المحتوى الرئيسى

داخل قبو تشرشل السري تحت الأرض خلال الحرب العالمية الثانية في لندن

12/05 14:00

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- على بُعد 73 قدماً أسفل حركة المرور والصخب في منطقة بيكاديللي في العاصمة البريطانية لندن، توجد ممرات صامتة، وغرف شديدة العتمة نادراً ما تُرى، وتتم زيارتها، ولكنها لعبت دوراً حيوياً في مسار تاريخ القرن العشرين.

والآن، حانت الفرصة مرة أخرى للتسلل خلف باب محطة مترو أنفاق "داون ستريت" المهجورة، والنزول بمصباح يدوي إلى المخبأ الخاص بالحرب العالمية الثانية، حيث تم تنسيق حملات مثل يوم "دي" (D-Day)، وإخلاء "دونكيرك".

ولجأ رئيس الوزراء البريطاني، ونستون تشرشل، إلى هنا سراً بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من عام 1940، عندما كانت حملة القصف الألمانية المعروفة باسم "The Blitz" في ذروتها، وعمل فريق من 40 موظفاً هنا ليلاً ونهاراً في المجهود الحربي.

ورغم أن غرف حرب تشرشل، التي كانت مركز قيادة حكومي بريطاني طوال الحرب، مفتوحة للجمهور كجزء من متحف الحرب الإمبراطوري، إلا أن الجولات في "داون ستريت"، تُعتبر متعة نادرة.

وحصلت CNN على لمحة من التجربة قبل طرح مجموعة جديدة من جولات لندن المخفية (Hidden London) في متحف النقل بلندن للبيع في 3 ديسمبر/كانون الأول.

وقابلنا المؤرخة والمرشدة، سيدي هولواي، في الطابق الأرضي.

وافتُتحت محطة "داون ستريت" في عام 1907، وخدمت خط بيكاديللي، ولكنها أُغلقت بحلول عام 1932.

وفي قلب منطقة مايفير الثريّة، وعلى بعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من محطة مترو أنفاق "هايد بارك كورنر" حاليًا و"جرين بارك"، كانت "داون ستريت" محطة لم تُستخدم بكثرة.

كما أنها كانت عميقة تحت الأرض، وتتضمن ممرات طويلة أخذتها تحت طريق بيكاديللي المزدحم.

ولكن، شرحت هولواي أنه بعد 7 سنوات من الإهمال، فإن "كل الأشياء التي جعلتها غير قابلة للحياة كمحطة جعلتها مثالية تماماً للمخابئ السرية خلال الحرب العالمية الثانية".

وتم تحويل" داون ستريت" إلى المقر الجديد للجنة التنفيذية للسكك الحديدية (REC) في غضون أيام عندما تم الإعلان عن الحرب في عام 1939.

وعملت REC كوسيط بين مكتب الحرب، وشركات السكك الحديدية البريطانية، وكان لها دور حاسم في حركة القوات، والخيول، والمعدات في المعركة المقبلة.

وعند الهبوط إلى المنصات اليوم، لا يزال من الواضح أن محطة مترو الأنفاق هذه لا مثيل لها.

وعاش الموظفون هنا، كما أنهم عملوا في نوبات وصلت إلى 12 ساعة، وكانوا يصعدون إلى السطح فقط لاستنشاق الهواء في العالم العلوي كل 10 إلى 14 يوماً.

وتُعد الحمامات والمراحيض المتسخة ما تبقى من مرافق الحمامات، بينما يحجب السخام ورق الحائط المزخرف في أماكن النوم التنفيذية.

ومع ذلك، تمتع المكان بالترف بطريقةٍ ما.

وهنا، كان من الممكن الاستمتاع بطعام أكثر جودة مقارنةً بالمدنيين فوق الأرض.

وكانت "REC" الشركة ذاتها التي تقف وراء العديد من فنادق السكك الحديدية الكبرى في بريطانيا، وتمكن الموظفون هنا من تناول الطعام بأدوات المائدة الكريستالية، والاغتسال في أحواض "Royal Doulton".

وكانت غرف الحرب، التي كانت على بُعد ميل تقريباً من "داون ستريت" على الجانب الآخر من قصر "باكنغهام"، تحت الأرض، ولكنها لم تكن مقاوِمة للقنابل. وقالت هولواي: "إذا تلقوا ضربة مباشِرة، فسيتم محو كل شخص هناك"، ثم أضافت: "بحلول نوفمبر/تشرين الثاني من 1940، بدأ الأشخاص يخافون على حياة ونستون تشرشل".

وأقنع رئيس مرفق "داون ستريت" وشقيق عضو البرلمان البريطاني جوشيا ويدجوود، رالف ويدجوود، تشرشل بالذهاب إلى "داون ستريت" لأنه "قريب جداً من مقر السلطة"، بحسب ما ذكرته هولواي.

وتمتع المكان بكونه مريحاً للغاية، إلى جانب خصوصيته، كما أنه كان مجهزاً بشكل جيّد بمشروب البراندي والسيجار، وأشياء من هذا القبيل.

ومكث تشرشل طوال الليل هنا 5 مرات على الأقل في شتاء عام 1940 بعد التسلل إلى الطابق الأرضي، وتم إخفاء وجوده عن غالبية موظفي "داون ستريت".

ورغم أنه نام في سرير تخييم متواضع في غرفة الطعام التنفيذية، إلا أنه استطاع أن يعيش حياةً جيّدة على الأقل.

وفي مذكراته، ذكر الموظف المدني، جون كولفيل، أنهم تناولوا الكافيار، ومشروب شامبانيا "بيرييه جويت"، ومشروب براندي من عام 1865 في "داون ستريت".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل