المحتوى الرئيسى

من رياض الأطفال للجامعة.. الاستعداد لحدوث الكوارث جزء من الحياة اليابانية

01/17 12:23

في اليابان، يتم العمل على التثقيف بشأن الكوارث في رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، وكذلك في الكليات حتى يتمكن الناس من حماية أنفسهم من الكوارث.

وقع زلزال كانطو الكبير في الأول من سبتمبر، وتم تخصيص هذا اليوم كيوم منع الكوارث في ضوء ذلك، وتم تخصيص أسبوع منع الكوارث في الخريف، ويشارك كبار موظفي الشركات في تدريب الإخلاء بالإضافة إلى أطفال المدارس ويقام هذا الحدث بشكل دوري.

ويوجد المزيد من الكوارث الطبيعية تحدث في السنوات الأخيرة، مثل زلزال طوهوكو 2011 والتسونامي حيث أدى أقوى زلزال سجل في اليابان على الإطلاق إلى تسونامي ضخم.

تُجري تعديلات لمفاهيمنا في ضوء هذه الزيادة في الكوارث الطبيعية، ويزداد الاعتراف بأهمية الوقاية من الكوارث بشكل أقوى بشكل عام.

وظهر نوع من الخرائط يسمى "خريطة المخاطر" التي تبين مناطق الكوارث مثل فيضان الأنهار والانهيارات الأرضية.

يمكنك الاطلاع على معلومات حول المدينة التي تعيش فيها باستخدام جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي ويتم تنفيذ مبادرات لإعلام الناس عن الوقاية من الكوارث في مواقع مختلفة في جميع أنحاء اليابان.

في طوكيو، يتم توزيع كتيبات على كل أسرة تحتوي على معلومات حول ما يمكن للأشخاص فعله الآن للوقاية من الكوارث من أجل زيادة وعي الناس بالوقاية من الكوارث.

"الحد من مخاطر الكوارث" هو مصطلح يعني تقليل الضرر بعد وقوع الكارثة من خلال معرفة المخاطر القريبة منك هذا مفهوم أصبح مهما للوقاية من الكوارث في السنوات الأخيرة.

وكلمة "بوساي bōsai" باللغة اليابانية لها معاني متعددة، تشمل كيفية التأهب للكوارث وكيفية التصرف عند حدوثها. يبدأ الأطفال التعلم عن هذا الموضوع منذ سن مبكرة في اليابان.

وفي ذكرى زلزال كانتو الكبير عام ١٩٢٣، الذي دمر طوكيو وقتل أكثر من ١٠٠ ألف شخص وكجزء من الجهود الرامية إلى رفع درجة التأهب للكوارث، قامت حكومة طوكيو بإصدار كتيب جديد للمقيمين والعمّال في العاصمة.

عادة ما تتوافر للبيع بضائع بوساي المخصصة للتخفيف من آثار الكوارث في المحلات، مع قيام بعض المتاجر بتخصيص أقسام كاملة لهذه المنتجات.

العديد من هذه السلع هي إمدادات للطوارئ، بما في ذلك زجاجات المياه المعبأة ذات الصلاحية الممتدة وأنواع مختلفة من المواد الغذائية، مثل بسكويت كانبان، الخبز المعلب، والوجبات ذاتية التدفئة.

هناك أيضاً الفراش الملفوف أو القابل للنفخ، "البطانيات الفضائية" العاكسة للحرارة للحفاظ على الدفء، ومستلزمات الحمام للتغلب على ظروف انقطاع المياه الجارية.

يعد سقوط الأثاث المنزلي سبباً رئيسياً للوفاة أو الإصابة أثناء الزلازل، وهناك منتجات من بوساي لتثبيته في مكانه.

منصات لاصقة على الوجهين لإبقاء التلفزيونات معلقة في مكانها، بينما تمنع الرفوف والأشرطة الخزائن وغيرها من الأثاث الضخم من السقوط. كما يمكن للخوذات أو أغطية الرأس أن تحمي من الحطام الصغير المتساقط من المباني، مثل بلاط السقف والزجاج المكسور، عندما يخلي الناس منازلهم ويتجهون إلى أقرب مأوى.

ومن بين القطع الأكثر ابتكاراً المعروضة للبيع نجد أجهزة الراديو التي تعمل بمدورة يدوية والمدمج بها بطاريات للإضاءة.

كما يمكن استخدام بعض الموديلات الحديثة لشحن الهواتف الذكية، على الرغم من أن الأمر يتطلب لفها لعدة دقائق لمجرد الحصول على نسبة ضئيلة من عمر البطارية.

منتج آخر مبتكر يمكن استخدامه عندما تكون مصادر الطاقة محدودة هو مصباح LED الذي يعمل على المياه المالحة ويبقى مضاءاً لمدة ثماني ساعات قبل أن يحتاج الماء بداخله إلى الاستبدال.

وفي سبتمبر عام ٢٠١٥، بدأت حكومة العاصمة طوكيو توزيع كتيب جديد عن التأهب للكوارث اسمه Tokyo bōsai.

ولفت تصميمه الأنيق اهتمام وسائل الإعلام ويعرض أسلوباً مغايراً للنمط التقليدي الجاد ولكن الفعال أيضاً لتداول المعلومات حول بوساي والذي تتبعه السلطات المحلية.

حيث يعرض قصصاً مباشرة يرويها الناجون من الكوارث، تصوير حي من المانجا لزلزال وهمي في طوكيو، وتميمة وحيد القرن - "ساي" باللغة اليابانية، متجانسة مع المقطع الثاني من كلمة بوساي.

لعل التطبيق العملي لهذا الدليل الجديد هو أكثر جوانبه أهمية على سبيل المثال، بدلا من شراء الأصناف الخاصة من المواد الغذائية التي تباع كسلع بوساي، يشير الدليل إلى أنه على السكان شراء المزيد من المنتجات بشكل يومي للتأكد من أن لديهم مخزون مستمر. من خلال تشجيع المواطنين ببساطة على إبقاء خزائنهم ممتلئة، تأمل الحكومة في تفادي الانطباع بأن الاستعداد للكوارث هو أمر صعب للغاية، ومساعدة الناس لدمجه بسهولة في الحياة اليومية.

وفي سياق مماثل، يحتوي الكتيب على عدد من النصائح حول استخدام العناصر العادية لتحل محل السلع غير المتوافرة. يمكن لف الصحف حول الملابس أو تحتها للتدفئة، الأغطية البلاستيكية يمكن أن تساعد في الحفاظ على جبيرة في مكانها، ويمكن تحويل الزجاجات البلاستيكية إلى أكواب أو أطباق. يقترح الكتيب أيضاً تغليف الأحذية في أكياس بلاستيكية لتجنب الماء واستخدام الخيط لربطها بالكرتون المقوى من أجل حماية القدمين من الإصابة.

توضح مبادرة حدائق بوساي الموصوفة في الكتيب كيف الاستعداد للكوارث بني في صلب البنية التحتية للمدينة. في هذه الحدائق الخاصة، هناك فتحات تقع مباشرة فوق المجاري، عقب وقوع كارثة ما، سوف يتم استبدال الأغطية بدورات مياه وخيام بسيطة حفاظاً على الخصوصية. كما يمكن تحويل المقاعد إلى مواقد للطهي عن طريق إزالة أماكن الجلوس وهناك أضواء تعمل بالطاقة الشمسية ومضخات يدوية للمياه في حال انقطاع الخدمات الأساسية.

الاستعداد يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة

تبدأ طوكيو بوساي ببيان أن هناك احتمال ٧٠٪ بأن يضرب الزلزال طوكيو مباشرة في غضون السنوات الثلاثين المقبلة في حين يصعب التنبأ بالكوارث الطبيعية بشكل دقيق، فقد أدى كل من الزلزالين المميتين الذين حدثا في عامي ١٩٩٥ و٢٠١١ إلى تحفيز الجهود المبذولة لزيادة المعرفة العامة ببوساي.

على الرغم من أن الحظ يلعب دوراً، إلا أن التي الاستعداد الجيد من شأنه أن يزيد من فرص البقاء على قيد الحياة أو تقليل المشقة في أعقاب وقوع الكارثة. يسرد كتيب طوكيو ما يلي من العناصر باعتبارها قيمة من وجهة نظر الناجين من الكارثة:

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل