المحتوى الرئيسى

«تربانة» و«الشوربجى».. أقدم مساجد العثمانيين فى الإسكندرية .. «دون شعائر» منذ 11 عامًا | المصري اليوم

12/05 18:06

تسبب الخلاف بين وزارتى الأوقاف والآثار منذ 11 سنة فى حرمان رواد المساجد التاريخية بالإسكندرية من الصلاة فى أقدم المساجد العثمانية، أو إقامة الشعائر الدينية، منذ عام 2010، حيث أغلقت المساجد التاريخية أبوابها فى وجوه المصلين بسبب توقف الترميم، ولاسيما مسجدى إبراهيم تربانة ومسجد ووكالة الشوربجى، أول وأقدم مساجد العصر العثمانى، المسجلة فى وزارة السياحة والآثار.

كلاكيت رابع مرة.. تحرير محضر ضد عقار مخالف بحرم مسجد «تربانة» في الإسكندرية

حملة أمنية لإزالة التعديات على «مسجد ووكالة الشوربجي» الأثرية بالإسكندرية

ساحة الصلاة بمسجد البوصيرى

وتتطلب إعادة فتح المسجدين تنفيذ مشروع تطوير وإعادة تأهيل عاجلة، تشمل تركيب الأرضيات والقيشانى والمئذنة والأبواب والنوافذ ومستلزمات الكهرباء والمياه، كما حدث مع مسجد إنجى هانم الأثرى، الذى جرى ترميمه على نفقة الأهالى، تحت إشراف وزارة الأوقاف، بعد الحصول على موافقة اللجنة الدائمة.

مسجد إبراهيم تربانة

وبدأت أزمة المساجد التاريخية فى الإسكندرية عندما توقف مشروع الترميم والتطوير، الذى اعتمدته وزارة الآثار فى عام 2009 بسبب نقص الاعتمادات المالية ولرفض مستأجرى المحال التجارية فى الوكالة التجارية، الملحقة بمسجد الشوربجى، إخلاء محالهم نظرًا لملاصقتها للمسجد، ما يتعذر معه تنفيذ الترميم، وأيضًا مسجد تربانة، الذى رفضت «أوقاف الإسكندرية» تحمل التكلفة مقابل الترميم، كونها الجهة الشاغلة والحائزة والمالكة، وفقًا للمادة 30 من قانون حماية الآثار، رقم 117 لسنة 1983، المُعدَّل بالقانون رقم 91 لسنة 2018، التى نصت على التزام الجهة الشاغلة للمسجدين (وزارة الأوقاف) بتحمل تكلفة الترميم بالكامل، ما رفضته مديرية أوقاف الإسكندرية، باعتبار أن وزارة الآثار هى الجهة المنوط بها الترميم والتطوير والتأهيل وتحمل التكلفة.

مسجد الشوربجى

ويقع مسجد الشوربجى فى الحى التركى بالمنشية، ميدان النصر حاليًا، وهو من أعرق المساجد، وثانى مسجد أُنشئ بالإسكندرية، ويتكون من طابقين، الطابق الأرضى وتشغله مجموعة من المحال شُيدت للإنفاق من ريعها على المسجد، ودورة للمياه، ومحلين يُستخدمان بيتًا للقهوة، والطابق العلوى ثلاث خرجات تحيط بالمسجد، عدا الجهة الجنوبية (القبلة)، وجميعها مسقوفة بالخشب، وفى الطابق العلوى بيت الصلاة، ويعود تاريخ إنشاء المسجد إلى العصر العثمانى، وفقًا للنص التأسيسى، أعلى الباب الرئيسى لبيت الصلاة، فى شهر ربيع الآخر لعام 1171 هجرية- 1758 ميلادية، وبناه مواطن مغربى الأصل، يُدعى الشيخ عبدالباقى الشوربجى، ابن المرحوم محمد الشرنوبى، وتم ضمه من بين 5 مساجد تاريخية فى الإسكندرية، لتكون تابعة لوزارة السياحة والآثار، ومسجلًا ضمن الآثار بالقرار الوزارى رقم 10357 لسنة 1951 ميلادية.

باب مسجد الشوربجى مغلق

ويقع مسجد تربانة فى الحى التركى- شارع فرنسا حاليًا، وشُيد عام 1684، وبناه الحاج إبراهيم تربانة، أحد التجار المغاربة، الذين أقاموا فى الإسكندرية، منذ ثلاثة قرون، إلا أنه مغلق منذ ٨ سنوات تقريبًا، ويُعد معلقًا نظرًا لإقامة الصلاة بالدور العلوى من المسجد، ويصل المصلون إليه عبر سلم خارجى، والدور الأرضى يضم محالًا تجارية، كانت فيما مضى تنفق إيراداتها على صيانة المسجد، وظهر هذا النموذج من المساجد فى مصر أثناء العصر الفاطمى، وشُيدت جميع المساجد القريبة منه مُعلَّقة على غراره.

مسجد أنجا هانم

وينتمى مسجد تربانة من الناحية المعمارية إلى طراز الدلتا لانتشاره فى بعض مدن دلتا مصر فى العصر العثمانى، خاصة فى مدينتى رشيد وفوة، وأهم خصائص هذا التراث تتمثل فى استخدام الطوب المنجور، وهو طوب صغير الحجم ملون بالأسود والأحمر، وكان يُبنى فى أشكال زخرفية هندسية لتُزين به مداخل المساجد والبيوت، أما قاعة الصلاة فى المسجد؛ فهى مستطيلة الشكل، وتبلغ مساحتها 350 مترًا مربعًا، ومسقوفة بالخشب، وتزينه زخارف ملونة، والسقف محمول على أربعة صفوف من العقود المرتكزة على ثمانية أعمدة رخامية، وخُصصت شرفة داخلية ميزانين، ومصلى للسيدات.

مسجد البوصيرى

ويواجه مسجد الشوربجى حالة تمثل خطورة على المصلين، فضلًا عن المحال الملصقة به، التى يرفض أصحابها إخلاءها لتنفيذ ترميم المسجد، ويُعد مسجد تربانة من أهم المساجد الأثرية والتاريخية بالإسكندرية نظرًا لكونه آخر مساجد العثمانيين بالمدينة.

وقال مصدر أثرى بالإسكندرية إن المحافظة تضم 40 موقعًا أثريًا إسلاميًا، منها 5 مساجد تاريخية، هى الشوربجى وتربانة وعلى ربان وإنجى هانم والبوصيرى.

وأضاف المصدر أن الحالة الراهنة للمسجدين تنذر بخطورة شديدة، ما يتطلب سرعة إنهاء الخلاف بين الوزارتين، بشأن تحديد الجهة التى تتحمل تكلفة الترميم، لبدء أعمال التأهيل والترميم، خاصة أنهما مغلقان منذ 11 عامًا، مشددًا على ضرورة بحث الحلول المقترحة لإعادة العمل فى الموقعين دون تأخير نظرًا لمكانة وطبيعة المسجدين الأثرية، لأنهما أقدم وأكبر مسجدين من العصر العثمانى.

وقال الشيخ محمد خشبة، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية: «ليس من المعقول بعد 10 أو 11 عامًا، أن تأتى وزارة الآثار لتطلب تحمل وزارة الأوقاف تكلفة ترميم مسجدى إبراهيم تربانة وعبدالقادر الشوربجى لمجرد كوننا جهة حائزة أو مالكة أو شاغلة، خاصة أنهما مغلقان أمام المصلين منذ ذلك التاريخ».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل