المحتوى الرئيسى

رؤية أميركية وتحركات روسية.. ليبيا في ميزان القوى الدولية

12/05 21:37

"الكثير من الملفات منها الأزمة الليبية".. هكذا وصف يوري أوشاكوف مستشار الكرملين، الاجتماع الافتراضي المقرر يوم الثلاثاء بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن ونظيره الأميركي جو بايدن.

تقارب أميركي روسي يلوح في الأفق حول الملف الليبي في ظل تباعد وتوتر في العديد من الملفات بين الجانبين أبرزها الأزمة الأوكرانية.

أعطت الإدارة الأميركية خلال الشهور الماضية أولوية خاصة للملف الليبي، كما سعت من خلال مجلس الأمن والحلفاء في أوروبا للدفع نحو تسوية سياسية، والعمل على وقف الدعم المقدم للميليشيات المسلحة التي تُنفذ أجندات خارجية.

في السياق، يقول السياسي الليبي محمد الدوري، إن واشنطن أعطت اهتماما لليبيا خلال الفترة الوجيزة الماضية، فدائمًا ما قامت الرؤية الأميركية في تلك الدولة الأفريقية على استراتيجية "القيادة من الكواليس" بدون التدخل المباشر، وظهر ذلك منذ بداية الأزمة حيث تصدر المشهد حلفاء واشنطن الأوروبيين.

وأكد السياسي الليبي في تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن بعد تدهور الأوضاع في ليبيا وزيادة اللاعبين الدوليين وفشل أوروبا في احتواء الفوضى التي ضربت البلاد على مدار سنوات، كل تلك الأسباب دفعت واشنطن إلى الدخول بشكل مباشر على خط الأزمة.

من جانبه، يقول عبد المنعم اليسير رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام الليبي، المنتهية ولايته، إن واشنطن تسابق الزمن الآن من أجل منع أي تغلغل للنفوذ الروسي في شمال أفريقيا وبالأخص ليبيا.

وأوضح اليسير، في تصريحاته لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الفشل الأوروبي في الملف الليبي، أعطى لموسكو بحسب وجه النظر الأميركية الفرصة لخلق ورقة ضغط ومنطقة نفوذ جديدة في الشرق الأوسط.

منتصف الشهر الماضي، وفي ظل التحضيرات والاجتماعات الدولية من أجل مناقشة عملية الانتخابات الليبية، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، إنه من الضروري توجيه المشاركين في النزاع الليبي للبحث عن تسوية، كما أكد الرئيس الروسي أن تطوير الحوار مع بلدان الشرق الأوسط أولوية مطلقة بالنسبة لروسيا.

تلميحات روسية في ظل التوتر مع الولايات المتحدة في عدد من الملفات، ومطلع الشهر الجاري بحث بوتن في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الوضع في ليبيا، وتم التأكيد على عدم وجود بديل للتسوية السياسية والدبلوماسية برعاية الأمم المتحدة.

كما عبر الطرفان عن دعمهم الكامل من أجل نجاح الانتخابات العامة المقررة في 24 ديسمبر الجاري، التي يجب أن تسهم في استعادة مؤسسات الدولة الليبية ووحدة أراضيها.

في السياق يقول عبد المنعم اليسير، إنه لا يخفي على أحد العلاقة الأميركية الروسية المتأزمة، بخلاف سعى موسكو للسيطرة على رقع جغرافية جديدة لتناور بها واشنطن؛ فما يحدث في أوكرانيا والقرم ليس بمعزل بما يحدث في سوريا وشمال أفريقيا وبالتحديد ليبيا.

من جانبه، أوضح الباحث الليبي محمد الدوري، أن روسيا الآن تتبع سياسة براغماتية تتعاون من خلالها مع الأطراف كافة بغض النظر عن اختلافاتهم وتحاول تجنب أخطائها في الأزمة السورية، والعمل على تحقيق توازن في علاقاتها بين الفاعلين الإقليمين والدوليين المؤثرين في الأزمة الليبية.

تقارب دولي مستمر مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي الليبي، وهنا يضيف اليسير، أن المحادثات المرتقبة بين واشنطن وموسكو لن تفيد ليبيا كثيرًا، لأن تلك المحادثات تصب في المقام الأول حول تفاهمات لضمان مصالح الجانبين داخل ليبيا.

وأكد رئيس لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام الليبي، أن الإيجابية الوحيدة التي يحصُدها الملف الليبي من تلك المحادثات هي الإصرار الدولي والتفاهم حول إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

من جانبه، أكد الباحث الليبي محمد الدوري، أن موسكو تسعى لتجنب النهج التصعيدي للأزمة، حيث إن التصعيد سيتسبب في المزيد من المخاطر، كما أن روسيا مقتنعة بأنها لن تكون الوسيط الوحيد في الأزمة الليبية بدون التوافق مع القوى الدولية الأخرى.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل