا قبل انطلاق قداس ليلة العيد، يرتدي الجميع ملابسهم الجديدة ويحملون «البلامبيصا» من منزلهم إلى الكنيسة التي يذهبون إليها سيرًا وهم يرددون لحن كنائسي يدعى «أجيوس»، من أجل تقديس السيد المسيح أثناء الذهاب للاحتفال بعيد الغطاس أو ما يسمى أيضاً عيد الظهور الإلهي.

الخبر من المصدر