المحتوى الرئيسى

بعد استقبال الطيب له.. رئيس المجلس البابوي: الأزهر أحد أهم المنابر الإسلامية والثقافية

12/05 07:58

استقبل الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهرf='/tags/43290-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81'>الأزهر الشريف، الكاردينال ميجيل أنجيل أيوسو رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والمطران نيكولاس هنري سفير الفاتيكان بالقاهرة، وذلك اليوم السبت بمشيخة الأزهر بحضور عدد من علماء وقيادات الأزهر الشريف.

وقال الطيب إن علاقة الأزهر والفاتيكان تظل نموذجاً فعالاً وحقيقياً لنشر التسامح والسلام ومكافحة التطرف والكراهية والحروب والصراعات، وإن طريق السلام والحوار طريق شاق وصعب لكن السير فيه وبذل الجهود واجب على الجميع، فلن يستقر العالم باقتصاد السلاح الذي يقوم على إشعال الفتن والحروب وإزهاق الأروح وإنما العالم بحاجة ملحة إلى قيم الإخاء والتعايش السلمي واحترام الآخر.

وأكد شيخ الأزهر، أن قادة وعلماء الأديان عليهم واجب ديني ومجتمعي اليوم لمواجهة الظواهر السلبية وخصوصا ما يتعلق بالجوانب الأخلاقية، فالعالم أمام اختبار حقيقي وينبغي أن يكون الجميع واعيًا ومدركًا لخطورة الظواهر التي تتعارض مع ما جاءت به الأديان من تعاليم تحفظ آدمية الإنسان وتكريم الله له، مشيرًا إلى أن الأزهر سيبني على ما مضى مع الفاتيكان لاتخاذ خطوات وإجراءات مكثفة لتنفيذ بنود وثيقة الأخوة الإنسانية التي شملت مختلف القضايا وطرحت حلولًا من منطلق ديني للمشكلات التي يواجهها العالم اليوم.

من جانبه، أعرب رئيس المجلس البابوي، عن تقديره للجهود المشتركة التي يقودها الإمام الطيب والبابا فرنسيس في إرساء دعائم السلام والاستقرار، وأن لقاءات الإمام والبابا تبعث برسائل مودة وسلام لأتباع الأديان على مستوى العالم، وستعمل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية التي ينتمي إليها كعضو ورئيس للجلسات للدوره الحالية خلال الفترة المقبلة على رفع مستوى التوعية بوثيقة الأخوة الإنسانية وتفعيل بنودها مع فتح آفاق جديدة للتعاون مع المؤسسات والمسؤولين لتبني بنود الوثيقة وتوصيلها إلى الشباب، مشيرًا إلى أن الأزهر لديه خبرة ودور فعال مع الفاتيكان في إرساء قيم التسامح والحوار، ويعد بيت العائلة المصرية نموذجًا فريدًا داخل مصر للتعايش بين المسلمين والمسيحيين.

وأشار رئيس المجلس البابوي، إلى أن البابا فرنسيس يؤكد دائما أن المعرفة سلاح الشعوب للتعارف والتقارب من أجل السلام، والتواصل بين الشعوب أمر في غاية الأهمية خصوصًا في ظل ما يشهده العالم من تناحر واضطرابات جعلت الشعوب تتوق إلى السلام والاستقرار، مشيرًا إلى أن جهود الحوار لم تتوقف رغم تداعيات جائحة كورونا، وستظل متواصلة بشكل مشترك بين الأزهر والفاتيكان من أجل عالم تسوده المودة والمحبة والاستقرار.

وفي سياق متصل، استقبل الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، الكاردينال ميجيل أنجيل أيوسو، رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان، وأعرب عن ترحيبه له في رحاب جامعة الأزهر.

وأكد الدكتور محمد المحرصاوي، خلال اللقاء، أن الأزهر اتخذ خطوات عملية لترسيخ ثقافة الحوار بين أتباع الأديان، بدءًا من إنشاء بيت العائلة المصرية برئاسة مشتركة بين فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس بابا الكنيسة الأرثوذوكسية، تلاها انفتاح الأزهر على المؤسسات الدينية المسيحية في أوروبا وعقد شراكة مع مجلس الكنائس العالمي وكنيسة كانتربري في بريطانيا والتي انبثق عنها إقامة منتدى شباب صناع السلام في جامعة كامبريدج عام 2018م بين شباب الشرق والغرب؛ لترسيخ أسس الحوار والتسامح وصناعة سفراء للسلام والتعايش المشترك.

وأضاف رئيس جامعة الأزهر، أن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين فضيلة الإمام الأكبر وقداسة البابا فرنسيس عام 2019م؛ جاء تتويجا للجهود التي بذلت بين الأزهر والفاتيكان على مدار عام كامل، وكان توقيع الوثيقة بداية لمشوار طويل في ترسيخ أسس الحوار والتعايش، أعقبها تشكيل اللجنة العليا للأخوة الإنسانية التي تولت تنفيذ بنود الوثيقة على أرض الواقع.

ونوه إلى أن اللجنة ضمت شخصيات دينية وثقافية ممثلة لمختلف المجتمعات العرقية والعلمية والدينية والثقافية، وتبنت مجموعة من المشروعات والمبادرات للتعريف بالوثيقة من خلال إدراجها في المناهج التعليمية في عدد من الدول، إضافة إلى اعتماد الأمم المتحدة للرابع من فبراير ذكرى توقيع الوثيقة- يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، ودعوة الدول الأعضاء للقيام بفعاليات وأنشطة لترسيخ قيم الوثيقة في هذا اليوم.

وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن البعض من ضعاف النفوس حاول تشويه هذا الحدث التاريخي بدعوى أن هذه الوثيقة جاءت لتوحيد الأديان ومزجها في بوتقة دين واحد يتلاشى فيه هوية كل دين، وتضيع فيه شخصية كل عقيدة.

وشدد على أن هذا الكلام فيه ما لا يخفى من الكذب والخداع والتضليل، حيث نصت الوثيقة على احترام خصوصية كل دين وحرية الاعتقاد، وضمان حماية المواقع الدينية الخاصة بكل دين، وشددت على ضرورة حماية كل أتباع الديانات وضمان ممارستهم لشعائرهم الدينية.

وأوضح أن الأصوات التي انتفضت للتشكيك في الوثيقة عن عمد أو غير عمد؛ لم تدرك ما يمر به عالمنا اليوم من اضطهاد وصراعات وفتن تحتاج من المؤسسات الدينية والثقافية أن تتحد لتقديم المثل والقدوة ورسم الطريق لأتباع الديانات للسير معًا لما فيه خير الإنسانية جمعاء.

رئيس المجلس البابوي في مرصد الأزهر

كما استقبل مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، اليوم ، الكاردينال ميجيل أنجيل أيوسو، رئيس المركز البابوي لحوار الأديان بالفاتيكان وعضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والمطران نيكولاس هنري، سفير الفاتيكان بالقاهرة؛ لمعرفة جهود المرصد المبذولة في مواجهة الأفكار المتطرفة ومظاهر الكراهية والتمييز التي دبَّت في أواصر العديد من المجتمعات خلال الآونة الأخيرة.

وخلال الجولة، استعرض مشرفو مرصد الأزهر آلية عمل المرصد الذي يضم 13 وحدة باللغة العربية واللغات الأجنبية، من خلال شرح مفصَّل للمهام التي يؤديها الباحثون في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتفنيد الشبهات التي تبثُّها التنظيمات الإرهابية، ورصد تحركاتها وتداعيات على أمن الدول المستهدفة، إضافة إلى الحملات التوعوية التي ينظمها المرصد لتوعية الشباب بمخاطر الأفكار المتطرفة.

كما عرض مشرفو الوحدات أحدث إصدارات المرصد التي تناولت عددًا من القضايا، مثل: التطرف، واللاجئين، وخطاب الكراهية، إلى جانب التوصيات التي توصل إليها باحثو المرصد لحل إشكالات يعاني منها عدد من الدول الأوروبية، وفي مقدمتها: أزمة العائدين من تنظيم "داعش" الإرهابي. إلى جانب الترجمات التي نشرها المرصد مؤخرًا، ومن بينها: ترجمة وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في الرابع من فبراير عام ٢٠١٩م.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل