المحتوى الرئيسى

آثار مصر المنسية.. جبانة قويسنا تعانى من الإهمال

01/17 19:48

حالة من الإهمال الجسيم تواجه جبانة قويسنا الأثرية بمحافظة المنوفية والتى تم اكتشافها عام 1990 وتأتى أهمية تلك الجبانة لكونها أكبر جبانة أثرية بمنطقة الدلتا ما جعلها مطمعا لأعمال السلب والنهب على مدى عصور عديدة وتمتد المنطقة الأثرية بالجبانة على مساحة 365 فدانا وعقب القيام بأعمال الحفر فى مساحة فدان واحد فقط تم استخراج حوالى 3 آلاف قطعة أثرية ما بين توابيت ومومياوات وعظام ولوحات كتابة الأوامر للخدم والعسكر وعملات ذهبية يرجع تاريخها لعصور مختلفة تم حفظها فى مخازن محافظتى الشرقية وكفر الشيخ والمتحف المصرى بالقاهرة ومتحف طنطا فى الغربية بينما حرم أبناء المحافظة من مشاهدة تلك الكنوز الأثرية للآن والتى من بينها مئات القطع من التمائم والتعاويذ والجعارين من الذهب المضغوط والموجودة فى الأثاث الجنائزى علاوة على كثير من الرقائق الذهبية على شكل معبودات الجبانة «ايزيس وحابى وأوزوريس وحورس»، فضلا عن خواتم ذهبية عليها نقوش هيروغليفية وقنينات فخارية واشابيتات «وهى لوحات كتابة الأوامر للخدم والعسكر وما شابه ذلك»، ومقابض فخارية تحمل أختاما بالكتابة اليونانية القديمة وأوان مصنوعة من المرمر وتوابيت حجرية وتابوت من الجرانيت الأسود عليه نقوش لنصوص ومناظر مصرية قديمة.

ورغم أهمية منطقة قويسنا الأثرية إلا أنها سقطت من حسابات المسئولين بمحافظة المنوفية واختفت من خريطة السياحة المصرية وتعرضت المنطقة لإهمال جسيم وتعديات صارخة فى حين اكتفت هيئة الآثار بنقل معظم الكنوز المكتشفة إلى مخازن خارج الإقليم وتعانى جبانة قويسنا الأثرية من عدم تعبيد طريق مرورى يسهل انتقال الأفواج السياحية إليها للترويج للمنطقة كأحد أبرز ملامح المحافظة.

وقد أوصى تقرير لإحدى اللجان المتخصصة بأهمية ضم 72 فدانا لملكية وزارة الآثار ووضع المنطقة الأثرية بقويسنا على الخريطة السياحية وإنشاء سور خارجى حول المساحة المملوكة لوزارة الآثار وإنشاء مبنى إدارى لنقطة شرطة وزيادة عدد حراس الآثار ووضع لوحات إلكترونية على طول الطريق الزراعى القاهرة- الإسكندرية لإرشاد السياح وإقامة متحف بموقع الجبانة يضم الآثار الثقيلة بالموقع مع تأمينه بالأسلوب المتبع فى المتاحف الكبرى وعمل بانرات سياحية للشباب بالمنطقة لتوفير فرص عمل حقيقية مرتبطة بالموقع.

وأشار د. على ناصر سليمان رئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة المنوفية إلى أن أراضى المحافظة غنية جدا بالآثار بل هناك مناطق أثرية مهمة لم تكتشف حتى الآن وتحتوى على كنوز أثرية عريقة لاسيما أن هناك بعثات أثرية تعمل لمزيد من الاكتشافات الأثرية النادرة كما هو الحال بمراكز قويسنا والشهداء ومنوف وبالفعل بذلنا كمتخصصين جهودا كبيرة فى ذلك الشأن وليس سرا أن هناك آثارا حتى الآن لا يعرف أحد عنها شيئا وللأسف الشديد منتهكة ولا تجد تقديرا يليق بها من قبل المسئولين بمحافظة المنوفية فى غياب تام عن الوقوف على قيمتها التاريخية النادرة وللأسف الشديد تعانى هذه الكنوز الأثرية من العبث بها بسبب الجهل وقلة الوعى ومن هنا تأتى أهمية الإسراع فى إقامة متحف قومى لمحافظة المنوفية وبصفة خاصة أن ذلك المطلب الحيوى يتزامن مع حالة الاهتمام التى توليها الدولة حاليا للإسراع فى تطوير المناطق الأثرية والتاريخية ولا شك أن ذلك سيعود بتنمية الروح الوطنية لدى الشباب وعموم المواطنين بالإقليم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل