المحتوى الرئيسى

د. أحمد عمر هاشم :الرئيس السيسى يقدر الأئمة والعلماء دائما وسعدت بتكريمه لى

12/03 10:09

«الرئيس السيسى يقدر الأئمة وعلماء الدين دائما، ويقدم لهم الأوسمة والتكريم، وسعدت بتكريمه لى خلال احتفالية وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف، والرئيس لم يكتف بتحيتى،  بل دفعه تواضعه وأدبه العالى وذوقه الرفيع وحبه للعلماء والعلم أن يأتى لى فى مكانى وأنا جالس، ليقدم لى التكريم والتهنئة والتحية»، بهذه الكلمات استهل الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف حواره معنا، قائلا: أتعشم وأتفاءل خيرا أن الله سيفتح عليه وسينصره نصرا عزيزا مقتدرا فى ميادين الكفاح والنضال من أجل رفعة مصر والوطن العربى والإسلامى،  لأن له مصداقية فى قلوبنا ونبادله حبا بحب.. ووفاء بوفاء.. وإخلاصا بإخلاص.

مؤكدا أن بناء الجمهورية الجديدة يستلزم زيادة الوعى عند المواطنين، وتوعيتهم بالمخاطر التى يحيكها أعداء الأمة لزعزعة أمن واستقرار بلادنا والنيل من سماحة الدين الحنيف.

وأشار إلى أن ذلك لن يكون إلا من خلال دعاة ملمين بمشكلاة المجتمع الذى يعيشون فيه، ولديهم ثقافة وفكر، وقدرة على استنباط الأحكام من الكتاب والسنة النبوية المشرفة، لافتا إلى أن المجتمع أصبح فى حاجة ماسة إلى تكاتف جميع مؤسساته، ولكن قبل ذلك ضرورة تهيئة الفرصة لاختيار الداعية المستنير، لتفويت الفرصة على أعداء الوطن.

وأضاف أن الأزهر يرحب بالنقد البناء، ويرفض النقد الهدام الذى توجهه بعض الفضائيات المغرضة التى تحاول النيل من مؤسسة الأزهر الشريف، التى وصفها بمعقل الوسطية ومنارة التسامح، التى لولاها لضاعت المنهجية واللغة من مصر.

 بداية سألناه عن المقومات التى يجب أن تتوافر فى القائمين على الخطاب الديني؟

فأجاب: رسالة الداعية فى الدعوة إلى الله سامية، فلابد أن تتوافر مواصفات خاصة فى القائمين على الخطاب الدينى انطلاقا من عمله الذى ينبغى أن يقوم على كتاب الله وسنة النبى صلى الله عليه وسلم مرورا بالثقافة والفكر والإلمام بمشكلات المجتمع الذى يعيش فيه، وأن يتأسى بالنبى الكريم فى حل المشكلات المجتمعية الطارئة انطلاقا من الكلمة الطيبة التى توحد ولا تفرق، ونحن اليوم فى حاجة ملحة لبناء حضارتنا الحديثة، لنشارك بها المجتمع العالمى فى إطار التقدم العلمى والاقتصادى والثقافى والإجتماعى بما يتجلى لتنمية الوعى فى أذهان الناس بتفسير القرآن والأحاديث بالشكل العصرى الذى يلائم حال المجتمع بكيفية تطبيقه للقضايا الاجتماعية وما تواجهه من تحديات كبيرة.

 وكيف ترى دور المثقفين والمفكرين فى إعداد البسطاء للوعى والقضاء على التطرف؟

دور المفكر والمثقف فى ظل الظروف الحالكة التى يعيشها المجتمع المسلم مهم للغاية بل الواجب يحتم على كل المؤسسات أن تتكاتف لمواجهة الخطر الذى بات يهدد أمن واستقرار أوطاننا وما يحيكه لنا أعداء الإسلام من مؤامرات للقضاء على شعوبنا ومن ثم الدين الإسلامى،  ولكن قبل ذلك علينا تهيئة الفرصة لاختيار الداعية الإسلامى المستنير المدرك لأمور عصره، وعلى وسائل الإعلام أن تفسح المجال لعرض مزيد من البرامج الدينية واختيار العناصر المناسبة لها، التى تتمكن من عرض الإسلام بصورته الصحيحة، لكى يكونوا قدوة حسنة لغيرهم، فلا يجب عليها الاقتصار على أهل الثقة، وإنما يجب إعطاء الفرصة لأهل الخبرة من العلماء ليكون لهم دور على الساحة بذلك يمكن القضاء على كل ألوان التطرف.

 من وجهة نظرك هل التطرف فى الدين فقط؟

كل ما يخالف الاستقامة يعد تطرفا، لأن التطرف الدينى ينشأ من التطرف الاجتماعى الذى تتعدد أسبابه وتختلف من شخص لآخر بحسب الظلم الذى وقع عليه أو ما واجهه من مشاكل إجتماعية فى بيئته أو عمله، الأمر الذى يسهم فى انشقاقه عن المجتمع الذى يعيش فيه وصولا لحقده عليه وتطرفه.

إذا التطرف ليس دينيا فقط، وإنما توجد أنواع كثيرة منه يجب علاجها مع بعضها البعض لأن الدين لا ينفصل عن المجتمع والعادات، والتقاليد التى نعيش فيها.

 هل قضية إصلاح التعليم أخطر أم الأمية الدينية؟

الأمية الدينية أخطر من الأمية العلمية، لأن الأمية بالدين جهل بالعقيدة، وعدم معرفة بالحلال والحرام، فالجاهل بأمور دينه يريد البحث عن ثغرة تمكنه من الاستسهال فى الحصول على قوت يومه بالسرقة عند الجوع استنادا لرأى شيخ ما أو إسقاطا على ما حدث مع سيدنا عمر بن الخطاب، وبالتالى ينعكس الأمر على الجهاد الحق فى نظر الجاهل بأمور دينه بارتداء حزام ناسف ليموت شهيدا بتفجير العامة، كما أن إصلاح التعليم يعد قضية خطيرة للغاية لا تقل فى أهميتها عن الأمية الدينية، فالأمية التعليمية والدينية وجهان لعملة واحدة فقضية إصلاح التعليم لا تقل أهمية عن تجديد الخطاب الدينى حتى يمكن أن يكون الفرد عارفا بأمور دينه واعيا بالحلال والحرام.

 يذهب الكثير إلى ضرورة تنقية كتب التراث والقيام بنهضة علمية على غرار ما فعله عمر بن عبد العزيز، فهل لدينا من العلماء والدعاة المؤهلين لتنقية التراث من الإسرائيليات والمدسوسات؟

نعم أولا فى كليات أصول الدين وأقسام التفسير والحديث قامت نهضة كبيرة جدا تولى قيادتها بعض العلماء الأكفاء من الشيوخ الأجلاء منهم فضيلة الشيخ احمد الكومى رئيس قسم التفسير والدكتور موسى لاشين رئيس قسم الحديث وتوليت القسم بعد الشيخ موسى لاشين حيث تم فى هذه الفترة تنقية كتب التفسير واستحدثوا مادة جديدة وهى (الدخيل فى التفسير ) والتى تتناول أى شيء دخيل على التفسير والحديث فكان كتاب البخارى اصح كتاب بعد كتاب الله وتلقته الأمة بقبول، والشائع أن مسألة تنقية التراث تفسيرا أو حديثا من الدخيل تمت واكتمل فى عصرنا الحاضر والحمد لله وعلماء الأزهر الأكفاء والمتخصصون قادرون على استكمال هذا المشوار وهذا يدل على نجاح مؤسسة الأزهر.

 ولماذا يضيق صدر علماء الأزهر وشيوخه بالنقد عند كل حديث من خارج المؤسسة الأزهرية عن الإصلاح والتطوير ويميلون نحو الدفع باتجاه نظرية المؤامرة؟

النقد مطلوب وخاصة عندما يكون النقد بناء لكن النقد الهدام الذى توجهه الفضائيات وتحاول أن تبرز أن هناك أمورا خاطئة وأن هناك أحاديث مكذوبة وأن أصح كتب السنة ليس بأصحها، فهذا نقد هدام وهذا الذى أرفضه أما النقد البناء الذى يرى أنه يجب علينا أن ننهض بالأزهر وأن نضاعف الجهود لخدمة التعليم والطالب الأزهرى والنقد الذى يوجه لإصلاح مسار التعليم الأزهرى وتطوير مناهجه هذا نقد بناء مرحب به أما النقد الهدام الذى يحاول أن يهيل التراب على منارة الإسلام وهو الأزهر فهذا هو الذى أرفضه.

والأزهر لا يعرف الكهنوت بل هو معقل الوسطية ومنارة التسامح ولولاه لضاعت المنهجية واللغة من مصر ويقول كبار المؤرخين (من لم يذهب إلى مصر لم ير مجد الإسلام ولا عزه لأن فيه الأزهر الشريف) فدول كثيرة احتلها الاستعمار واستطاع تغيير هوياتها وتغيير لغتها إلا مصر فدخلها الاستعمار وخرج ولم يستطع تغيير عقيدتها أو هويتها فمصر ليست مصر إلا بالأزهر فللأزهر مكانة مرموقة تستوجب على الأمة والدولة الحفاظ على هذه المؤسسة والمنارة الإسلامية التى بها نفخر ويعتز بها المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها.

 هل تؤيد سن قوانين تجرم أفعال من يثيرون الفتن فى المجتمع باسم الدين؟

أؤيد ذلك شريطة أن يتم فى إطار القانون وثبوت الإدانة بمعنى أنه لا يصح إدانة شخص لمجرد أنه يؤدى الصلاة فى أوقاتها، لكن إذا ثبت أنه يعمل ضد الدولة أو منضم لأحد التنظيمات الإرهابية فيجب معاقبته لأن الواقع أن الحياة تبنى على الثواب والعقاب مصداقا لقوله تعالي: «إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم»، فلا بأس من تجريم كل من يتلف شيئا يتعلق بأساسيات المجتمع ومقدراته، أو أن يخرب ويدمر الممتلكات العامة والخاصة.

 كيف تقيم الألحاد فى الدول العربية وما دور الأزهر فى التصدى لهذه الظاهرة؟

الإلحاد ناشئ عن الفراغ الذى أوجدته الأسرة عند كثير من أبنائها لانشغالهم بمشاكل الحياة وعدم الالتفات إليهم والجلوس معهم، وغياب الرقابة المنزلية على سلوكهم ما أوجد حالة الفراغ التى جعلتهم عرضة للاتصال بأصدقاء السوء ممن يسوقونهم للفساد، أو أن يرتموا فى أحضان الجماعات المتشددة كالإخوان المسلمين والسلفية الجهادية وداعش وغيرهم، فيستقطبونهم ويملأون أذهانهم بأفكارهم المغلوطة التى تناصب المجتمع العداء بتصويره على أنه مجتمع فاسد خارج عن الملة، وللتصدى لهذه الظاهرة على الأسرة والمؤسسات التعليمية أن تستعيد دورها الحقيقى تجاه هؤلاء الشباب، كما يجب على رجال الدين أن يلمسوا مشاكلهم سواء كانت اجتماعية أو غيرها وعلاجها من خلال خطابهم الديني.

 فى واقعنا المعاصر فى العالم العربى مشكلات وأزمات أخلاقية وسلوكيات كثيرة مرفوضة بمقاييس ديننا، ما تأثير ذلك فى واقعنا الاجتماعي؟

هذه السلوكيات وتلك التجاوزات تترك تأثيرا سلبيا فى حياتنا الاجتماعية والأخلاقية، فالانضباط الأخلاقى هو طريق الاستقرار الاجتماعى الذى ننشده فى كل بلادنا العربية والإسلامية، ولأهمية الجانب الأخلاقى فى تحقيق استقرار الأمة وتماسكها وقدرتها على الصمود فى وجه كل محاولات ضربها من الداخل يأتى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فبالأخلاق الطيبة، والسلوكيات الراقية، والأدب الجم استطاع رسول الإنسانية أن يبنى أمة نشرت رسالة الإسلام فى ربوع العالم، وبالخطاب الراقى المهذب أذهل رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كل ملوك وسلاطين الأرض، وتفوق على كل البلغاء بأدبه، وحسن خطابه، واحترامه للمخالفين له.

والواقع أننا فى أمسّ الحاجة إلى هذا الأدب الإسلامى والرقى السلوكى الذى تعلمناه من رسولنا، وتوارثناه عن رسولنا الكريم، فهو القدوة والمثل، وتعاليم الإسلام هى مصدر استقرارنا النفسى والاجتماعى والأخلاقى وعلينا أن نربى عليها أبناءنا منذ الصغر.

لايزال بعض الشباب يتورط فى إطلاق الحكم بتكفير الآخرين، بماذا تنصحون هؤلاء الشباب؟

تكفير الآخرين دون سند أو دليل وبرهان قوى جريمة يجب أن يكف عنها هؤلاء الذين لا يعرفون عن دين الإسلام إلا القشور، فلا يجوز إطلاقا الحكم على مسلم بالكفر إلا إذا أنكر أمرا معلوما من الدين بالضرورة، والذين يملكون الحكم الصحيح هم أهل العلم والاختصاص الموثوق فى علمهم وأمانتهم ونزاهتهم فى الحكم، ولابد أن يكون ذلك بعد مناقشة الشخص فيما كتبه أو فيما قاله، أو ارتكبه من سلوك يتعارض مع تعاليم الإسلام، وأن يكون قصد التعمد هنا واضحا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل