المحتوى الرئيسى

نيرة تتحدى إصابتها بـ«سكر الأطفال» وتهدي نحاجها بكلية الطب لوالدتها الراحلة

12/09 15:00

وقفت أمام كلية الطب بجامعة المنصورة، تباهي بحلمها عنان السماء، وتفتخر بوصولها إلى الفرقة الخامسة بتقدير امتياز، وعادت ذاكرتها إلى الوراء 9 أعوام لتتوقف عند المرة الأولى التي دخلت فيها هذا المبنى كمريضة، لم تتجاوز حينها الـ13 عاما، وتعانى من آلام تكبر جسدها النحيل، الذي لا يكاد يقوى على تحملها، إذ شخصت بأنها مصابة بسكر الأطفال من الدرجة الأولي، ما أحزن الأم على صغيرتها الهادئة المتفوقة.

جلست الأم وابنتها سويا خلف نافذة الشرفة، ونظرت الأولى وعيناها تلمع بالدموع إلى طبيبات يرتدين «البلطو الأبيض»، وقالت للصغيرة: «يارب أشوفك في يوم زيهم»، فعزمت على تحدي المرض والحفاظ على تفوقها الدراسي رغم الصعوبات التى واجهتها: «قلت لها ماتزعليش يا أمي.. أنا قدها»، لكن والدتها توفيت ولم يمهلها القدر أن ترى هذا النجاج الذى طالما حلمت به لابنتها.

وفى رحلة مرض عاشتها الأم، التي أصيب بالسرطان قبل 6 أشهر من إصابة ابنتها بسكر الأطفال، تقاسما فيها الأحلام سويا، وتحديا الصعاب، لا شيء أمامها سوى تحقيق النجاح والانتصار على السرطان والسكر، فتعايشت نيره الدسوقي مع مرضها الذى تطلب منها نظام غذائي موزع على 6 وجبات، بالتوزاي مع الأدوية فى يوم دراسي مزدحم بالمذاكرة والدروس الخصوصية.

واهتمت الأم بالأدوية والمواعيد المحددة للأكل وتجهيزه لها لاصطحابه معها في المدرسة أو الدروس وتولى الوالد توصيلها جيئة وذهابا: «كانوا واقفين جنبي وعمرهم ما حسسوني إني مريضة ولا مختلفة عن غيري»، وظلت محافظة على تفوقها الدراسي: «أنا دايما بطلع من الأوائل على مستوى الإدارة».

وفي العام ذاته، الذي أصيبت فيه بسكر الأطفال استطاعت «نيرة» أن تحصل على مجموع في الشهادة الإعدادية، أهلها للدراسة بمدرسة زويل للمتفوقين، فانتقلت من المنصورة إلى القاهرة حيث الدراسة بها، فودعتها والدتها وظلت تتابعها بمكالمات هاتفية وزيارات متقطعة.

تقول: «روحت دنيا مش دنيتي خالص وبعدت عن أهلي بدوايا وأكلي»، إلى أن وصلت للصف الثاني الثانوي، وحينها اشتد مرض السرطان على والدتها وتدهورت حالتها الصحية، فاضطرت أن تنتقل إلى نظام التعليم التقليدي باللغة العربية وسط زملاء جدد للمرة الثانية وتعود إلى المنصورة مرة أخرى لتكون بجانب والدتها، حتى تتولي رعايتها لكونها الكبرى: «حسيت بماما أوي فى تعبها وافتكرت اللي كانت بتعمله معايا في مرضي وزعلت عليها».

انتقلت نيرة من مرضها إلى الآخر الخاص بوالدتها، وتحمّل مسؤولية أشقائها بالتوازي مع والدها، فضلا عن تحملها لمسؤليتها الشخصية كطالبة في شهادة الثانوية العامة: «كانت أصعب سنة عدت عليّ.. جمعت بين شهادة فارقة في حياتي ومرضنا ومسؤولياتي الجديدة»، إلا أنها استطاعت أن تتجاوز هذه الصعوبات وأتمت الشهادة الثانوية وحصلت على مجموع مكنها من دخول كلية الطب: «حطيت قدام عنيا حلمي وحلم بابا وماما إنهم يشوفوني دكتورة فعملت اللي عليا وزيادة».

وصلت مسيرتها الدراسية إلى الفرقة الثالثة، وفى هذا العام توفيت والدتها: «كانت هي دوايا وبالنسبة كل حاجة، فلما فقدتها حسيت إن أحلامي وشغفي ماتوا معاها».

سيطر الحزن عليها وعاشت آلام الفقد، وأصيبت باكتئات حاد وكادت أن توقف دراستها، لكن حرصها على تحقيق حلم والدتها دفعها ألا تتوقف عند أقسى ظرف يكاد يكون مر عليها، تحفّز نفسها بأمنيات والدتها: «ماما تستاهل إن بنتها تبقى في المكان ده، ولو كانت موجودة كانت تفرح لي وتحب تشوفني أحسن حد».

خضعت نيرة لعلاج نفسي على إثر إصابتها بإكتئاب حاد وصل لدرجة الانفصال النفسي، بحسب وصب الطبيب المعالج: «الدكتورة قالت لي أنت عظيمة إنك مكلمة في كل ده»، فعادت لدراستها لتوفي وعدها لوالدتها، وأصبحت أما لأشقائها الصغار ووقفت بجانبهم حتى التحق شقيها بكلية الهندسة، ومازالت الشقيقة الصغري تدرس بالمرحلة الثانوية: «عايزاهم يكملوا ويفرحوا ماما وما يوقفوش حياتهم على حاجة».

واستطاعت نيرة أن تنحج بتميز في الفرقتين الرابعة والخامسة، وحرصت على تعلم مهارات جديدة فشاركت فى أنشطة خيرية ومجتعية وأبحاث جانبية بالجامعة، ومارست هواياتها: «الموضوع كان صعب لكن عمري ما سمحتش لحاجة توقفني.. وأنا فخورة بنفسي وواثقه إن ماما شايفاني وفخورة بيّ»، موضحة أنها تريد أن تكمل دراستها في مجال البحث العلمي لاكتشاف علاج لمرض السرطان الذي أخد منها والداتها في وقت كانت في أمس الحاجة إليها: «التحدي الحقيقى إني اكتشف علاج للسرطان».

ولفتت في ختام حديثها مع «الوطن»، إلى أن إصابة والدتها بهذا المرض شجعها على دخول كلية الطب: «حرمني من إن ماما تعيش لي وتشوفني وأنا ماشية في طريقي ومحقق أحلامي عشان تتأكد إني كنت صادقة في وعدي ليها».

منصور محمد المهدي، صاحب ال70 عام الذي يمتهن تلميع الأحذية في شوارع المحروسة، اتجه للعمل بتلك المهنة بعد أن جارعليه الزمن في مهنته السابقة وهي قهوجي لتكون عكازه.

حذر تطبيق المراسبة الشهير «واتساب» من خطأ قاتل يقع فيه الكثيرون من المستخدمين، مما يؤدي إلى حظر حساباتهم بشكل نهائي وبالتالي فقدان كل المحادثات وعدم استرجاعها.

تعرضت شركة أبل الأمريكية المتخصصة في صناعة الأجهزة الذكية لأزمة جعلتها توقف خطوط إنتاج هواتف أيفون لعدة أيام في شهر أكتوبر الماضي.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل