إمير كوستوريتسا: «البساطة» مصطلح فلسفي يستخدم بالسينما لتقليل الميزانية

كشف المخرج الصربي إمير كوستوريتسا، رئيس لجنة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي، عن الكثير من الجوانب في شخصيته منها المرح والتأثر الشديد بالعاطفة وفلسفته الخاصة عن السينما والحياة، وذلك في حوار مفتوح خلال محاضرته بمهرجان القاهرة السينمائي ضمن "أيام القاهرة لصناعة السينما"، التي تقام ضمن فعاليات الدورة الـ43 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي أدارتها الصحفية الصربية دوبرافكا لاكيتش. 

تحدث إمير كوستوريتسا، عن بداية التحاقة بالسينما وسر اهتمام والدته بتنمية الجانب الفني والابداعي له وقال:" لم أكن تلميذ جيد وكنت طفل سئ جدا وكان هناك دائما من يتخذ قرارات عني في حياتي ليبعدني عن "حياه الشوارع" ولا اعرف ماذا كان سيكون مصيري لولا امي التي ابعدتني عن هذه الحياه بالفنون". 

وأضاف: "ثم بعد ذلك كان هناك علاقة قوية بين والدي وصانع أفلام حركة فرنسي، ومن هنا بدأت مشاركتي بالسينما في دور صغير كنت أشعر بخوف شديد وأنا أنطق جملتي الوحيدة بصوتي مباشرة، وكانت هناك رعشة في صوتي  تعكس الخوف بداخلي.  

وعن أول عمل سينمائي قام به، قال: "كنت طالبا في براغ، في نهاية السنة الأولى وصنعت حينها فيلما سخيفا للغاية وقالوا لي تبدو عنيد لكن لم نلحظ فيك الموهبة لكني لحظي الجيد نجحت، وبعدها بدأت أطور وأخرج أعمالي بمفرادتى الخاصة".  

واستكمل: صناعة الفيلم تجمع عددا من الفنون كلما تقدمنا في الزمان ظهرت أمور جديدة كما نرى في أفلام فيلليني وكورسنتي. وعندما سئل حول تقديمه فيلما عن ماردونا وليس بيكهام، إن الأول حطم حياته، وهذه هي الفلسفة التي يتبعها في أعماله التي يتعاطف فيها مع من هم علي الهامش، والذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة. وقال انه كان يحاول ان يقدم اشياء ليشعر بها الناس وتعامل مع وسائط متعدده ولذلك مقتنع أن الافلام فن ابعد في عمقه عن الفنون الاخرى. 

وعن حياته كموسيقي قال: "طوال ٢٥ سنه لموسيقى جزء أصيل مني وفي الفيلم الاول كنت استخدم الموسيقى كاداه والفيلم الثاني كنت استخدمها للتعبير عن الشخصيات في الثالث تاثرت بموسيقى الجيبسي والفيلم الرابع كان في امريكا واستخدمت موسيقى الاندرجراوند التي تعبر عن حالة هذه الطبقه والسينما بالنسبة لي هي الموسيقى واستخدمتها لالهامي وليس لتوضيح الفيلم انها مثل نبضات قلبك، ولكنها يمكن ان تضعك في مازق اذا لم تتماشى معك فلا يجب ان يكون الايقاع اسرع او ابطأ وببساطة تستطيع الموسيقى ان تفضح وتكشف المخرج الضعيف بينما تبرز اعمال المخرج المميز". 

وعن مصطلح لبساطة في السينما قال :"الفيلم البسيط أصعب من اي شيء وهو مصطلح فلسفي ويعني انه سيمر بمراحل اكثر تعقيدا ومع انتهاء هذه الالفيه اصبحت البساطه تعني الافلام ذات الميزانيه القليلة والتي لا تعتمد على مبالغ كبيرة وهو مصطلح روج له المنتجين ولكنه لا يمت بصله لمفهوم البساطة في العمل السينمائي". 

وبسؤاله عن إمكانية تعامله مع المنصات التي انتشرت حاليا بصورة كبيرة، قال كوتسوريتسا:" هذه المنصات تمثل تهديد حقيقي على السينما واعتقد ان الوضع سيكون اسوأ خلال ٥ سنوات لان ايقاع الحياة السريع جعل الجمهور أكثر كسلا كما ان تكلفة الذهاب لقاعات العرض أكبر من اشتراكات المنصات هذامن الناحيه المالية، ناهيك عن متعة التحكم في الفيلم ومشاهده جزء او اعاجة جزء او تخطي جزء فهي ميزه كبيره للجمهور، ولكن وجة نظري الخاصة أن هذه المنصات جزء من عملية اعاده بناءً وهيكلة العالم واعداده فلن نكون احرار للذهاب للسينما في اي وقت ولذلك هذه المنصات العملاقه ستكون بديل لشركات عملاقة مثل ديزني وبارامونت حتى تموت السينما وهذا هو الخطر الذي نعيشه اليوم انه وقت عصيب وساكون سعيد اذا تم عمل فيلم وثائقي عني لهذه المنصات ولكن فيلمي القادم لن يكون لهذه المنصات ابدا لانها لها علاقات سياسيه وايدلوجيه بعيده عن فنون السينما والحريه ولكن لن اذهب لها لانني اهتم بالسينما واعشقها وولائي لها."  

وعن تجربته السينمائية كممثل امام جوليت بونوش قال:"سعدت بالتواجد معها ولكن يجب ان اكون صادق انا لست ممثل بارع في السينما ولكنني ممثل بارع في الحياة الحقيقية فقد مثلت كثيرا من اجل الحصول على المال لمشاريعي ". 

اما امكانية تقديمه فيلم عن حياة لاعب الكرة محمد صلاح بعد وصوله للعالمية قال ضاحكًا:" محمد صلاح ليس مخمور ولا عنده مشاكل لكن اصنع فيلم عنه فهو دائما بصحة جيده واحسن حال ".