المحتوى الرئيسى

داخل متحف ضخم "تُديره" 50 قطة في روسيا

12/08 15:20

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثناء تجولك في القاعات الكبرى لمتحف "هيرميتاج" في مدينة سان بطرسبرغ الروسية، قد تسمع صوت مواء خافت قادم من الأنابيب الواقعة في الأسفل.

وفي الطابق السفلي المترامي الأطراف لما كان يُعرف في السابق بقصر الشتاء، أي المقر الرسمي لقياصرة روسيا الحاكمين، تتجول مجموعة تتكون من 50 قطة تقريبًا، تُعامل بأسلوب ملكي.

وفي الغرفة الرئيسية، "koshachiy dom"، أو "بيت القط"، يتم إطعامها، ورعايتها من قبل العاملين في متحف "هيرميتاج"، مع كون الأطباء البيطريين تحت الطلب.

ويحتوي القصر أيضاً على غرفة خاصة للقطط غير الاجتماعية التي تفضّل القليل من الاتصال مع القطط الأخرى.

وهناك قطط تتجول في قاعات الطابق السفلي، وتستلقي على الأنابيب الكبيرة، وتمشي بِحريّة في أركان القصر.

ولدى المتحف حتّى سكرتيرة إعلامية مخصصة للقطط، وهي ماريا هالتونين.

ورغم عدم السماح للقطط بدخول صالات العرض، وندرة مشاهدة الجمهور لها، إلا أن هالتونين أكّدت أنها لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة.

وقالت هالتونين، التي يُصادف أنهت تعاني من حساسية تجاه هذه الحيوانات: "ربما يعود ذلك لكونها لطيفة جداً، وربما بسبب المزيج الغريب للمتحف الضخم، والقطط الجميلة".

واليوم، يتكون متحف "هيرميتاج" من 5 مبانٍ مفتوحة للجمهور، مع كون قصر الشتاء بمثابة المبنى المحوري.

وكان المبنى، الذي يبلغ عمره 3 قرون تقريباً، موطناً للقطط منذ البداية.

وبموجب مرسوم، أمرت الإمبراطورة إليزابيث الأولى بإحضار القطط من مدينة قازان، على بعد حوالي 1،200 كيلومتر جنوب شرق سان بطرسبرغ، لصيد الفئران في الطابق السفلي للقصر.

وتجوب القطط الآن في قبو أحد أكبر المتاحف في العالم، والذي يضم أكثر من 3 ملايين من الأعمال الفنية والتحف، بما في ذلك مجموعة كبيرة لأعمال رامبرانت، وماتيس، والمزهريات اليونانية القديمة النادرة.

وفي عهد كاثرين العظيمة، التي حازت على الأعمال الفنية الأولى، وُلدت مجموعة "هيرميتاج"، ونمت أسطورة قطط المتحف، وورد أن كاثرين أطلقت عليها لقب "حارسة صالات العرض".

وطلبت كاثرين إنشاء "هيرميتاج الصغير" (بجوار قصر الشتاء)، الذي بُني كمتحف للمحكمة، مع بقاء قصر الشتاء معرضاً خاصاً.

ولم يتم فتحه للجمهور حتى عام 1852، في عهد نيكولاس الأول.

ويعرف المدير الحالي لمتحف "هيرميتاج"، ميخائيل بيوتروفسكي، كل شبر من القصر.

وكان والده المدير لـ40 عاماً تقريباً، ونشأ بيوتروفسكي وهو يتجول في قاعات المتحف.

وقال بيوتروفسكي لـCNN إنه "موسوعة للفن العالمي، والثقافة. وهو موسوعة للتاريخ الروسي"، مضيفًا: "لا يوجد متحف آخر لديه مثل هذا المزيج من المناظر الجميلة، والأماكن الجميلة".

وبينما يصر المدير أنه لا بد من مشاهدة كل شيء في متحفه، إلا أن إحدى القطع الجذابة عبارة هي ساعة الطاووس الشهيرة، وهي واحدة من مقتنيات كاثرين العظيمة.

وتُطل الساعة البرونزية المطلية بالذهب على الحدائق، وهي تتكون من ثلاثة طيور آلية متحركة بالحجم الطبيعي.

وأوضح بيوتروفسكي أن "الطاووس هو طائر من الجنة، والحدائق هي رمز للجنة بطريقةٍ ما"، مضيفًا أنها "تشكل جنة صغيرة نوعاً ما داخل المتحف".

وعندما تولى بيوتروفسكي إدارة المتحف في أوائل التسعينيات، كانت البلاد في حالة اضطراب.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991، واجهت البلاد أزمة اقتصادية شديدة لدرجة أنها أجبرت الأشخاص على إلقاء حيواناتهم الأليفة في الشوارع.

وقرّر المتحف إيواء بعض القطط الضالة، بالإضافة إلى القطط القليلة المتبقية في الطابق السفلي آنذاك.

وقال بيوتروفسكي إنه أراد "إعطاء (الأشخاص) رمزاً للإنسانية، ورمزاً لحب الأشخاص للحيوانات"، مضيفًا: "لم يحبها الجميع، ولا يحب الجميع رائحة القطط".

ولسنوات عديدة، استخدم موظفو المتحف وقتهم خارج ساعات العمل لإطعام ورعاية القطط، ولكنها تعتمد الآن أيضاً على كرم المتبرعين.

وفي كل عام، يستضيف المتحف "يوم القط"، حيث يأتي الأطفال للتعرّف إلى القطط، ورسمها.

وحتّى يومنا هذا، تقوم قطط القصر بأداء واجباتها المتعلقة باصطياد الفئران بإخلاص، وينطبق ذلك أيضاً على القط الأكبر، البالغ من العمر 22 عاماً.

وأكّدت هالتونين أن القطط تقوم بعملها بشكل جيّد للغاية، قائلة: "إذا مرت الفئران بالقرب من قططنا، فستقوم باصطيادها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل