المحتوى الرئيسى

دراسة تكشف عن سر احتفاظ المصرى القديم بالقلب داخل الجسد بعد التحنيط

12/05 17:19

أكدت دراسة أثرية للباحث رضا الشافعي، باحث ماجستير في الآثار المصرية القديمة بعنوان "دور القلب في الفكر المصري القديم"، أن القلب يضم جميع المشاعر بدءً بالرهبة والاحترام ومرورًا بالثقة والحب، وأن الإنسان السعيد يوصف بأنه "سعيد القلب"، والإنسان الحزين يوصف بأنه "حزين القلب"، والإنسان الموثوق به أو الصديق يطلق عليه imi-ib بمعني الذي في القلب.

وفى ضوء ذلك، قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، إن المصري القديم توصل إلى أن القلب له دورًا كبيرًا في مجال الطب والتشريح والعلاج، وهو السبب في كثير من الأمراض، وورد في بردية أبيرس أن مهارة الطبيب ترتبط بمدى معرفته بالأمراض التي تصيب القلب وكيفية علاجها، واستخدم لفظ "حاتي" في هذه البردية للتعبير عن القلب.

وأضاف ريحان لـ«الشروق»، أنه كان هناك اعتقاد بأن كل حركات الجسد يتحكم فيها القلب وأن القلب يتحكم أيضا في الذاكرة، وبسبب الاعتقاد في قدرة القلب على التحكم في أفعال الإنسان كان القلب يترك في الجسد بعد الوفاة وإذا تم انتزاعه من الجسد عن طريق الخطأ يعاد إلى الجسد بمنتهى السرعة.

وأشار إلى أن بردية أبيرس تتضمن جزءً يخص القلب والشرايين مما يشير إلى معرفة الطبيب المصري القديم بهذا العضو الهام، وكان يرى أن أسباب ضعف القلب تحدث نتيجة للوعاء المتسلم الذي يمد القلب بالسائل بينما يري البعض الآخر أنها تحدث نتيجه لجلطة قلبية في الشريان التاجي.

وجاء ببردية أبيرس فقرة 855 لوح 99 من (18-19): "بخصوص ضعف القلب، فإن ذلك بسبب الوعاء المستلم فهو يعطي السائل للقلب".

وأوضح ريحان أن دور القلب فى الأدب المصرى القديم حيث يصف الحكيم بتاح حتب منذ الدولة القديمة حالة الرضا وعدم النفور التي قد يشعر بها القلب حين يكون الابن مطيعًا لأبيه "لا ينفر القلب منه"، كذلك وجدت نصوص تميز بين القلب والعقل "إن كلماتك مريحه إلى قلب، وقلبي يميل إلى استيعابها".

ووصف سنوهي الشيخوخة، قائلا: "عيناي ثقيلتان وتأبى ساقاي العمل لأن القلب متعب"، كما لو كانت الشيخوخة سببها تعب القلب ومرضه والقلب هو مركز الحياة الجسدية والعاطفية.

ولفت ريحان إلى أن القلب يعالج بالنصائح في عصر الدولة الحديثة «تعاليم أمنمؤبي» عندما يثور قلب الإنسان تسافر الكلمات أسرع من الريح والمطر ويعالج القلب بالنصائح في العصر المتأخر «الشجار بين الجسم والرأس» في قصة ترجع إلى الأسرة الثانية والعشرين، وفيها مناظرة بين أجزاء الجسم تدور حول من يفضل منها بقية الأعضاء وكتبها تلميذ قديم.

وتابع أنه تم تصوير القلب على الآثار المصرية القديمة ومنها تصوير التمائم علي شكل قلب ومنها التمائم التي توضع فوق المومياء التي يطلق عليها اسم "تمائم القلب" أو جعران القلب الذي يتدلى من الرقبة بسلك ذهبي وهو يصنع عادة من حجر أخضر صلب في صورة جعران يكتب علي قاعدته الفصل "30 ب" من فصول كتاب الموتى وكان الهدف من وضع هذا الجعران هو إعادة الحياة للقلب مما يدل على رهبة المصري القديم الشديدة لحظة إعادة الحياة إلى القلب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل