جدل حول انتشار كتب خارجية لمرحلة رياض الأطفال «أصلها عادة»

يبدو أن هوس عادة شراء الكتب الخارجية يتغلغل فى المجتمع، لدرجة ظهور كتب خارجية لمرحلة رياض الأطفال، فى مفارقة مدهشة حيث إن طبيعة المرحلة نفسها لا تعتمد سوى على تعليم الأطفال نطق وكتابة حروف اللغة العربية والإنجليزية وكتابة الأرقام الرياضية.

جدل بين الأمهات حول شراء الكتب الخارجية

والإعلان عن تلك الكتب لا يكون فقط في المدارس أو في المكتبات بل أيضا بين «جروبات» الأمهات، سواء كانت مدرسة الطفل حكومية أو تجريبية أو حتى لغات، فالأهم هو الحفظ والتلقين للأطفال رغم أن العملية التعليمية نفسها بحسب وزارة التربية والتعليم تسعى إلى الخروج بالطفل من هذا الأفق الضيق إلى رحاب التفكير النقدى والابتكار.

«هبة حسن» أكدت أنها قامت بشراء كتب خارجية لطفلها فى المرحلة الأولى من رياض الأطفال «kg 1» رغم أنه فى مدرسة لغات، والهدف هو تدريبه على حفظ الكلمات وكتابتها بطريقة صحيحة وتكرار الأمر حتى لا ينسى قائلة: «بعد ما اشتريت كتاب الإنجليزى الخارجى مكنش له أى لازمة بالنسبة لى، لكن العربى ممتاز وهو قريب من منهج المدرسة وساعدنى كثيرا».

أما رحاب محمد دكتورة تحاليل فعبرت عن دهشتها عندما نصحتها صديقة لها بشراء كتب خارجية لمساعدة ابنتها «فريدة» على الفهم بالرغم من أنها  لم تتجاوز 4 سنوات وفى المرحلة الأولى من رياض الأطفال: «بنتى فى مدرسة لغات يعنى المدرسة أصلا بتدينا كتب خارجية من عندها جنب الكتب المدرسية الأساسية، وعلشان كده مكنتش متخيلة أن فى كتب خارجية، ولما سمعت المعلومة سألت الأمهات اللى حواليا لأنى خفت أكون مقصرة مع بنتى وأنى أكون مش مهتمة بتعليمها، ولغاية دولقتى لسه محتارة اشترى ولا لا».

رفض شراء تلك الكتب من الأساس وعدم التفكير فيه كان وجهة نظر «داليا محسن» ولديها طفل فى المرحلة الأولى من رياض الأطفال فى مدرسة لغات فى منطقة الدقى: «بعض الأمهات بدأوا يتكلموا عن ضرورة أننا نشترى كتب خارجية لأولادنا، وفى ناس تانية قالوا أن الكتب دى متوفرة على الإنترنت وممكن نحملهم ونطبعهم، بس الحقيقة الموضوع بالنسبة صعب، أصل أنا ليه أحمل طفل لسه فى kg1 دراسة فى المدرسة من كتب مدرسية وكتب الخاصة بالمدرسة، وكمان كتب خارجية، ده كتير أوى، لأن ده أصلا سن تعلم المهارات والاندماج مع أصحابهم، علشان كده رفضت الموضوع تماما، أصل يعنى تعلم أ وب والأرقام من 1 لـ10 مش هيفوتهم أكيد وأساس اللغات السماع، يعنى لو ركزت الأمهات أن الطفل يسمع الحرف صح ويميز الصوت الخاص به ده فى حد ذاته إنجاز».