المحتوى الرئيسى

آمال عثمان تكتب: ومن المجاملات ما قتل

12/03 21:10

إذا دخلت المجاملات من الباب.. هرب النجاح من الشباك.. وخسر أصحابه الرهان.. وذهبت مجهوداتهم أدراج الرياح.

هكذا دخلت المجاملات مهرجان القاهرة السينمائى الثالث والأربعين من أوسع الأبواب، بداية من مذيعة حفل الافتتاح، وصولاً إلى الذين زاحموا الخطى فوق السجادة الحمراء، وتسببوا فى حالة من الهرج والمرج أمام البوابات، وتكدس طوابير السيارات بداخل أسوار الأوبرا لأكثر من ساعة، مما دفع بعض النجوم والنجمات لترك سيارتهم والإسراع للحاق بالموعد المحدد لإغلاق الأبواب!!.

لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما كانت الطامة الكبرى إلغاء عرض فيلم الافتتاح، وتلك هى المرة الأولى التى أشهد فيها مهرجاناً سينمائياً يلغى فيلم حفل الافتتاح، وقد ترددتْ أسباب ومبررات عديدة فى الكواليس، وتلميحات بوجود أسباب رقابية أدت إلى الاكتفاء بعرض واحد للفيلم صباح اليوم الثانى للمهرجان، وسواء كان السبب رقابياً، أو كان السبب فقرات الحفل الطويلة وغير المبررة، والتى ليس لها علاقة أصلاً بالسينما، أو لارتباط بعض الفنانين بحفل عشاء مع الرعاة بعد الحفل، أو لمشاكل تقنية فى نسخة الفيلم، مثلما حدث مع 3 أفلام أخرى ألغيت حفلات عرضها، فقد انفرد مهرجان القاهرة باستثناء فريد بين سائر مهرجانات السينما، وهو افتتاح مهرجان سينمائى بلا فيلم سينمائي!!.

وأتوقف هنا أمام خالد الصاوى - الذى يكرر نفسه للعام التالى فى المهرجان- وأتساءل عن «الدويتو» غير المبرر الذى قدمه مع الكوميديان «على ربيع» القادم من مسرح مصر، وليس له علاقة بالفن السابع من بعيد أو قريب، هل هذا نوع من الإفلاس الفني، أم تقليل من قيمة مهرجان سينمائى دولي، وحدث ثقافى يحمل اسم مصر، ويستضيف نجوم سينما عالميين، لم يأتوا لمصر لكى يشاهدوا «على ربيع» فى فقرة استظراف كوميدية على خشبة المسرح، تنتهى بصور «سيلفى» مع يسرا وليلى علوى وإلهام شاهين!؟.

ولن أتحدث عن السر وراء اختيار مذيعة الحفل منى عبد الوهاب، لتقديم هذا الحدث السينمائى الكبير، ولن أتكلم عن أدائها وإيقاعها، أو اسم عضوة لجنة التحكيم الذى سقط منها سهواً، وإنما أتساءل لماذا لم يتجنب محمد حفظى رئيس المهرجان شبهة المجاملة فى هذا الاختيار، خاصة أن الجميع يعلم العلاقة القوية والشراكة التى تربطه بها، باعتبارها تمتلك شركة إنتاج، وشاركت معه هى و»معتز مسعود» فى إنتاج فيلم «أميرة» لصديقهم المخرج محمد دياب. 

ورغم أن إدارة المهرجان لم تنجح فى استضافة عدد من النجوم العالميين هذا العام، إلا أن تكريم المخرج الصربى «إيمير كوستاريتسا»، ورئاسته للجنة تحكيم المسابقة الدولية للمهرجان يعد إنجازاً كبيراً يحسب للمهرجان، فهو أحد صناع الأفلام الذين تحصد أعمالهم جوائز من أكبر وأهم المهرجانات الدولية، منها فيلم «Underground»، الحاصل على السعفة الذهبية فى مهرجان كان السينمائي، لكنه لم يعرض فى مصر، لذلك أصيب المشاهدون بالدهشة حين خرجت فرقة موسيقية بالساكسفون والدرامز، تستقبل المخرج على المسرح، ولم يدركوا أنه مشهد من الفيلم، ولا أعرف لماذا لم يعرض المشهد الأصلى على الشاشة حتى يعى المتفرج

السبب فى هذا الاستقبال الموسيقى الغريب الذى لم يحظ به سينمائياً من قبل!؟

على الجانب الآخر  يحسب لأندرو محسن المدير الفنى للمهرجان، اختياراته لمجموعة متميزة فكرياً وبصرياً من الأفلام فى أقسام المهرجان المختلفة، من بينها فيلم «بيت جوتشي» للمخرج القدير ريدلى سكوت، وفيلم «ملك العالم كله» للمخرج المبدع كارلوس ساورا، وفيلم «المسابقة الرسمية» إخراج جاستون دوبرات وماريانو كوهن، وبطولة النجوم «بنلوبى كروز» و»أنطونيو بانديراس»، و»أوسكار مارتينيز».

 بنلوبى كروز وأنطونيو بانديراس وأوسكار مارتينيز فى فيلم «مسابقة رسمية».

وفيلم «المسابقة الرسمية» يتناول فى إطار كوميدى ساخر قضايا فلسفية عميقة عن الحياة والنفس الإنسانية وتناقضاتها

ويجسد كواليس إعداد وصناعة فيلم سينمائي، ينتجه رجل أعمال ثرى يريد أن يخلد اسمه، من خلال فيلم عظيم ينفق عليه بسخاء، لذا يشترى حق استغلال قصة بعنوان «التنافس» حاصلة على جائزة عالمية

ويختار مخرجة ذات شهرة كبيرة، لتحولها إلى فيلم سينمائي، ويقع اختيار المخرجة على أستاذ تمثيل أكاديمى ليشارك الثرى بطولة الفيلم

ومن خلال صدام وصراع رجلين متناقضين قادمين من عالمين مختلفين، يجمع بينهما تضخم الذات والغرور، يكشف لنا الفيلم عن عالم مهنة التمثيل بين الواقع والحقيقة، بأسلوب لا يخلو من المرح والكوميديا، وذلك من خلال حبكة درامية قوية، وأداء عبقرى ممتع للنجوم الثلاثة.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل