المحتوى الرئيسى

أهلًا بك دكتور طارق! | المصري اليوم

01/16 07:30

يقاتل الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، لينقل التعليم من مربع الحفظ والتلقين إلى خانة الفهم والاستيعاب!.

هذه هى مهمته التى يقول إنه جاء من أجلها، وإنه يعمل فى سبيلها، وإن خطوة البداية فيها هى تزويد كل تلميذ بجهاز تابلت يجد عليه ما يشاء من المعلومات.. أما الخطوة التالية فهى قدرة هذا التلميذ على تحويل المعلومات إلى معرفة متماسكة فى عقله، وكذلك قدرة المدرسة على أن تساعده فى هذا الاتجاه!.

لكن الوزير واجه حربًا، ولايزال منذ اللحظة الأولى التى أعلن فيها عن مشروعه للإصلاح، ومنذ قال إنه عازم على السعى فيه إلى نهايته، وإن التابلت هو أداته الأولى فى هذا المشروع، وإن تعليمًا يقوم على الحفظ من جانب التلميذ، أو التلقين من جانب المدرس، هو تعليم بلا مستقبل بالتأكيد، وهو تعليم لا مكان لخريجيه فى أسواق العمل التى يعرفها العصر!.

وقد شاع بين الناس أن الحرب التى يواجهها «شوقى» تأتى فى الأساس من مراكز الدروس الخصوصية، ومن المدرسين الذين يعملون فيها لأن إصلاح التعليم معناه ألّا يكون لهم ولا لهذه المراكز مكان.. وهذا صحيح.. لكن الأصح منه أن المقاومة الكبرى للوزير نابعة فى أساسها من أولياء الأمور فى الغالبية منهم.. وإذا شئنا الدقة أكثر قلنا إن طارق شوقى يواجه حرب الغريزة!!.. فالغريزة تقول إنه لا أحد أغلى على أى ولى أمر من ابنه، وإن هذه مسألة لا اختيار فيها ولا حيلة لأنها غريزة خلق الله الإنسان بها، وإن إحساس أى ولى أمر بأن ابنه سيكون عليه أن يخضع للمشروع الإصلاحى الذى جاء به الوزير يجعل منه ومن كل ولى أمر مثله خصومًا طبيعيين للمشروع، ولصاحبه، ولكل ما يتصل بهذا المشروع!.

هذه قضية أساسية فى الصخب الذى يصاحب وزير التربية والتعليم فى كل مرحلة من مراحل مشروعه للإصلاح.. ولذلك.. فمعركته فى أصلها ليست مع المدرسين الخصوصيين، ولا هى مع مراكز الدروس الخصوصية، ولا هى مع أى منتفع من بقاء التعليم على حاله، بقدر ما هى فى أساسها مع غريزة طبيعية لدى أولياء الأمور!.

نجاح الرجل فيما يذهب إليه مرهون بقدرته على إقناع أولياء الأمور بما جاء يقدمه للتعليم فى البلد.. ونجاح مشروعه مرتبط بنجاحه هو أولًا فى التعامل مع هذه الغريزة، وفى مخاطبتها داخل أعماق كل ولى أمر.. ومرتبط طبعًا بأشياء أخرى أعود إليها.. ولكن أولياء الأمور هم العقبة الأولى، التى تهون إلى جوارها باقى العقبات!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل