المحتوى الرئيسى

الكونجرس يوافق على زيادة ميزانية الدفاع

01/16 21:37

كتبت : مرام عماد المصرى

انسحب الرئيس جو بايدن من أفغانستان هذا الصيف وسط هرج ومرج، واستمر فى تقليص الوجود الأمريكى فى العراق سائرا على نهج سلفه دونالد ترامب. ومع ذلك، وافق الكونجرس على ما يعتبر وفقا لبعض المقاييس أكبر مشروع قانون للإنفاق الدفاعى فى التاريخ، بقيمة 768 مليار دولار. أى أنها أكبر من تلك الميزانيات التى أقرت خلال سنوات الحرب الفيتنامية والكورية، وأكبر من التعزيزات العسكرية لرونالد ريجان. والمرة الوحيدة التى كانت فيها الميزانية أكبر من ذلك كانت عام 2011، عندما بلغ الجيش الأمريكى ذروة نشاطه فى أفغانستان والعراق.

كيف سمح الكونجرس بحوالى 30 مليار دولار زيادة عن ميزانية دونالد ترامب الأخيرة ذلك حتى مع انتهاء تلك الحروب؟

يوضح موقع «فوكس» أنه عندما انتهت الحرب الباردة مع روسيا فى التسعينيات، نجح الرئيس جورج بوش الأب فى خفض التمويل الدفاعى بنسبة 9%، ثم خفض الرئيس بيل كلينتون فى البداية حوالى 8 % أو أكثر. لقد سعوا إلى إعادة استثمار تلك الأموال فى مشروعات داخلية، فيما أطلق عليه عائد السلام، لكن المشرعين الجمهوريين تراجعوا أيضًا، وفشل كلينتون فى تغيير الميزانية العسكرية. وبدأ الإنفاق الدفاعى فى الارتفاع فى أواخر التسعينيات، ثم ارتفع إلى مستويات أعلى بكثير خلال سنوات ما بعد 11 سبتمبر.. وفى عام 2021، وعلى الرغم من مغادرة الولايات المتحدة للعراق وأفغانستان تقريبا، لم تتحقق حتى مكاسب السلام الطفيفة.

ويكمن الجواب المختصر فى أن مؤسسة الأمن القومى الأمريكية ترى أن الصين هى التهديد الأكثر إلحاحًا فى الوقت الحالى، وايضا حتى تستمر المصالح الراسخة لصناعة الأسلحة.

بعبارة أخرى، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تعد موجودة فى أفغانستان، فإن دافعى الضرائب يواصلون دفع تكاليف الوجود العالمى الهائل للجيش الأمريكي. ففى غياب إعادة التفكير الأساسية فى كيفية رؤية الولايات المتحدة للأمن القومى والدور الذى يلعبه الجيش فى السياسة الخارجية، فمن غير المرجح إجراء تخفيضات كبيرة.

لم يعتقد الكونجرس أن بايدن وفر ما يكفى لمحاربة الصين فى طلب ميزانية الدفاع، لذلك أضاف المشرعون حوالى 25 مليار دولار.

وأضاف الكونجرس 2 مليار دولار فوق طلب بايدن لما عُرف باسم مبادرة الردع فى المحيط الهادئ لمواجهة الصين؛ بالاضافة الى 4.7 مليار دولار إضافية لبناء السفن مما رفع خط هذا البند فى الميزانية إلى 7.1 مليار دولار. وإضافة أكثر من 3.5 مليار دولار لبناء قاعدة عسكرية فوق ما طلبه بايدن.

واشنطن قلقة بشأن القدرات التكنولوجية الجديدة للصين. واقترح بايدن تعزيز البحث والتطوير بنسبة 5٪، ثم زاد الكونجرس 5.7 مليار دولار إضافية، مما رفع مبلغ البحث والتطوير العسكرى إلى 117.7 مليار دولار.

وقال ويليام هارتونج من مركز السياسة الدولية: «كان هناك تأييد كبير من الحزبين لفكرة أن الصين تشكل تهديداً عسكريا كبيرا.

ويعتقد السياسيون الأمريكيون أن قوة الولايات المتحدة تتقلص مع توسيع الصين لنفوذها العالمي. وأدى الخطاب العدائى المتبادل بين واشنطن وبكين لزيادة التوترات وتداعياتها.. فالجيش الأمريكى يسلِح نفسه من أجل حرب فعلية مع الصين، لاسيما بشأن تايوان.

ويرى خبراء الدفاع، إن الاستثمار فى التعليم والتكنولوجيا وأمن الموارد والإمدادات سيجنب الأمريكيين صراعات القرن الحادى والعشرين أكثر بكثير من سباق التسلح. ولكن بعض الديمقراطيين أكثر تشككا، يعتقدون أن إدارة بايدن تضخم التهديد الصيني..لا يريد أحد فى الكونجرس أن يخاطر بأن ينظر إليه على أنه يريد تخفيض ميزانية الدفاع، فقد صوت 88 عضوا بمجلس الشيوخ لصالح الدفاع للسنة المالية 2022، وصوت 11 فقط ضده، والمجمع الصناعى العسكرى يشغل واشنطن منذ ما يقرب من القرن. ويقول هارتونج من مركز السياسة الدولية إن حوالى نصف ميزانية الجيش الأمريكى تذهب إلى المقاولين، الذين يتم الاستعانة بهم للقيام بكل شيء من اللوجستيات إلى الدعم المكتبى والعمل الاستخباراتى والأمن الخاص، فهم أكبر الرابحين».

أنفقت صناعة الدفاع 98.9 مليون دولار حتى الآن عام 2021 فى ممارسة الضغوط، وفقا لمنظمة «أوبن سيكرتس» غير الربحية. الى جانب ذلك فالولايات المتحدة منخرطة فى «صراعات الظل» فى جميع أنحاء العالم بأكثر من 750 قاعدة فى 80 دولة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل