الشتاء القارس والجوع وكورونا.. ثلاثية الموت في أفغانستان

قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تقرير لها بعنوان «شتاء كارثي على أفغانستان» إنه مع بدء تساقط الثلوج في فصل الشتاء في أفغانستان، أصبح أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة، قأكثر من مليون طفل دون سن الخامسة معرضين لخطر الموت خلال الأشهر الثلاثة المقبلة دون مساعدة فورية.

وأضافت الصحيفة أن الوضع هناك يبدو قاتما، حيث أدى الصراع والانهيار الاقتصادي، إلى جانب الجفاف المستمر منذ 27 عامًا وجائحة فيروس كورونا، إلى إحداث نقطة تحول في أفغانستان، علاوة على نزوح أكثر من 3.5 مليون شخص من منازلهم، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 15 درجة مئوية تحت الصفر في بعض الأماكن.

وقال الرئيس التنفيذي للجنة طوارئ الكوارث صالح سعيد، إن أفغانستان في حالة من السقوط الحر والناس يتضورون جوعا، نقص الغذاء وارتفاع الأسعار بشكل سريع يعني أن الناس يبيعون كل شيء لديهم فقط لشراء الإمدادات الأساسية، وعندما لا يتبقى شيء للبيع، فإن الكثير من الناس يغرقون في ديون ضخمة،  يتخذون كل إجراء ممكن، لكن الوضع مستحيل.

وأشار سعيد إلى أن أعوامًا من الصراع والفقر، بالإضافة إلى الاضطراب الذي تسببت به جائحة كورونا، قد أثرت بالفعل بشكل سلبي على الأفغان، كما أن الجفاف هو أسوأ ما يضرب البلاد منذ 27 عاما، ما تسبب في فشل المحاصيل ودفع الرعاة إلى بيع الماشية، حيث أُجبر الكثيرون على ترك منازلهم بحثًا عن طرق جديدة لكسب قوت يومهم، فالعديد من المتضررين من هذه الأزمة سيكونون من الأطفال، 47% من السكان الأفغان تقل أعمارهم عن 15 عامًا، وتقدر الأمم المتحدة أن 12.9 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وبالتالي فإن حماية الأطفال الأكثر ضعفًا هي أولوية بالنسبة لأعضاء لجنة طوارئ الكوارث.