«الساعات الشمسية فى مصر الإسلامية».. كتاب جديد يرصد روائع التراث الفلكى على واجهات «بيوت الله» | المصري اليوم

«الساعات الشمسية فى مصر الإسلامية».. كتاب جديد يرصد روائع التراث الفلكى على واجهات «بيوت الله» | المصري اليوم

منذ سنتين

«الساعات الشمسية فى مصر الإسلامية».. كتاب جديد يرصد روائع التراث الفلكى على واجهات «بيوت الله» | المصري اليوم

المزولة الشمسية هى أداة توقيت نهارى، تتكون من عدة نقاط وخطوط، رسمت على صفيحة عريضة، وفى وسطها عصا مستقيمة أفقية يتحدد الوقت من طول ظلها الناتج عن وقوع أشعة الشمس عليها، حيث تترك ظلا متحركا على النقاط والخطوط، وهى من أقدم آلات قياس الوقت لأن تاريخها يرجع إلى عام 3500 قبل الميلاد، استخدمها المسلمون قديما فى المساجد لتحديد أوقات الصلوات.\nنجاح أول طائرة تعمل بـ«الطاقة الشمسية» فى الطيران لمدة 24 ساعة\nالتخطيط : 12.5 مليار دولار محفظة التعاون بين مصر والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة\nمصر تشارك في الاحتفال بمرور 20 عامًا على تأسيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية\nوالمزولة الشمسية هى أول ساعة اخترعها الإنسان، وكتب عنها العالم الخوارزمى وكان العرب المسلمون يستخدمونها لتحديد أوقات الصلاة فهى تعتمد على الشمس وزاوية انحرافها عن الأفق، أى أن مبدأها يعتمد على الزوايا عوضا عن الساعة والدقائق والثوانى.\nلم يعد يعرفها إلا القليل مع ثورة التقدم العلمى والتكنولوجى، كما دخلت بين طوايا النسيان فى الحياة المعاصرة.\nوفى هذا الصدد، أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب دراسة أثرية فنية فى علم الآثار والمخطوطات للدكتور جمال خير الله بعنوان «الساعات الشمسية فى مصر الإسلامية».\nومن المقرر أن يعرض الكتاب ضمن إصدارات الهيئة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب 2022.\nوالكتاب فى 460 صفحة من القطع المتوسط، وطرحته الهيئة للجمهور بسعر 55 جنيها للنسخة، ومؤلفه أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة طنطا وله أكثر من 21 بحثا منشورا و6 كتب بذات التخصص.\nويجلى الكتاب إحدى حقائق الحضارة الإسلامية فى عصورها المتقدمة، خصوصا فى علم الفلك.\nوالساعات الشمسية أحد مظاهر تقدم هذا العلم، والتى كتب عنها المسلمون فى مخطوطاتهم الزاخرة، ثم مارسوا تطبيقها فى الواقع وتنوعت، فمنها المزاول والمنحرفات والقائمات والمائلات حسب الاتجاه والاستخدام، وقام عليها فلكيون ومؤقتون لهم دراية كبيرة بصناعتها واستخدامها، وبذلك يسهم الكتاب فى سد ثغرة فى المكتبة العربية عن الحضارة الإسلامية.\nوقسم الدكتور جمال خير الله كتابه إلى بابين، الأول دراسة تحليلية ويتبعه خمسة فصول، والثانى دراسة وصفية لساعات أربعة أزمنة هى المماليك البحرية والجركسية والعثمانيون والأسرة العلوية، بجانب معجم الألقاب والوظائف والمصطلحات الفنية، وأخيرا قائمة المراجع وملحق الأشكال واللوحات.\nوقدم خيرالله دراسة تحليلية ووصفية للساعات الشمسية وتفسيرات للمبادئ النظرية لهذا العلم، متطرقا لأصول صناعتها وكيفية استخدامها للتوقيت، حيث يعرض من خلال الكتاب لروائع التراث الفلكى والفنى الإسلامى.\nوقال الدكتور عماد عجوة، خبير الآثار وكبير باحثين بوزارة السياحة والآثار: «كان لعلم الفلك واستخدام الظواهر الفلكية دور كبير فى الحضارة والفقه الإسلامى»، موضحا أن علماء الفلك اهتموا دائما بصناعة الساعات الشمسية، ليس فقط لاستخدامها فى الحياة اليومية، لكن أيضا بغرض التحديد الدقيق لمواقيت الصلاة، ولتحديد بعض العبادات فى الإسلام.\nوأكد أن الدراسات السابقة وغيرها استهدفت إلقاء الضوء على التكامل بين علم الفلك وفن العمارة فى الحضارة الإسلامية، وقد تم ذلك من خلال استخدام الظواهر الفلكية لتحديد اتجاه القبلة، واستعمال المزاول الشمسية بالمساجد لتحديد مواقيت الصلاة.\nوأضاف: «خلال بحثى فى الموضوع اطلعت على مخطوطة بعنوان رسالة فى علم الظلال يصف فيها صاحبها أبوعبد الله محمد بن إبراهيم بن على بن أحمد بن يوسف الأندلسى التونسى المعروف باسم ابن الرقام ثمانية أنواع مختلفة من الساعات الشمسية».\nوقال إن الحقيقة التى أثبتتها النماذج الباقية بالمنشآت المعمارية أن الساعات الشمسية «المزاول» تنوعت أشكالها وأنواعها، فمنها المزاول والمنحرفات والقائمات والمائلات حسب الاتجاه والاستخدام، وقام عليها فلكيون ومؤقتون لهم دراية كبيرة بصناعتها واستخدامها.\nوأشاد بالكتاب بوصفه أطروحة شاملة عن استخدام عدة أنواع من الساعات الشمسية «المزاول»، والتى استخدمت فى عمائر القاهرة والأقاليم المصرية.\nكما أشار إلى أن الكتاب عدد أنواع المزاول ووصفها وحدد أنواعها والمواد المصنوعة منها، كما تناول امتدادها زمنيا عبر العصور الإسلامية المختلفة وامتدادها أفقيا عبر محافظات مصر بتعدد دوائر عروضها وخطوط طولها التى تقع عليها، مضيفا أنه حصرها إجمالا فى 54 ساعة أو مزولة باقية فى عمائر مصر.\nوأشار إلى أن الكتاب أورد العديد من كتب علماء الفلك المسلمين كتبوا فى مخطوطاتهم الزاخرة عن الساعات الشمسية، ثم مارسوا تطبيقها فى الواقع.\nواستعرض عجوة التسلسل التاريخى للساعات الشمسية فى مصر من القرن 7هـ / 13م: القرن 13هـ / 19م، والتى تتمثل فى:\n1 ـ الساعات «المزاول» الأفقية (البسائط) الموضوعة على أرض أو سقف موازٍ لسطح الأفق ومواجهة للسماء، ومن أمثلتها بالقاهرة ساعتا جامع أحمد بن طولون وساعة أرضية بمنزل حسن كاشف جركس.\n2 ـ الساعات «المزاول» العمودية (القائمات) المواجهة للجهات الأصلية الأربع، ومن أمثلتها تسع ساعات منها مزولة قصر المنتزة والقصير.\n3 ـ الساعات «المزاول» العمودية المواجهة للجهات الفرعية وتعرف بالمنحرفات وهى تنقسم بدورها إلى ثلاثة أقسام، أهمها المتجهة للاتجاه الجنوبى الشرقى، وقال إن أكثر أنواع الساعات المنحرفة استعمالا فى مصر الإسلامية فهى 19 ساعة منها 16 ساعة أو مزولة فى عمائر القاهرة.\nوأشار إلى أن ساعات «مزاول» عمائر القاهرة هى: مزولة خانقاة شيخو، وبوابة قصون، ومزولة مئذنة فرج بن برقوق، ومسجد المئيد شيخ، ومسجد سيدى عقبة بن عامر، ومزولة الجامع الأزهر، ومسجد سنان باشا ببولاق، مزولة قبة مسجد أحمد العريان، وجامع الحاكم بأمر الله، ومزولة بيت الكريدلية، وجامع الإمام الليث، ومزولة مدرسة قلاوون، ومزولة برج الطبالين بالقلعة، فضلا عن 3 مزاول فى مساجد الأقاليم هى: مزولة جامع الجندى برشيد، والمسجد العمرى بإسنا، ومزولة مسجد البوصيرى بالإسكندرية.\nوأضاف أن هناك ساعات «مزاول» جنوبية غربية منحرفة بدرجات متفاوتة توجد على يسار الساجد فى صحون المساجد بالقاهرة أو على جدرانها الخارجية المتعامدة على اتجاه القبلة، وعددها 17 مزولة، منها 11 مزولة بمساجد القاهرة المملوكية، وست مزاول بمساجد العصر العثمانى، وهى: مزاول جامع الناصر محمد على أحد الأعمدة، ومسجد الأمير شيخو بالصليبة، ومزولة صحن خانقاة فرج بن برقوق، ومدرسة تغرى بردى، ومدرسة السلطان اينال، ومسجد السلطان قايتباى بالقرافة، ومدرسة الغورى بالأزهر، ومسجد سليمان باشا الخادم «سارية الجبل» بالقلعة، وبصحن الجامع الأزهر، ومئذنة مسجد أحمد العريان بباب الشعرية، وسبيل قايتباى، ومسجد السادات الوفائية بالمقطم، وبقايا مزاول مسجد الطنبغا الماردانى، ومئذنة القاضى بحى بالأزهر، وقبتا سلار وسنجر الجاولى.\nومزاول الأقاليم التى تنتمى لهذا النوع مزولة جامع الأمير همام بقرشوط، وساعات «مزاول» انحرافها شمالى غربى، ورغم قلة أمثلتها إلا أنها دقيقة وعددها 6 ساعات، ومن أمثلتها بالقاهرة مزولة مئذنة جامع الناصر محمد، ومئذنة مسجد منجك اليوسفى، ومزولة الجدار الجنوبى لصحن جامع سارية الجبل، ومزولة الواجهة الشمالية الغربية لجامع سيدى عقبة، وهناك مثالان بمساجد الأقاليم هما مزولة الجدار الجنوبى بصحن مسجد همام بفرشوط ومزولة قاعدة مئذنة مسجد ابن بغداد بمحلة مرحوم.\nوهناك الساعات المائلة عن سطح الأفق (المستلقية والمنكسة) وهى غير الموازية لسطح الأفق وغير القائمة عليه وهى الموضوعة بزاوية حادة لتواجه الشمس وأمثلتها واردة فى المخطوطات، لأن نماذجها لم يبق منها أمثلة، وكانت مستخدمة فى العصر المملوكى.\nوقال عجوة إن هناك مقالا فريدا للمهندس يحيى وزيرى، الذى شرفت به مناقشا لى فى رسالتى للدكتوراة والبحث بعنوان تأثير الظواهر الفلكية على تصميم مبانى الحضارة الإسلامية، منشور بمجلة كلية الهندسة جامعة الأزهر، وركز فيه على استعانة المسلمين فى توجيه المساجد الأولى إلى جهة مكة المكرمة حيثٌ القبلة ببعض الظواهر الفلكية، حيث أوضح دكتور يحيى أهمية وجود طريقة لتحديد مواقيت الصلاتين النهاريتين (صلاتى الظهر والعصر بصفة خاصة)، فأدى ذلك لوجود المزاول الشمسية على العديد من واجهات هذه المساجد أو داخل صحونها المكشوفة فى أغلب بلاد العالم الإسلامى.\nوأكد أن علم الفلك أحد أقدم العلوم، فقد بدأ فى الأزمنة القديمة بملاحظات حول حركة الأجرام السماوية فى دورات منتظمة، وخلال التاريخ أفادت دراسة هذه الدورات فى أغراض تطبيقه مثل ضبط الزمن، وتحديد بدايات الفصول، ودقة الملاحة فى البحار وغيرها.

الخبر من المصدر