المحتوى الرئيسى

نقاد : "حقي" رأس المدرسة الحديثة فى الأدب وأتاح صفحات "المجلة " للمواهب الشابة

01/16 20:28

يرى النقاد أن الكاتب الكبير يحيى حقى أراد أن يكون لمصر أدبها وثقافتها الممتدة من عمق حضارتها ذات الطبقات المتراكمة والجذور الممتدة عبر آلاف السنين، وأن «حقى» صاحب أسلوب علمى فى الكتاب تميز بالتكثيف، دون مط أو تقصير، كما اهتم بلغة الكتابة بشكل خاص، هذا بخلاف تقديمه للمواهب الجديدة من مختلف الفنون.

قدم «حقى» نحو 28 كتاباً فقط، لكن هذه الكتب تُعتبر هى خلاصة الأدب والإبداع العربى، حيث نجد فيها القصة القصيرة كما فى مجموعاته «دماء وطين» و«عنتر وجولييت» و«أم العواجز» و«الفراش الشاغر»، وروايات «قنديل أم هاشم» و«البوسطجى» و«صح النوم»، والكتابات النقدية كما فى كتابه القيّم «خطوات فى النقد»، ودراسات فى القصة كما فى كتاب «فجر القصة المصرية» وكتاب «أنشودة للبساطة»، كما وضع مؤلفات عدة فى فن السينما، ومقالات فى مدرسة المسرح، وكتب عن الشعر، وعن فن العمارة والفنون التشكيلية كتب «فى محراب الفن»، وفى أدب الرحلات «حقيبة فى يد مسافر»، وعن الموسيقى كتب «تعال معى إلى الكونسير»، وفى الفن الشعبى كتب «يا ليل يا عين». وفى التاريخ كتب «صفحات من تاريخ مصر». وفى الكتابات الدينية كتب «على فيض الكريم»، هذا بخلاف الترجمات التى ترجمها عن الإنجليزية والفرنسية والإيطالية.

«الخميسي»: كان يرى أهمية أن يكون لمصر أدبها الخاص وهو أول من تحرك لإنشاء فرقة فنون شعبية عام 1955

وقال الكاتب والناقد أحمد الخميسى إن يحيى حقى كان خجولاً دمثاً، تجنب الضوضاء وصخب الشهرة، رأس المدرسة الحديثة فى الأدب التى نشأت فى العشرينيات، وأضاف: طالب بأن يكون لمصر أدبها المصرى متفاعلاً بذلك مع بلورة القومية المصرية التى فجّرتها ثورة 1919، مشيراً إلى أن «حقى» كان رائداً من رواد فن القصة القصيرة منذ ولادتها مع محمود طاهر لاشين والأخوين عيسى وشحاتة عبيد، وعندما كان رئيساً لتحرير مجلة «المجلة» فى الستينات، فتحها لكل صاحب موهبة، سواء كان كاتباً أو ناقداً أو شاعراً أو رساماً، فقدم كل صاحب موهبة إلى الساحة الثقافية فى تلك السنوات.

وتابع: عند الحديث عن دور «حقى» المتفرد، علينا أن نتوقف عند اهتمامه بالبحث الجاد عن الفن الشعبى المصرى وإبرازه، كان هو أول من اقترح وتحرك لإنشاء فرقة فنون شعبية عام 1955.

ومن ضمن أشكال الاحتفاء بالكاتب الكبير يحيى حقى فى معرض الكتاب، أعادت دار نهضة مصر، صاحبة الحقوق، نشر الأعمال الكاملة للكاتب الراحل، ومن جانب آخر تقدم الهيئة العامة للكتاب كتاباً جديداً يضم مقدمات الكتب التى كتبها يحيى حقى للكتّاب، وقام بتجهيز الإصدار الجديد الكاتب صلاح معاطى، الذى تجمعه بصاحب «قنديل أم هاشم» علاقة عميقة وممتدة، وقال لـ«الوطن»: «أرسلت إليه خطاباً فى 1980، أوضحت فيه رغبتى فى أن أقابله لكى أعرض عليه بعض قصصى القصيرة، وبعد أيام وصلتنى رسالة رقيقة منه لم تخلُ من الدعابة وقال لى جملة ما زلت أحفظها عن ظهر قلب.. (سأعتمد على ابتسامتك وأنت تقرأ رسالتى هذه). وكانت الابتسامة هى وسيلة الاتصال الأولى بيننا، وفى ظهر الرسالة رسم لى وصفاً دقيقاً لبيته بمصر الجديدة، سواء من ناحية المحكمة، أو من ناحية شارع العروبة، أو من ناحية محطة صلاح الدين، وعندما وصلت إليه طلب منى أن أقرأ عليه إحدى قصصى.. وبعد أن قرأتها رحت أستمع إلى ملاحظاته وبلغ تشجيعه لى أنه طلب منى إرسالها إلى الشاعر الكبير فاروق جويدة لنشرها فى جريدة (الأهرام)، وكانت هذه هى القصة الأولى التى نُشرت لى».

نرشح لك

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل