المحتوى الرئيسى

حملة من أجل الرصيف (2) | المصري اليوم

12/03 07:10

تحدثنا عن أصل الرصيف وحكايته ونشأته وجزء بسيط من تاريخه، ورُغم الأهمية التى استحوذ عليها الرصيف فى السابق ودوره المهم فى تنظيم حركة المارة والمركبات، إلا أن الاعتداءات تواصلت عليه هنا فى مصر، وصارت تقلصه شيئًا فشيئًا حتى تلاشى تقريبًا فى القاهرة وغيرها من المدن الكبرى.

الرصيف الذى كان متنفسًا للكثيرين، وقِبلة تبسط صفحتها أمام الجميع بالتساوى ومن دون مفاضلة، صار محشوًّا بأكشاك وباعة وتعديات ما أنزل الله بها من سلطان، فضلًا على التوسعات المتواصلة للطرق، التى نالت من حق الرصيف فى الوجود والحضور.

نعم.. من المهم سيولة حركة مرور السيارات لحل الاختناقات التى تصيب قلب شوارع ومدن مصر فى مقتل، ولكن مهم كذلك وجود الرصيف بدوره الحيوى والإنسانى.

ويفترض فى الرصيف أن يتسم بتصميم هندسى بسيط وغير معقد ليسهل المشى عليه، وفى الوقت ذاته يفترض أن يتميز بشكل جميل يتسق مع المنظر العام للمدينة، وهو أمر لا نجده كثيرًا هنا، إذ تحولت بعض الأرصفة إلى أسواق لعرض البضائع، أو ملجأ للمشردين والمتسولين، أو مكان لوضع كراسى المقاهى، فيما تبلغ مساحات مواقف السيارات والمركبات أضعاف مساحة أرصفة المشاة، بل إن فى بعض المناطق أصبح الرصيف يستعمل موقفًا لركن السيارات.

إن بعض الدراسات التى أجريت على وضع الأرصفة فى مصر أكدت أن أهم الإشغالات هى أكشاك الكهرباء والتليفونات والغاز، وكذلك كبائن التليفونات وأعمدة الإنارة التى وضعت بشكل غير صحيح.. وهنا نناشد الجهات المسؤولة، وتحديدًا المحليات وغيرها، إعادة النظر من جديد إلى وضع الأرصفة فى مصر، والذى صار فى حال بائس للغاية.

وعلى الرغم من أن الأرصفة المصرية قد شهدت تغيرًا كبيرًا على مستوى الشكل والتصميم والمواد المستعملة فى رصفها وتبليطها، إلا أنه فى بعض الأماكن حاولت بعض الأجهزة المعنية استغلال الأرصفة فى التجميل بإنشاء حدائق وأحواض زراعية، وهو هدف حميد، لكنها تعدت على حقوق الرصيف وحقوق المشاة فى استخدامه.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل