المحتوى الرئيسى

2022 عام تحول الفضائيات إلى «أبلكيشن»

01/16 14:48

فى إطار الاستراتيجية التى تنتهجها بعض القنوات الفضائية فى سبيل التحول الرقمى وتغيير مفهوم وعادات المشاهدة التقليدية, وتحت شعار متابعة فى أى وقت وأى مكان, اتخذت إحدى القنوات قرارا بالغلق التام مع بداية العام الجديد بعد طرح خدمة إلكترونية من خلال أبلكيشن أو تطبيق يتيح للمستخدم متابعة محتوى القناة بالكامل من خلاله فى أى وقت وأى مكان.. هذا القرار أثار عدة تساؤلات حول تبعات هذا التحول الرقمى على الإعلام والقنوات الفضائية؟، والسؤال الذى يجب أن نتابع نتائجه, هل هذا التحول يعتبر خطوة فى طريق انتهاء وزوال عصر القنوات الفضائية؟ وما مدى استعداد تلك القنوات للتحول الرقمى؟.

استبعد د. حسن عماد مكاوى أستاذ الإعلام وعميد كلية الإعلام الأسبق, فكرة انتهاء عصر القنوات الفضائية معتبرا أن ما يحدث ما هو إلا تعدد فى الوسائط والوسائل المتاحة للمتلقى بطرح نسخ إلكترونية دون استبعاد الأصل, ويقول: “ستبقى القنوات الفضائية قائمة بدورها ولن تنتهى, فأى وسائل إعلامية أو ترفيهية جديدة هى بمثابة إضافة لما سبقها, تعطى خيارات للمتلقى بدرجة أكبر وتوفر بدائل مرنه بما يتوافق مع اهتماماته ورغباته وحسب الوقت المتاح له وحسب احتياجاته أيضا, وبالتالى فإن “الديجيتال ميديا” والتحول الإلكترونى هى محاولات لمواكبة التطور الرقمى السريع وتطويعه لخدمة القنوات وليس ضدها, قد تسحب البساط بشكل ما من الوسائل القديمة ولكن من يمتلك الذكاء ويعافر من أجل البقاء يبحث دائما عن نقاط تميز, والتلفزيون سيظل لأنه يعتبر خدمة عامة أكثر من كونه سلعة تباع وتشترى.

ويتابع: لابد من التنويه لنقطة مهمة, هى أن تلك الظاهرة ليست موجودة بشكل كبير فى الدول الأوروبية ولكن بسبب ضعف الإعلام المحلى أدى إلى هيمنة السوشيال ميديا والوسائل الجديدة نتيجة لافتقاد القدرة على المنافسة والابتكار فى البرامج المقدمة , لذلك أرى أنها ستفتح مجال التنافس من أجل تطوير المحتوى التقليدى, فهى ظاهرة صحية.

وبالنسبة لقرار بعض القنوات بالإغلاق التام, يقول: “أنا ضد هذا القرار واعتقد أن استبدالها بتطبيق إلكترونى هو قرار قد يكون مرتبط بمشاكل مالية معينة وقصور فى التمويل أدى إلى إغلاق القناة وبالتالى استبدالها بطريقة أقل فى التكلفة, فمن مميزاتها انخفاض استهلاك الطاقة وتكاليف الصيانة, ومن وجهة نظرى هى حالات خاصة مرتبطة بظروف معينة بين الممولين والملاك دون التعمييم لباقى القنوات باتخاذ نفس القرار, لأن المسألة بالرغم من أنها أصبحت ضرورة حتمية إلا أن التنفيذ يحتاج إلى دراسة دقيقة لمعرفة مدى تأثير عملية التحول والبث الرقمى على الإعلام المحلى والفضائى وعلى الجمهور, باختصار.. توجد العديد من العوائق التي تعرقل عملية التحول الرقمي منها نقص الكفاءات والقدرات المتمكنة القادرة على قيادة برامج التحول الرقمي والتغيير كما أن نقص الميزاينات المرصودة لهذه البرامج تحد من نموها.

ويضيف: هناك من يتساءل حول قدرة تلك القنوات على تعويض أموال الإعلانات التى تعتبر أساس قيام القنوات الفضائية, والإجابة ببساطة أن “الأبلكيشن” والتطبيقات الإلكترونية لها قدرة كبير على استقطاب المعلن, لكن المسألة ستحتاج إلى مزيد من الوقت فى البداية, فكلما زاد عدد المستخدمين كلما بدأت الإعلانات فى التدفق وعلينا تشجيع الخطوات المتجهة نحو التطور, فمن المهم جدا وجود نسخ إلكترونية إلى جانب القنوات الأساسية لمنح المتلقى القدرة على الاختيار المرن”.

وترى د. منى الحديدى أستاذ الإعلام وعضو المجلس الأعلى للإعلام, أن التحول الإلكترونى لبعض القنوات الفضائية بمثابة تطور طبيعى لمواكبة لغة العصر كما حدث مع الانتقال من القنوات الأرضية إلى الفضائيات دون إلغاء القنوات المحلية وتقول: “لا أعتقد أنها خطوات تهدد التلفزيون التقليدى بالزوال, بل ستتغير المعادلة وستصبح التطبيقات الإلكترونية وسائل دعم ومساندة للقنوات الأساسية, فنحن نعيش فى عصر زحام وتعدد وتنوع أشكال ومصادر الترفيه ووسائل نقل الأخبار وهذا التطور فى تزايد سريع ومستمر وعلى الوسائل التقليدية التيقظ والاستعداد بتخطيط وإمكانيات لمجابهة هذا التطور, وأرى أن قراءة التاريخ لوسائل الإعلام فى العالم أجمع تؤكد أن الوسائل التقليدية سواء صحف أو راديو او تلفزيون أو سينما قادرة على البقاء وستظل,دون انكار تراجعها نسبيا, والمستقبل سيكون للمحطات التى تتفهم التطور وتحاول التكيف معه بخلق منصات متعددة وتوفير تطبيقات تعمل على الهاتف للوصول إلى شرائح متعددة وفئات عمرية مختلفة وتحويل ساحة الحرب الإلكترونية إلى حلقة تنافسية إيجابية بين وسائل الإعلام التفاعلية ونظيرتها التقليدية, وأعتقد أن الجمهور يسعى دائما نحو الأفضل والمناسب له لذلك فإن التنافس لن يتوقف ولا أعتقد أن الثورة الرقمية ستدمر أى من الوسيلتين ولكن فى المقابل ستفرض على القنوات الفضائية وصناع المحتوى مزيد من الابتكار والقدرة على فهم الطبيعة التفاعلية لسلوك الجمهور فى العصر الراهن, فوسائل الإعلام تتكامل دون أن يقضى بعضها على الآخر, والأمر مرهون بالخيارات والميول الفردية وبناء عليه لا اتوقع أن يحصل أى نوع من الانفصال بين الشاشة والجمهور خصوصا فى البلدان التى لا تتوافر فيها خدمة الإنترنت بالسرعة المطلوبة.

وتتابع: يحمل التحول الرقمى العديد من الإيجابيات ومنها, أن اختيار الجمهور لما يشاهده سيمكنه من رفض تسطيح المحتوى والمضامين وستتمكن الأعمال الجيدة من فضح الرديئة, كما أنها ستوفر وقت المشاهد بالهروب من الفواصل الإعلانية الطويلة فضلا عن مرونة التعرض والاستخدام التى توفرها تلك التطبيقات بتحويل الهاتف الى تلفاز وبالتالى إمكانية متابعة البرامج فى أى وقت وأى مكان”.

وتقول الناقدة خيرية البشلاوى:” التطور التكنولوجى ليس له مدى أو نهاية ونحن نعيش فى زمن متسارع جدا وما يحدث ينم عن سياسة اقتصادية كبيرة تحكمها إمبراطورية غير مرئية, لذلك من المهم جدا أن نفهم ونتعلم كيفية التعامل مع المعطيات الجديدة والتكيف مع تغير مفهوم المشاهدة واكتساب تقنيات جديدة وقدرة للتعامل مع هذا المجال الضخم الذى لا يعرف له نهاية مع ضرورة اكتساب المهارات التى تؤهل لتنفيذ تلك الخطوة الصعبة  ومدى استعدادنا لتسخير هذه الطفرة العالمية مع بقاء واستمرار المفاهيم التقليدية, فعصر التلفزيون والقنوات الفضائية لن ينتهى على الأقل فى الوقت الحالى,فقد طالت الثورة التكنولوجية التى أحدثها الإندماج الرقمى كافة مناحى الحياة ولم يترك حتى أبسطها دون مسها فى الصميم, هذا يقودنا إلى يقين بأن التحول الرقمى واستخدام أدواته وتقنياته ليس خيار بل هو أمر واقع والإندماج الرقمى ليس تغيرا قادما بل هو أسلوب حياة تفرضه التغيرات وأدوات العرض من تكنولوجيا الإتصالات والرقمنة فى المحتوى وأجهزة الاستقبال الحديثة ليصبح الجمهور هو المتحكم فيما يتابعه,وأرى أنه من أهم الدوافع المحفزة للتطور والابتكار للقنوات المحلية والفضائيات, مما يخلق فرص لتقديم محتوى إبداعى ولكنها مسألة تحتاج إلى مزيد من الوقت وأن تم تطبيقها على استحياء  فى بعض القنوات العربية, ولكن بالرغم من تأييدى لفكرة التحول والتطور إلا أننى أرفض استبدال القنوات الأساسية وإغلاقها نهائيا حتى وإن كانت قناة فرعية تابعة لها.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل