المحتوى الرئيسى

هاني شاكر «حارس الغناء الأمين» يتحدى طوفان «المهرجانات»

12/03 21:10

هو حارس الغناء الأمين، وأحد أعمدة الموسيقى المصرية والعربية على مدار نصف قرن، لهذا لم يكن غريبًا أن يتقلد أمير الغناء هانى شاكر منصب نقيب الموسيقيين، ليكون خير خلف لعمالقة كبار شرفوا هذا المنصب بأسمائهم، مثل كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

جلس هانى شاكر على مقعد النقيب فى زمن تعصف فيه أمواج الإسفاف وانحدار الذوق العام بسفينة الأغنية المصرية، على مرأى ومسمع من أبناء المهنة والمبدعين الذين التزموا الصمت لسنوات أمام الحناجر الخارجة على قانون الفن والذوق والطرب، أسنة رماح انطلقت نحو عقول المراهقين والأطفال، تُطبع الرداءة فى وعيهم فيعتبرون الصخب فنًا، والابتذال حرية، والنشاز نغمًا وتجديدًا.

خاض هانى شاكر منذ توليه مسئولية نقابة الموسيقيين عام 2015 معارك طاحنة لإنقاذ الوعى، واحترام سيادة القانون، فاتهمه البعض بمحاربة التجارب الشابة ورفض التطور، إلى أن دمرت تلك الظواهر مابقى من كرامة الأغنية المصرية.

فى بداية رحلته مع نقابة الموسيقيين وقف هانى شاكر بالمرصاد للحفلات التى لم تلتزم بقوانين الأداء العلنى والغناء فى الحفلات، وتصدى لما سمى وقتها بحفلات «عبدة الشيطان» والتى كانت تشهد العديد من السلوكيات الخارجة عن الآداب العامة من المغنين والجمهور.

الهجوم العنيف الذى شنه الكثيرون على نقيب الموسيقيين وقتها دفعه لتقديم استقالته، إلا أن رفض أعضاء النقابة دفعه للتراجع واستكمال مهمته.

كان هانى شاكر أول من فتح ملف الارتقاء بالذوق العام وخطورة تأثير المهرجانات دون أن يلتفت الكثيرون، ودخل معركة طويلة لمنح النقابة حق الضبطية القضائية، وهو ما حدث بالفعل لمواجهة الحفلات المخالفة لقانون نقابة المهن الموسيقية.

استمرت معارك هانى شاكر فى نقابة الموسيقيين، فدخل منذ عامين معركته الأكبر مع اغانى المهرجانات التى احتوت على ألفاظ خارجة، وطالب مطربيها بالالتزام بقانون النقابة والخضوع لاختبارات الأداء من أجل منحهم تصاريح الغناء فى الحفلات.

ليس هذا فقط بل إنه قرر أن يمنح مؤدى المهرجانات تصريح «دى جي» لمزاولة المهنة بشكل قانونى، إلا أن كثيرا من الأصوات لم تلتزم ولم تتجاوز الاختبارات، حتى استمرت المعركة بين النقيب ومؤدى المهرجانات متبادلة فى وسائل الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعى، إلى أن وصلت لقيام حمو بيكا بتهديد نقيب الموسيقيين أمام مقر النقابة.

المعركة الأكثر سخونة فى مشوار هانى شاكر مع النقابة كانت منذ عدة أشهر عندما قرر شطب «حسن شاكوش» بسبب وقوفه على خشبة المسرح وتلفظه بكلمات خارجة يعاقب عليها القانون فى حق زميله رضا البحراوي، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعا.

فى نفس الوقت فتح هانى شاكر أبواب النقابة لعدد من الأصوات كى تؤدى اختبارات الأداء، ورسب أغلبهم فى اختبارات أمام لجان من كبار الموسيقيين على رأسهم هانى شنودة ومحمد ضياء، ليصل هانى شاكر إلى معركته الأخيرة التى شهدت إيقاف 18 مؤديا من مؤدى المهرجانات.

يقف هانى شاكر الآن فى الصفوف الأولى لمعركة استعادة الذوق العام، ليست القصة فرض لون غنائى معين على المستمع، والدليل أن نقيب الموسيقيين نفسه كان أول من رحب بوجود مطربى الراب، مثل ويجز وشاهين ومروان بابلو وغيرهم.

 سألت نقيب الموسيقيين: البعض يرى أنك منحاز لأغانى الراب دون غيرها.. لماذا؟

ــ فسر هانى شاكر موقفه قائلا: أغانى الراب ومقدموها يملكون مشروعا فنيا حقيقيا، قد تختلف مع اللون الموسيقى، قد لا يطربك بالطبع، ولكن هناك فكرة وراء ما يقدم وكلمات تعبر عن أفكار جيل، الفيصل أن هؤلاء لا يقدمون ابتذالا أو كلمات تخالف القانون وقد حصل مؤدو الراب على عضوية النقابة وتم تخصيص شعبة لهم، وهذا يؤكد على قدرة النقابة على استيعاب التجارب الجديدة واحتوائها والاعتراف بها.

 هل الأزمة مع «المهرجانات» تتعلق بالقانون وليس اللون الموسيقى ؟

ــ بالطبع الأزمة قانونية قبل كل شيء، هناك مخالفات واضحة للقانون، بداية من تقديم كلمات خارجة وصولا إلى التصريحات المسيئة للوطن وثقافته وفنه، الوضع بالنسبة لمؤدى الراب مختلف كما قلت لأنهم لم يخالفوا القانون فيما يقدمونه، الموسيقى بمعناها المجرد لا يوجد بها شيء قانونى أو غير قانونى لأنها موسيقى تخاطب الحس والروح، ولكن الفيصل فى الكلمات التى يتم ترديدها.

 هل موقف النقابة نهائى مع كل مؤدى «المهرجانات»؟

ــ موقف النقابة ليس نهائيا ولا يعبر عن رفض مطلق لمؤدى المهرجانات، فهناك شروط واضحة يجب توافرها فيمن يحصل على عضوية النقابة أو تصريح عمل لمزاولة المهنة، فشروط عضوية النقابة واضحة، أهمها أن يكون المتقدم مؤديا للخدمة العسكرية، وأن تكون صحيفته الجنائية بلا سوابق، وأن يجيد القراءة والكتابة، إلى آخره من شروط قانونية، لا تتعلق بفكرة الذوق الموسيقى، ثم يأتى بعدها اختبارات النقابة، من سيغنى ويقف على المسرح يجب أن يمتلك الحد الأدنى من القدرة على الأداء، وسبق وقلت الإيقاف لايعنى منعهم من الغناء تماما، لديهم اليوتيوب والمنصات، ولكن سلطة النقابة تقتصر على تنظيم فكرة من يقف على المسرح ويغنى فى حفل على أرض مصر، ولهذا قلنا إن باب النقابة مفتوح للاختبارات أمام أى شخص، ومن يتقدم ويغنى ويجتاز الاختبارات أهلا به، ومن حقه مزاولة المهنة سواء غنى مهرجان أو غنى لونا موسيقيا آخر طالما لا يقدم كلمات تخالف القانون.

 سؤال فرض نفسه خلال الفترة الماضية حول مطاردة النقابة لمطربى المهرجانات على يوتيوب ومخاطبته لمنع أغانيهم.. هل ستتواصل النقابة فعلا مع يوتيوب لايقاف أغانى المهرجانات ؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل