المحتوى الرئيسى

الطفل «يوسف» يعمل لتدبير مصروف المنزل: ماما مينفعش تشتغل وأنا موجود

01/16 13:28

يحمل حقيبة على ظهره ويتجول مبتسما بين شوارع مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، يتنابك شعورا بأنه سوف يسقط أرضا من ثقل ما تحتويه حقيبته، ولكنه يسير في ثبات كما الرجال الشداد، ولم يتكاسل يوما عن عمله، حتى لقبه أهالي منطقته بـ «الرجل الصغير».

الطفل يوسف زكريا يحيى يعمل في بيع المنتجات المنزلية، منذ ما يقرب من 3 أعوام، إذ قرر العمل في العديد من المهن المختلفة من أجل مساندة والدته في الإنفاق على المنزل برفقة أشقائه.

اقرأ أيضا «سعيد» طفل يعاني من 4 أمراض خطيرة.. والدته: «أبوه مات ومعاشي 182 جنيه»

يبدأ «يوسف» عمله يوميا من الساعة السادسة مساءً وحتى منتصف الليل بأماكن متفرقة بمدينة دمنهور وإيتاي البارود، فهو يفضل العمل بدلا من الجلوس في المنزل: «بشتغل من وقت ما كنت في أولى ابتدائي برغبتي، محدش أجبرني على الشغل».

«يوسف» يدرس الآن بالصف الرابع الابتدائي ويبدأ يومه الدراسي من الساعة الثامنة صباحا وينتهي مع الظهيرة: «بعد المدرسة بذاكر وبعدين بنزل اشتغل في شوارع إيتاي البارود».

اقرأ أيضا «موسى» طفل يساعد والده في بيع «البلالين» بشوارع الدقي: نفسي أبقى دكتور

«يوسف» ليس الوحيد من بين أشقائه الذي اختار طريق الشقاء في سن مبكرة: «عندي أخين أكبر مني وهما كمان بيشتغوا عشان نساعد والدتي في مصاريف البيت».

الأشقاء الثلاثة لديهم أخت ولكن شيم الرجال التي يتصفون بها على الرغم من صغر سنهم، تجعلهم يرفضون أن تنزل للعمل مثلهم: «عاوزنها تتفرغ لدراستها وتساعد والدتي في البيت». الأمر نفسه يتبعه الأطفال مع والدتهم: «ماما مينفعش تنزل تشتغل وأنا موجود.. أنا مبسوط بشغلي عشان بيخلي ماما عايشة مرتاحة»، مضيفا: «أنا بجتهد في دراستي عشان أبقى متفوق ولما أكبر أكون دكتور».

لدى «يوسف» عزة نفس وكرامة ربما لا يتسم بها الكبار، وبشهادة محمد صالح أحد أهالي إيتاي البارود، فإن الطفل يرفض الحصول منهم على أموال دون أن يبيع لهم شيئا: «الولد أخلاقه عالية ووشه بشوش».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل