المحتوى الرئيسى

«القلقاس والقصب والبرتقال».. أهم أكلات الأقباط في عيد الغطاس

01/18 13:53

يحتفل الأقباط الأرثوذكس غدا الأربعاء، بعيد الغطاس المجيد، وهو تذكار معمودية السيد المسيح بنهر الأردن علي يد القديس يوحا المعمدان .

ويطلق على عيد الغطاس العديد من المسميات، منها: عيد الظهور الإلهي، عيد الدنح، عيد العماد، كما يتمثل الغطاس في عصرنا الحالي بالمعمودية، حيث يتم تغطيس الطفل بالماء بعد أن يتجاوز الأربعين يومًا من ولادته، ويقام مساء اليوم قداسات عيد الغطاس بالكنائس للاحتفال بالعيد.

واعتاد الأقباط على تناول بعض الماكولات التى تتعلق بهذة المناسبة، وذلك بعد صومهم قبل انتهاء القداس الذى يقيم مساء اليوم بالكنائس الارثوذكسية، ومن ضمن تلك الماكولات التي يتناولها الاقباط وتتعلق بعيد الغطاس :

اعتاد الاقباط على تناول القلقاس، يوم عيد الغطاس، وذلك لما له من عدة دلالات تتعلق بهذة المناسبة، ويحتوي القلقاس على مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أنها إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة، مغذية، وتشبه بذلك "ماء المعمودية"، والتى من خلال تطهر الشخص من الخطية، كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة ماء الطهي، كما أن القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن أو موت وقيامة مع المسيح، كما يقول بولس الرسول "مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضًا معه" (كو 2: 12) (رو 6: 4).

وأيضا القلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية، فبدون تعريته يصير عديم الفائدة، فلابد أولًا من خلع القشرة الصلدة قبل أكله، وبذلك تشهبة الكنيسة الأرثوكسية تناول القلقاس بالمعمودية من خلال خلع ثياب الخطية لكي نلبس بالمعمودية الثياب الجديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة.

القصب من ضمن الأكلات التي اعتاد الاقباط تناولها خلال عيد الغطاس، وذلك لأنه نبات ينمو في الأماكن الحارة، ويشبه فى ذلك بأن حرارة الروح يجعل الإنسان ينمو فى القامة الروحية، ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات، كما أنه ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هى فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى نصل الى العلو، فالقصب قلبه أبيض وحلو الطعم، حيث ينبع من قلبه الحلاوة وكل المشتهيات.

البرتقال واليوسفي من الأكلات التي يحرص الاقباط علي تناولها في عيد الغطاس وذلك لان عندما نضغط على قشرة البرتقالة أو اليوسفي يُخرج منها مادة زيتيّة، وهكذا ربط المسيحيون بين هذه المادة وزيت الميرون المُقدّس، الَّذي يُدهن به الشخص بعد المعموديّة مباشرة، لكي ينال السر الثاني من أسرار الكنيسة السبعة.

كما أن عندما نأكل البرتقال لابد من تقشير الغلاف الخارجي أولاً، وهذا يرمز إلى خلع أو نزع الإنسان العتيق أو الخطيَّة الجديّة من المُعمَّد، فالمعموديَّة هي الطريق الأوحد الَّذي رسمه الله، لنتخلّص من خطيَّة آدم.

أمَّا الخيوط البيضاء الَّتي تغطِّي صفوف البرتقالة، والَّتي تظهر بأكثر وضوح في اليوسفي بعد تقشيرها، فهي تُشير إلى نعمة أو بركات المعموديَّة الَّتي تغطِّي الإنسان المُعمَّد، ولعلَّ أهم هذه البركات هي حياة النقاوة والبراءة الَّتي عُدنا إليها عن طريق المعموديَّة.

ويشكل البعض من قشرة البرتقال او اليوسفي شكل فانوس عيد الغطاس ويسمي بالبرتقال المضيء، وهو عبارة عن قشر خارجي لثمرة "البرتقال" أو "اليوسفي" بداخلها شمعة مضيئة، ومحفور على القشرة صليب مفرغ وهي تشبه الفانوس المضيء، وكلمة "البلابيصا" هيروغليفية الأصل وتعني "الشموع".

ويرجع استخدام قشرة البرتقال للانارة، حيث قديما كانوا يحتفلون بعيد الغطاس علي أحد المجاري المائيّة، وكانوا يستعملون الفوانيس للإنارة، وكان الكهنة والرهبان يأتون وبأيديهم الصلبان، ويُقيمون (قدَّاس اللقان) ، لذا يشكل الاطفال قشر البرتقال او اليوسفي للانارة كما كانوا يفعلوا قديما.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل