«كومان» لقادة الشرطة العرب: إجراءات متسارعة لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب

«كومان» لقادة الشرطة العرب: إجراءات متسارعة لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب

منذ سنتين

«كومان» لقادة الشرطة العرب: إجراءات متسارعة لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب

بدأت صباح اليوم جلسات المؤتمر العربى الخامس والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بحضور كلا من توفيق شرف الدين وزير الداخلية في الجمهورية التونسية و الفريق الحقوقي مهدي هادي علي الفكيكي رئيس المؤتمروأصحاب السعادة رؤساء وأعضاء الوفود العربية و أصحاب السعادة السفراء واستهلت الجلسة بكلمة الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب حيث قال يسعدني أن أرحب بكم في قبلة الأمن العربي، تونس العزيزة التي تحيط مجلس وزراء الداخلية العرب بكل الرعاية وكامل العناية، ويشرفني بداية أن أرفع إلى سيادة الرئيس قيس سعيِّد حفظه الله، جزيل الشكر والعرفان لعنايته الكريمة بالعمل العربي المشترك، مقدرا كل التقدير تفضله بوضع هذا المؤتمر تحت رعايته السامية.\nويشرفني كذلك أن أتقدم إلى صاحبة المعالي نجلاء بودن، رئيسة الحكومة بوافر الشكر والامتنان للدعم البناء الذي توليه الحكومة التونسية الرشيدة للأمانة العامة وأنشطتها المختلفة.\nوالشكر موصول إليكم - معالي الوزير – على تكرمكم بحضور هذا المؤتمر ومباركة أعماله، مما سيكون دون شك دافعا لنا لمزيد من الجد والعمل، مقدرا لمعاليكم ولمعاونيكم كافة العناية الكبيرة التي تولونها للتعاون الأمني العربي. ومُعربا ل سامي الهيشري المدير العام للأمن الوطني عن جزيل الشكر للإمكانيات الكبيرة التي تم تسخيرها من أجل راحة المشاركين وطمأنينتهم.\nولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بأنبل عبارات الشكر والعرفان إلى الرئيس الفخري لمجلسنا الموقر صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود وزير الداخلية في المملكة العربية السعودية وإلى سائر إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب، لدعمهم السخي المستمر للعمل الأمني العربي المشترك.\nتجتمعون اليوم في مؤتمركم الخامس والأربعين وما تزال جائحة كورونا تُخيم بظلالها القاتمة على المنطقة والعالم. ولئن كان الوضع الوبائي قد سمح لنا بلقاء أغلب الوفود اليوم وجهاً لوجه بعد أن حُرِمنا ذلك في المؤتمر الماضي، فإن متحور أوميكرون المستجد ـ ينذر بعودة أجواء التباعد الاجتماعي والحجر الصحي بل الإغلاق التام وربما حظر التجوال. وهو ما يعيد ترتيب مسؤوليات كبيرة على عاتق أجهزة الشرطة والأمن.\nولقد كانت تداعيات هذه الجائحة على الصعيد الأمني موضوعا حاضرا لا فقط على جداول أعمال المؤتمرات والاجتماعات التي انعقدت في نطاق الأمانة العامة خلال هذا العام فحسب، بل كذلك على جداول أعمال الاجتماعات المشتركة التي نظمناها بالتعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.\nوبالحديث عن التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الأمني دعوني أشير الى تسارع وتيرة هذا التعاون سواء مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في إطار السعي لوضع استراتيجية عربية لمكافحة الإرهاب تتماشى مع استراتيجية الأمم المتحدة العالمية أو مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والمنظمات الشرطية الإقليمية من خلال استضافتنا للجولة الخامسة من الحوار الرامي الى إيجاد بنية فعالة ومتعددة الأطراف للعمل الشرطي من أجل مواجهة التهديدات العالمية، او مع التجمعات الإقليمية خاصة الاتحاد الأوروبي من خلال وكالاته ومشاريعه الأمنية.\nواسمحوا لي بالتركيز على حدثين مهمين سيُعززان في نظرنا الحضور العربي على الصعيدين الدولي والإقليمي.\nأول هذين الحدثين هو انتخاب أول مرشح عربي رئيسا للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول ونعنـي به طبعاً اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي المفتش العام لوزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يمثل انتخابه في الدورة الأخيـرة للجمعية العامة التـي انعقدت في اسطنبول في أواخر الشهر الماضي، تقديراً لما يمتاز به من كفاءة وخبـرة ثرية واعترافاً بالمستوى المرموق الذي بلغته أجهزة الأمن والشرطة الإماراتية بفضل ما تتمتع به من كفاءات بشرية عالية وتجهيـزات عصرية متطورة. هذا فضلا عن أن هذا الانتخاب يتـرجم التقدير الذي بات يحظى به المرشحون العرب والذين تم انتخاب عدد كبير منهم في مناصب مهمة خلال تلك الدورة.\nأما الحدث الثاني فيتمثل في انعقاد أول مؤتمر أمنـي يجمع بين الدول الأوروبية والعربية، هو المؤتمر الأورو – عربي الأول لأمن الحدود الذي عقد بالتعاون مع الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل وباستضافة كريمة من مديرية الأمن العام في المملكة الأردنية الهاشمية. وقد شارك في هذا المؤتمر ممثلون عن أكثـر من أربعين دولة عربية وأوروبية فضلا عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية، اتفقوا في ختام مداولاتهم على إعلان مشترك تضمن التأكيد على أهمية التعاون الأورو-عربي في أمن الحدود والتصدي للتحديات الإجرامية على أساس المسؤولية المشتركة واحتـرام سيادة الدول، مثمنين سعي الأمانة العامة ووكالة فرونتكس إلى إيجاد منصة للتعاون وداعين الى عقد المؤتمر بصورة دورية كل عامين وإلى تشكيل فريق عمل من الدول الراغبة لتسيير التعاون المستقبلي بين الجانبين ووضع الآليات والأدوات اللازمة لذلك.\nواسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأجدد للمملكة الأردنية الهاشمية شكرنا الجزيل وامتناننا العميق لاستضافتها لهذا الحدث، رغم ظروف الجائحة، معرباً لمديرية الأمن العام عن بالغ العرفان لما وفرته للمؤتمر من أسباب النجاح.\nنحتفل العام القادم بحول الله بمرور خمسين عاما على عقد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب بمدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة في الثامن عشر من ديسمبر عام 1972م، وهو اليوم الذي بات عيداً للشرطة العربية نحتفل به كل عام.\nوسينظر مؤتمركم اليوم في تصور للاحتفال بهذا اليوبيل الذهبي أعدته الأمانة العامة في ضوء مرئيات الدول الأعضاء، آملين أن يشكل هذا الاحتفال مناسبة لتمتين الأواصر بين رجال الأمن والمواطنين و تعزيز الشراكة بين الشرطة والمجتمع.\nوختاماً يُسعدني أن أجدد لكم ـ معالي الوزير ـ امتناننا العميق لما تولونه لنا من عناية واهتمام، ولما توفره لنا الوزارة الموقرة من رعاية فائقة ودعم موصول، مقدرا كل التقدير ما أُحيط به المشاركون من كريم الضيافة وبالغ الحفاوة، مما سيكون له دون شك أثر كبير في نجاح المؤتمر.

الخبر من المصدر