أنجيلا ميركل.. حكاية «المرأة الحديدية» التي غادرت المستشارية في ألمانيا

بعد 16 عامًا أمضتها على رأس المستشارية الألمانية، كُتب سطر النهاية الأخير في حكاية المرأة الحديدة، التي حكمت ألمانيا منذ 22 نوفمبر عام 2005، إلى أن سلّمت مقاليد الحكم لخلفها أولاف شولتس، الذي أصبح مستشار ألمانيا الجديد.

إنها أنجيلا ميركل، ابنة السبعة وستين عامًا، التي اختارت أخيرًا التقاعد وإنهاء مسيرتها السياسية الطويلة، التي جعلت منها واحدة من أقوى النساء في العالم.

ودعت أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء 8 ديسمبر،  قصر شاومبورج بون التاريخي، وبدأت حياتها بعيدًا عن أضواء الحكم، بيد أن مسألة أن تخفت الأضواء وتُحجب عنها أمرٌ مشكوك فيه، حتى بعد رحيلها عن السلطة.

من هي أنجيلا ميركل؟

فميركل ابنة «القس» و«المُعلمة»، ودارسة الفيزياء التي تزوجت في الـ23 من عمرها، كانت هي من تصنع الحدث دائما في ألمانيا وتحمل لقب الأولى بعدة مناصب، فهي أول امرأة تشغل منصب المستشارة الألمانية، وأول سيدة ترأس الحزب الديمقراطي المسيحي، وتقود بلادها خلال عدد من المواقف الصعبة.

ولدت ميركل في مدينة هامبرج في ألمانيا الغربية بـ17 يوليو 1954 وانتقلت بعد ولادتها لشرق المدينة.

و كان والدها قسًا بالكنيسة يسمي هورست كسنر وكانت والدتها هيرلند تعمل معلمة للغة للإنجليزية والاتينية، لكنها توقفت عن العمل بسبب المشاكل التي لاحقت الأسرة بعد بناء سور برلين.

وحصلت ميركل علي شهادتها من جامعة كارل ميركس عام 1973 لعام 1978 وكانت مُتخصصة في الفيزياء، وفي عام 1977 تزوجت من زميلها الذي يُدعي أولريش ميركل، لتحمل اسمه، ووقتها كانت تبلغ من العمر 23 عاما فقط.

وأشارت وسائل الإعلام الألمانية إلى أن ميركل لم تقض وقتها بالكامل في دراسة الفيزياء، لكنها عملت بعدد من الوظائف المؤقته.

وعلى الجانب السياسي حصلت ميركل على لقب وزيرة السيدات الصغيرات ونائب رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي "CDU" في عام 1991، وفي عام 1994 أصبحت وزيرة البيئة و الطبيعة، ثم السكرتير العام للحزب عام 1998.

 وفي عام 2000 صنعت ميركل التاريخ بعدما أصبحت أول سيدة تتولي منصب رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ثم في عام 2005 أصبحت ميركل أول مستشارة لألمانيا بعدما عقدت صفقة سياسية مع حزب الديمقراطيين الاشتراكي بزعامة جيرهارد شرودر.